نيويورك تايمز: التراث العالمي في سوريا في مفترق طرق
تب ـ علاء المطيري:
سلطت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية الضوء على الدمار الذي لحق بالآثار المدرجة ضمن التراث العالمي في سوريا جراء الصراع الدائر هناك منذ أكثر من ثلاث سنوات.
وقالت الصحيفة إن حصيلة هذا الدمار وضعت التراث العالمي في سوريا في مفترق طرق.
وأشارت إلى أن الأعمدة الحجرية التي يفترض أنها ماتزال قائمة في مدينة "تدمر" أصبحت تتخللها المقابر، مضيفة أن أشجار الخوخ مازالت تلمع في ضوء النهار وكأنها غير راضية عما يجرى حولها.
وتابعت "لكنها على أية حال ليست حربها الأولى".
وتذكر الصحيفة أن مدينة " تدمر" تحتوى على معبد " بل" الذى يرجع تاريخه إلى القرن الأول الميلادي، موضحة أن الرصاص وقذائف الهاون تركت آثارها على أعمدة المعبد التي لم تتزحزح على مدى 2000 عام بل وأنهار اثنان منها.
وترى الصحيفة أن الحرب خلفت جراحا جراح عميقة ومشاكل ممتدة في أنحاء متفرقة من المواقع الأثرية السورية.
ولفتت الصحيفة إلى إن لصوص المقابر وبعض المحترفين قد سرقوا العديد من القطع الأثرية من المقابر والمتاحف.
وتذكر الصحيفة أن المدينة القديمة التي تتخللها الهياكل الخرسانية قد فقدت أهميتها الاقتصادية التي كانت تعتمد على السياحة، مشيرة إلى أن السكان المحليين يشعرون بالألم في مدينتهم التي كانوا يعتبرونها من أروع المواقع السياحية في العالم.
وقالت الصحيفة إن مدينة "تدمر" تعتبر ملتقى الحضارات بداية من الحضارة اليونانية والرومانية والفارسية وصولا إلى الحضارة الإسلامية.
و"تدمر" واحدة من 6 مواقع تصنفها اليونسكو ضمن المواقع التراثية العالمية.
ونوهت الصحيفة بأن الحرب وصلت إلى تلك المدينة الصحراوية متأخرة نسبيا بعد اندلاع الاشتباكات واختلاف بعض كبار الضباط مع الحكومة. وقالت "احتل المسلحون "متحف بل" ونهبوا بيت الضيافة الموجود هناك إضافة إلى فندق "زنوبيا" الذى أنشأ عام 1900".
وأفادت بأن الجيش السوري يستخدم الأنقاض لأغراض عسكرية في الوقت الحالي، مشيرة إلى أن القلعة الموجودة على قمة التل والتي يرجع تاريخها إلى القرن 16 الميلادي تستخدم حاليا من قبل الجيش وهو ما يثير المخاوف لدى المواطنين.
وقارنت الصحيفة بين تدمر وحلب القديمة، وقالت إن الأولى نجت من الدمار الكارثي الذي لحق بالأولى.
وأشارت إلى أن الحرب أدت إلى تضرر قلعة الحصن التي تعتبر من أفضل القلاع الصليبية في العالم والتي كانت محتلة من قبل المتمردين إلى أن استعادتها الحكومة .
ونقلت نيويورك تايمز عن ندى حسن، رئيسة مجموعة الدول العربية باليونسكو، قولها إن التنقيب غير قانوني هو الخطر الأكبر على مدينة تدمر.
كما نفلت عن مصادر رسمية قولها إن مئات القطعة الأثرية تم تهريبها سرا عبر الحدود إلى بيروت.
وتقول ندى حسن إن مجلس الأمن لم يستجيب حتى الآن لتوصيات اليونسكو الخاصة بحظر التجارة في القطع الفنية مثلما حدث في العراق أثناء الحرب، لافتة إلى أن كل ما يباع في سوريا حاليا يثير الشكوك.
وقالت الصحيفة إن محتويات المتاحف السورية 32 تم جمعها لكن 3 على الأقل منها قد تم نهبها في "الرقة" أو تدميرها لأسباب دينية، بحسب أحمد ديب مدير المتاحف بوزارة الثقافة.
وتشير الصحيفة إلى أنه في بعض الأحيان يتم الحفاظ على الآثار نتيجة وعي المتمردين الذين يدركون قيمتها التاريخية.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: