تايم الأمريكية: السوريون أكثر حيرة وفرقة باقتراب الانتخابات الرئاسية
كتبت - هبة محفوظ:
قالت مجلة ''تايم'' الأمريكية إن اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية بسوريا ''يصعب الوضع على مدنيين سوريا، ويجعلهم في حيرة بشأن ما يجب عليهم فعله، سواء بقرارهم المشاركة ''بتصويت لا قيمة له، أو بالمقاطعة التي لن تهدئ الحرب الأهلية الناشبة هناك على أي حال''.
رأت المجلة أن نتيجة الانتخابات الرئاسية المقبلة بسوريا ''محسومة لصالح بشار الأسد بالفعل، وأن هذه المرة تعد الأولى من نوعها التي ستتيح للسوريين الاختيار بين أكثر من مرشح، على عكس الحال تحت قيادة نظام الأسد أب وابن سابقاً، حيث لم يجرؤ أحد على الترشح أمامهما.
وصفت المجلة الانتخابات السورية المقبلة ''بالهزلية''، حسب تعبير بعض الدبلوماسيين الأوروبيين، وأضافت أن إقامة الانتخابات الأن مع تجاهل تدهور الأوضاع المعيشية لملايين اللاجئين، وتهجير أكثر من 6 ملايين أخرين، لن يعطي أي رئيس شرعية بقاء، خاصةً مع وجود شكوك كثيرة بشأن نزاهة سير العملية الانتخابية نفسها.
وعن منافسين الأسد، أوضحت المجلة أن فرص فوزهم معدومة، خاصةً مع دعم وسائل الإعلام السورية الرسمية للأسد ونظامه، وحثها للمواطنين بالتصويت في صالح الأسد، في حين تقوم بتجاهل منافسيه من الساحة الإعلامية والسياسية تماماً.
ومع تدهور الأوضاع الاقتصادية، وتدمير البنية التحتية للبلد، واستمرار الحرب الأهلية التي بدأت قبيل 4 أعوام، وازدياد نفوذ الفرق المسلحة المتشددة المعارضة للأسد، يرى معظم السوريون الذين تحدثت إليهم الصحيفة ''أن الوقت الحالي لا يسمح بتغيير الرئيس''، ولذا قرر معظمهم التصويت لبشار في الانتخابات الرئاسية القادمة ''معتمدين على خبرته العسكرية في محاربة ''الإرهاب''''''.
ورجحت المجلة أن السبب الأساسي لاختيار معظم مواطني سوريا لبشار هو اعتقادهم أنه الوحيد القادر على صد ''الموجات الإرهابية التي تهددهم بها الجماعات المتشددة والمسلحة''، فهم يرون أن خطر تلك الجماعات عليهم أكبر من أي أخطار يمثلها فساد الأسد ونظامه.
وفسرت الصحيفة أن هناك قطاع كبير من الشعب السوري يؤيد الثورة التي بدأها المعارضون لبشار في 2011، ولكن بعد تحولها الدامي، قرر البعض منهم الاستمرار في معارضته لبشار ونظامه، ولكن خارج ''سرب المتشددين'' .
وعن هؤلاء، قالت المجلة إنهم قرروا مقاطعة الانتخابات القادمة، اعتراضا على قيامها من الأساس، و لاعتقادهم أن الانتخابات لن تصلح من الأمر شيئاً، خاصة مع الازدياد اليومي لعدد اللاجئين والمهجرين والمعتقلين والشهداء، حسبما عبر أحد المقاطعين السوريين لمراسل المجلة.
''وللتعليق على أسباب مقاطعة البعض، ومعظم الأحزاب والكيانات السورية المعارضة للأسد، والمتسمة ''باعتدال أفكارها''، نقلت المجلة تعليق أحد السوريين لها والذي تساءل: كيف يمكن الاعتماد على انتخابات لن يصوت بها أكثر من 200 ألف معتقل، وأكثر من 10 ملايين لاجئ، وألاف الشهداء الأخرين؟ بماذا تفيد الانتخابات إذ لم يستطع نصف الشعب المنكوب التصويت بها؟''
وأضافت الصحيفة أن الشارع السوري، والمعارضة السورية، المتشدد منها والمعتدل، في حالة انقسام وخلاف بشأن المشاركة بالتصويت في الانتخابات القادمة من عدمه، ولكن تظل حقيقة ''مأسوية الوضع حقيقة تفرض على الجميع''.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: