إعلان

هافنجتون بوست: هل تهدد فوز بوتفليقة الربيع العربي؟

11:13 ص الإثنين 21 أبريل 2014

عبد العزيز بوتفليقة

كتبت – هبة محفوظ:
قالت صحيفة ''هافنجتون بوست'' الأمريكية أن فوز الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، بالانتخابات الرئاسية للمرة الرابعة رغم كبر سنة وتدهور حالته الصحية الواضح قد ينذر بفشل ثورات الربيع العربي في أحد دول المنطقة، الجزائر، حيث ''قامت الثورات العربية ضد استمرار نفس الديكتاتورية التي يحكمون بها، وضد مبادئ توريث الحكم لنفس الأنظمة الحاكمة''.

وأرجعت الصحيفة سبب فوز بوتفليقة إلى مساندة الجيش الجزائري له، ولتاريخه الذي اشتهر فيه كأول من وحد شتات الجزائريين من خطر التقسيم بعد نشوب الحرب الأهلية في التسعينيات.

وأوضحت الصحيفة أنه بالرغم من وجود معظم الأسباب التي ثارت من أجلها شعوب الربيع العربي بالجزائر، إلا أن الحال في الجزائر يبقي على ما هو عليه.

وأشارت الصحيفة إلى أنه لا توجد أي مؤشرات لمعارضة الإسلاميين، أو عامة الشعب لحكم ونظام بوتفليقة، بالرغم من نسب البطالة العالية، وتدهور الحال الاقتصادي، وانتشار الفقر، وتقييد حرية الحصول على المعلومات، وعوامل أخرى كانت قد ساعدت في دفع شعوب عربية شقيقة للجزائر للثورة ضد أنظمة بلدانها.

وترى الصحيفة الأمريكية أن السبب في ذلك يرجع لنجاح شعوب الربيع العربي في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لكشف قمع أجهزة الأمن ببلادهم، إلا أن أجهزة الأمن بالجزائر، وبعض شعوب الخليج، يصل قمعها إلى منع تداول الانتقادات التي تدينها عبر تلك المواقع وقمع من قد يقومون بنشرها.

وأضافت أن هناك حواجز نفسية معينة يجب اختراقها من قبل الشعوب الثائرة ضد أنظمتها لكي تحدث ثورة تسقط الأنظمة القمعية، إلا إن ذلك صعد الأمور بالجزائر، لارتباطهم العاطفي بصورة بوتفليقة ''كمنقذ لوحدة الشعب بعد خطر التقسيم الذي تعرض له في التسعينيات خلال الحرب الأهلية''.

وقالت الصحيفة أيضاً إن حالة عدم الاستقرار وأحداث العنف التي نتجت عن ثورات الربيع العربي وتبعاتها المخيفة جداً قد ''تجعل الجزائريين يشككون في رغبتهم بالثورة ضد بوتفليقة''، مهما ساءت ظروفهم المعيشية تحت نظامه.

وأضافت أن للجزائر تاريخ في الخوف من سيطرة بعض الاسلاميين على الحكم، لذا يخاف البعض أن يثور ضد بوتفليقة وينتهي به الحال تحت ''حكم إسلامي متشدد، كما حدث بسوريا حين أعلنت بعض الكتائب المقاتلة ضد نظام بشار ولائها للقاعدة.

وأضافت الصحيفة أنه لا يجب اليأس من قدرة الربيع العربي على ''إحداث تغيير نوعي، تدريجي، وحتمي'' في المنطقة، بالرغم من تهميش الدور السياسي ''للشباب الذين قادوا تلك الثورات''.

ولفتت الصحيفة إلى أن ذلك التغيير من الممكن أن يصل للجزائر أيضاً، خاصةً مع ظهور حركات معارضة سلمية، شبابية، عديدة، مثل حركة ''بركت'' التي تنادي بإصلاحات في النظام الجزائري الحاكم لتحسين الظروف المعيشية للجزائريين، وتندد بقمع أجهزة الأمن للحريات.

وفسرت الصحيفة أن تأثير ثورات الربيع العربي امتد، ليس في بلدان الثورات فقط، بل لبعض الدول الأوروبية والإسلامية، كإيران وتركيا أيضا.

واعتبرت الصحيفة أن ثورات الشباب في العالم العربي هي ما دفع الإيرانيين لاختيار روحاني، بدلاً من التمسك بأحمدي نجاد، في انتخابات الرئاسة المؤخرة، وهو أيضاً ما شجع المتظاهرين الأتراك للخروج ضد حكومة أردوغان في مظاهرات احتجاجية واسعة.

ولاحظت الصحيفة أن تأثير الثورات العربية وصل أيضاً بلدان أخري مثل البرازيل، تايلند، الهند، الفلبين، وأوكرانيا، وغيرهم من البلدان التي شهدت مظاهرات معارضة ''لأنظمة الحكم الاستبدادية''، والتي كان يقودها عادةً ''شباب الطبقات الوسطي''.

لذا ترى الصحيفة أن مقدرة الربيع العربي على الانتقال للبلدان الأخرى وإحداث ثورات بها ضد الفساد، وعدم المساواة، والقمع، أمر ممكن، بل حتمي، حتى بالجزائر.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان