فايننشال تايمز: وصول السيسي إلى الرئاسة يمثل عودة السلطة المركزية لمصر

كتبت - هدى الشيمي:

رأت صحيفة ''فايننشال تايمز'' البريطانية أن فوز وزير الدفاع المشير عبد الفتاح السيسي بانتخابات الرئاسة المقبلة، سيمثل عودة السلطة المركزية للسيطرة على مصر، وخنق كل المؤسسات الأخرى بها مثلما حدث على مدى الستة عقود الماضية.

وقالت الصحيفة إن وجود السلطة المركزية في مصر بمعني سيطرة فصيل واحد على السلطة والحكم في البلد، مترسخ في جذور مصر، وكان متواجد بكثافة أثناء حكم الفراعنة منذ 7.000 عام.

وأوضحت الصحيفة أن أول مملكة ظهرت في مصر كانت قائمة على فكرة الدولة المركزية عندما قام فيه المزارعين بالسيطرة على المياه وشراء العديد من الأراضي الزراعية، ليصبحوا سادة مجتمعهم وكل العاملين لديهم عبيد.

وأشارت إلى أن مصر عاشت 100 عام من الليبرالية، ظهر بها الجامعات التي تقوم على النمط الغربي، وظهر القضاة العلمانيين وظهرت النقابات المهنية، والصحافة، وقل وجود المركزية وسيطرة النظام الواحد على الحكم، إلا أن هذا النظام اختفي تمام بشكل مفاجئ بعد قيام حركة الضباط الأحرار بقيادة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر بالانقلاب العسكري وعزل الملك فاروق عام 1952.

ولفتت الصحيفة إلى أنه بعد انتهاء أول عشرة سنوات من حكم الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، بدأت عملية المركزية وانتقل الحكم إلى يد مجموعة معينة ومحدودة من الناس وهم المحيطين به وبأسرته.

كما أرجعت أسباب وجود المركزية في مصر إلى ثلاثة أسباب أولهم الاصلاحيات الاقتصادية التي قام بها المستثمرين والتي تمثلت في زيادة مؤسسات القطاع الخاص، والتي أدت إلى سيطرة أصحاب رؤوس الأموال الكبيرة على الشباب.

والثاني هو التحديات الاقتصادية والاجتماعية الكبيرة التي تواجه مصر حاليا، فمصر واحدة من أكبر الدول التي تعاني عجزا اقتصاديا ومن أكبر الدول المستوردة للغذاء، لذلك من السهل أن يثور الشعب ويغضب في أي لحظة من اللحظات، لذلك يحتاج الشعب المصري إلى سلطة مركزية قوية للسيطرة على الفوضى التي قد تحدث في أي لحظة.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا