''السفير'': واشنطن تشجع ''الحريري'' و''عون'' على التواصل المباشر لحل أزمة الحكومة
بيروت- (أ ش أ):
ذكرت صحيفة السفير اللبنانية أن السفارة الأمريكية في بيروت شجعت كلا من ''تيار المستقبل'' بزعامة سعد الحريري و''التيار الوطني الحر'' بزعامة العماد ميشال عون على التواصل مباشرة من أجل محاولة صوغ مخرج مشترك يكسر حالة الجمود في مفاوضات تشكيل الحكومة.
وقالت مصادر في العاصمة الفرنسية لـ''السفير'' إن الملف اللبناني سيناقش في القمة التي ستجمع الرئيسين الأمريكي باراك أوباما والفرنسي فرنسوا هولاند، من زاوية الخشية من استمرار تداعيات الأزمة السورية على لبنان، أمنيا وسياسيا وإنسانيا، فضلا عن إعادة التأكيد على أهمية استقرار لبنان ووجوب تمرير كل الاستحقاقات الدستورية ومنها استحقاق تأليف حكومة جديدة.
وأضافت أن الرهان بلغ عند البعض حد التعويل على القمة الأميركية ـ الفرنسية، التي ستنعقد اليوم في واشنطن، لعلها تأتي بالجواب الكافي والشافي، بينما الحقيقة أن لبنان ليس ملفا بذاته على طاولة ''الدول''، بقدر ما هو جزء لا يتجزأ من الملف السوري والإيراني والعربي الإسرائيلي.
وتساءلت الصحيفة أنه إذا كانت ''الحقيبة'' وحدها، تحتاج إلى ''دول'' وإلى فاصل زمني، فكيف سيكون الحال عندما نصل إلى استحقاق رئاسة الجمهورية ؟ وماذا عن الانتخابات النيابية المقررة في الخريف المقبل؟ وهل من الضرورة أن تلزم ''الدول'' اللبنانيين بسلة شبيهة بما جرى بعد الطائف أو الدوحة؟.
ولفتت الصحيفة إلى أن ''فريق 14 آذار'' سعى إلى سحب فتيل التحدي الذي تم إشعاله مع تسريب معلومات عن ترشيح ''تيار المستقبل'' للواء أشرف ريفي مدير عام قوى الأمن الداخلي لتولي وزارة الداخلية (معروف عنه هجومه على حزب الله)، وعلى هذا الأساس، جرت مفاوضات رباعية بين الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان ورئيس تيار المستقبل سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي ورئيس الحكومة المكلف تمام سلام، لتذليل عقدة الداخلية، حيث استبعد اللواء ريفي واللواء مروان زين، كما استبعد اسم النائب سمير الجسر، ''فيما أبقى على اسم النائب جمال الجراح والنائب السابق سليم دياب كخيارين جديين يمكن التوافق على أي منهما لتولي وزارة الداخلية'' على حد تعبير المصادر المتابعة.
وفي هذا السياق، قال النائب وليد جنبلاط لـ''السفير'' انه كانت هناك عقدة اسمها وزارة الداخلية، وقام ''تيار المستقبل'' مؤخرا بطرح اسمين مقبولين لتوليها، ولا اعتقد أن أيا منهما يشكل استفزازا أو تحديا لأي طرف. وهما في رأيي يسهلان التشكيل إذا كانت المشكلة التي تعطل تأليف الحكومة محض محلية''.
من جهته، نفى السفير الإيراني غضنفر ركن أبادي أي ارتباط بين تعثّر تشكيل الحكومة اللبنانية وعدم مشاركة إيران في اجتماعات جنيف الدولية حول سوريا، وقال: ''لطالما عبرنا عن استعدادنا لمساعدة لبنان للخروج من الأزمة الحكومية، ونحن ندعو إلى تضامن جميع اللبنانيين لأن حجم المخاطر كبير جدّا ويشمل الجميع لا طائفة واحدة، ونحن متفائلون بتشكيل حكومة جامعة''، وتوقع أن نشهد في فترة قصيرة ''تغييرا كبيرا على مستوى العلاقات بين إيران والسعودية''. وقال إن ذلك ''لن يستغرق وقتا طويلا''.
من جانبها قالت صحيفة ''النهار'' اللبنانية إن مساعي تأليف الحكومة التي عادت إلى مربع الانقسام الحاد، شهدت محاولات لإعادة تنشيط حركة الاتصالات لكسر الجمود من خلال مساعي النائب وليد جنبلاط بالتنسيق مع الرئيس بري من غير أن تسجل أي نجاح.
ونقلت الصحيفة عن مصادر متابعو قولها إنها ولا تفصل أزمة تشكيل الحكومة اللبنانية عن تأزم العلاقات الإيرانية - السعودية في ساحات عدة بينها لبنان.
وعلمت ''النهار'' أن سعد الحريري يجري في الرياض مشاورات مع رئيس كتلة ''المستقبل'' الرئيس فؤاد السنيورة الذي توجه إلى المملكة العربية السعودية مع النائب نهاد المشنوق، ومن المقرر أن تتناول المشاورات موضوع تأليف الحكومة والتطورات العامة في لبنان والمنطقة.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: