واشنطن بوست: 60 % من التهديدات لأوباما نشرت على الإنترنت
واشنطن- أ ش أ:
كشفت صحيفة ''واشنطن بوست'' الأمريكية أن أكثر من 60 في المائة من التهديدات ضد الرئيس الأمريكي باراك أوباما تتواجد على الإنترنت، وفقا لجهاز الخدمات السرية الأمريكي، مما يشكل مجموعة جديدة من التحديات للجهاز الذي يواجه سيل من انتقادات بسبب سلسلة من الثغرات الأمنية الحرجة.
وأوضحت الصحيفة - في تقرير نشرته في نسختها الإلكترونية اليوم الثلاثاء - أن مصادر أمريكية مطلعة كشفت أن الرئيس المنتخب أوباما، ومنذ فوزه التاريخي في الانتخابات، يواجه تهديدات شخصية لم يسبق أن وجهت لأي رئيس أمييركي على الإطلاق.
وكشفت المصادر أن جهاز ''الخدمات السرية'' يحقق حاليا في عدد من القضايا من بينها، تهديدات عنصرية رسمت على جدار (جرافيتي) بالقرب من معسكر جامعة ''نورث كارولاينا ستيت''.
وحذر الجهاز'' من أن العنصرية ليست الدافع الأوحد وراء أي تهديدات ضد أول رئيس أمريكي من أصول أفريقية، في الوقت الذي تزايدت فيه معدلات الرسوم ''الجرافيتية'' ذات الطابع العنصري، منذ الانتخابات.
وأشارت الصحيفة إلى أن بعض المشرعين والمسؤولين الأمنيين السريين يتساءلون عما اذا كانت المخابرات قد تكيفت بما فيه الكفاية مع المشهد الاجتماعي في وسائل الإعلام الجديدة التي يجب أن يتم فرزها من خلال عاصفة من التهجمات على الانترنت للرئيس الأمريكي.
ونقلت عن النائب الأمريكي جايسون شافيتز الذي يرأس اللجنة الفرعية للبيت الأبيض للرقابة والإصلاح الحكومي في جهاز الأمن الوطني، قوله ''أنا لا أعرف ما إذا كانت المخابرات قد تكيفت مع هذه التهديدات الجديدة''.. مضيفا قوله ''إن الهجمات سوف تحدث، مهما كانت''، وتساءل ''هل هناك طرق جديدة ومبتكرة للكشف عنها؟ أنا غير مقتنع بانهم سيستطيعون ربط هذه الحلقات ببعضها البعض والتوصل لنتائج ''.
ونوهت الصحيفة الى أنه خلال الفترة الرئاسية لأوباما، كانت القضية الأبرز على الساحة هي القلق من أبناء عرقه، والتي جعلت منه نقطة جذب للتهديدات من قبل الأشخاص الذين اعتقدوا أن عرقه سيبقى السبب الأبرز لاستبعاده من منصبه.
ورأت أن إفتراضية إغتيال أول رئيس أمريكي من أصول أفريقيةقوبلت بقلق شديد من بعض الناخبين السود الذين خاطبهم أوباما بشكل مباشر في الحملة. وقال النائب جيمس كليبورن انه ناقش المسألة مع أوباما بعد قول مدرس في مدرسة ثانوية في بلدته إن بعض الطلاب الأمريكيين من أصل أفريقي قالوا ''لن ندعمه، لا نريد رؤيته رئيسا منتخبا، لأن أحدا ما سوف يقتله ''.
وأضافت ''واشنطن بوست'' أنه بعد ما يقرب من ست سنوات في البيت الأبيض، هدأ عدد كبير من التهديدات العنصرية العلنية، ولكن التهديدات مستمرة بشكل عام، وأن التهديد المطروح على الساحة في الوقت الحالي يتمثل في الاعتقاد بتجاوز أوباما للحكومة الأمريكية، وفقا لمسؤولي مخابرات سابقين وحاليين، من خلال استغلاله لسلطته وانتهاكه للدستور.
وقال برايان ليري المتحدث باسم جهاز الخدمة السرية أن الوكالة توصلت إلى حقيقة أن 60٪ من التهديدات ضد الرئيس الأمريكي تبث عبر الإنترنت..مضيفا ان ''القدرة على ذلك متاحة، وعلينا أن نتطور مع التطور التكنولوجي كذلك''، وأشار إلى أن عدد التهديدات ضد أوباما ''لم يتجدد بعد أشهر قليلة من الانتخابات، لكنه أبى العودة إلى المستوى الذي يتسق مع نظرائه السابقين، وأنه لا يزال موجودا ''.
وأشارت ''واشنطن بوست'' إلى أن أعضاء شعبة الاستخبارات يفكرون في طرح اقتراحات أكثر بساطة لتخفيف حدة التهديدات ضد أوباما وجعلها لا تستحق عناء التحقيق، وأضافت أن أحد الأعضاء من الشعبة، الذي طلب عدم ذكر اسمه لمناقشة العمليات الداخلية للوكالة، قام بالكشف عن تلقي تعليمات من الجهاز لمقابلة أفراد كانوا في حالة سكر في حانة لسماع كيف يرغبون في ايذاء الرئيس.
ووفقا لأشخاص مطلعين على المسألة، تشكل التهديدات القائمة على العنصرية، في الوقت الحالي، ما بين 5 و 10 في المئة من التهديدات التي وجهت إلى الرئيس الأمريكي. وقال مارلين مايو، المدير المشارك لمركز رابطة مكافحة التطرف: وجد مجموعة من التهديدات الجسدية ضد أوباما وتصريحات عنصرية على مواقع البيت الأبيض والتي بلغت ذروتها في عامي 2008 و 2009، وأضافوا أنه خلال الأيام الأولى من ترشيح أوباما والسنة الأولى من رئاسته، كانت العديد من التهديدات ضده من نوعية عنصرية مخيفة.
ونوهت الصحيفة في ختام تقريرها الى أنه منذ تولي أوباما مهام منصبه، تم اتهام 65 شخصا على الاقل بتهمة التهديد بإيذاء الرئيس الأمريكي، وفي يناير من العام الجاري، حكم على دانيال تيمبل، الذي كان قد غرد على حسابه في موقع التواصل الإجتماعي تويتر ''أنا قادم لقتلك''، و ''يجب أن أقتل باراك أوباما أولا''، بالسجن لمدة 16 شهرا بعد اعترافه بأنه مذنب، وفي نفس السياق، حكم على نيكولاس سافينو في مارس الماضي بعام في السجن بعد نشره على موقع البيت الأبيض في شهر أغسطس عام 2013، ''الرئيس أوباما هو المسيح الدجال، نتيجة لخرقه للدستور، لذلك يجب أن يتنحى أو أن يقتل بالرصاص''. ولفتت الصحيفة إلى أن الشرطة، التي اعتقلت سافينو بعد بضعة أيام من نشر البيان، وجدت ثلاث بنادق وحوالي 11 ألف طلقة ذخيرة في شقته وسيارته.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: