نيويورك تايمز: الخوف من العلمانية وقمع الإسلاميين وراء فوز حزب أردوغان
كتبت - هبة محفوظ:
قالت صحيفة ''نيويورك تايمز'' إنه بالرغم من المظاهرات الكبيرة التي قامت في تركيا ضد نظام رجب طيب أردوغان، وبالرغم من تهم الفساد التي حاصرته، إلا أنه كان دائما ما يستند إلى حقيقة أنه منتخب، وكان يزعم أن الشعب سيدعمه في أي انتخابات مقبلة.
وذكرت الصحيفة أن الحزب الإسلامي ''العدالة والتنمية'' الذي يرأسه أردوغان فاز بأغلبية الأصوات خلال الانتخابات المحلية يوم الأحد الماضي.
وحسب تقدير الصحيفة، تظهر نتائج الانتخابات قدرة أردوغان على الفوز بأصوات الكثيرين من شعبه التي قد تمكنه من مد الفوز برئاسة تركيا حال ترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة، أو على الأقل من زيادة قوة حزبه.
السياسي الداعم له بالرغم من المظاهرات الواسعة التي تقوم ضده، وبالرغم من تهم الفساد التي انتشرت ضده بعد تسريب مكالمات هاتفية بينه وبين كبار المسؤولين الأتراك.
وفي أنقرة، ألقى أردوغان بخطاب علي العامة احتفالا بفوز حزبه بالانتخابات، بحضور الألاف من مؤيديه الذين احتشدوا لسماع الخطاب في العاصمة، وقال أردوغان أن نتيجة الانتخابات جاءت ''لترسل رسالة لتركيا والعالم أجمع''، معتبرا فوز حزبه نصرا لتركيا ، والمظاهرات ضده مؤامرة من الخارج لتدمير بلاده، حسبما أوردت الصحيفة.
وتعهد أردوغان بالوقوف ضد ''عملاء الخارج'' الذين يقودون المظاهرات ضد حكمه، وخاصة أتباع العالم الإسلامي المنفي بأمريكا، فتح الله جولن، الذي يعتقد أن أتباعه هم من يقومون بتسريب مكالمات أردوغان إلى مواقع التواصل الاجتماعي، متهمين أردوغان بالفساد المالي والسياسي. ولمح أردوغان في خطابه ايضاً بشن حملة اعتقالات موسعة ضد أنصار جولن، حسبما ذكرت الصحيفة.
وبالرغم من أن اسم أردوغان لم يكن علي القوائم الانتخابية للانتخابات المحلية، إلا أنه سعي لفوز حزبه السياسي ليثبت مدى شعبيته وليبدد الشكوك المثارة حول اتهام حزبه واتهامه هو شخصياً بتهم فساد، معتبرا أن فوز حزبه بمثابة فوزه في استفتاء علي بقاء نظامه.
وقالت الصحيفة إن نتيجة الانتخابات المحلية لن تكون كافية لتحديد مستقبل أردوغان السياسي، ولا لمساعدته على البقاء في منصبه، وأنه يجب الانتظار حتي عقد الانتخابات الرئاسية في الصيف المقبل، و عقد الانتخابات البرلمانية العام المقبل، ليعرف أردوغان مصيره الحتمي.
وأضافت الصحيفة أن فكرة المصالحة تبدو بعيدة المنال عن تركيا الأن. وأرجعت الصحيفة السبب في ذلك إلى حالة الاستقطاب الموجودة حاليا بين أردوغان ومعارضيه، فمن
ناحية يعتمد أردوغان على دعم قاعدة دينية متحفظة، تمثل أكثر من نصف الشعب، ولها تاريخ تم قمعها فيه تحت الحكم العلماني الذي سبق أردوغان، وفي الناحية الأخرى يأتي معارضو أردوغان من مناهضي الدولة الدينية، والعلمانيين، وغيرهم من المفكرين والمثقفين الذين يختلفون فيما بينهم على شتى المواضيع ولكن يجمعهم معارضتهم لأردوغان.
قالت الصحيفة أن سبب دعم الكثيرين لأردوغان ليس ثقةً في شخصه، بل خوفا من عودة سياسات تركيا العلمانية السابقة التي كانت تقمع الإسلاميين، فحسب قول أحد المواطنين المشاركين في التصويت في انتخابات تركيا المحلية الأخيرة قال إنه صوت لحزب أردوغان ''خوفا من عودة الحزب الشعبي الجمهوري، حزب أتاتورك، الذي اشتهر بقمعه للإسلاميين ومعاملتهم كدرجة ثانية من المواطنين'': ''كنا نضطر لحبس زوجاتنا المحجبات بالمنازل خوفا عليهن مما قد يحدث لهن''.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: