أسوشيتد برس: أمريكا تواجه معضلة جمع المعلومات في ملاحقتها قادة داعش
كتبت – سارة عرفة:
تعكف وكالة المخابرات المركزية ووكالات الاستخبارات الأخرى على ملأ الفراغات في المعلومات الاستخباراتية، في الوقت الذي تسعى فيه إلى دعم احتمال القيام بعملية عسكرية أو عملية سرية ضد قادة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام - بحسب وكالة أسوشيتد برس الأمريكية.
ولفتت الوكالة إلى أن نقص المعلومات الواضحة جعل الرئيس باراك أوباما يحول تركيزه عن شن غارات جوية في العراق بسبب وجود القليل جدا من الأهداف الواضحة، وقال مسؤولون إن أوباما قد يوافق في نهاية المطاف على شن تلك الغارات إذا ما توفرت معلومات عن أهداف قوية.
وأضافت الوكالة أنه فيما تكثف الولايات المتحدة من جهود جمع المعلومات الاستخبارية، يواجه المسؤولون تضاؤلا في القدرات التجسسية في الشرق الأوسط، إثر مغادرة القوات الأمريكية العراق عام 2011 واندلاع الحرب الأهلية في سوريا مما خلف مناطق واسعة في كلا البلدين بعيد من تناول العملاء الأمريكيين.
وأشارت الوكالة إلى قيام محللو المخابرات الأمريكية بتعقب تحركات الشخصيات المهمة في تنظيم داعش الذي استولى مقاتلوه على مدينتي الموصل وتكريت بعد أن تبدد الجيش العراقي أمامهم. ويقومون ''بغربلة'' المعلومات التي توفرها لهم المخابرات الأردنية والسعودية والتركية ووكالات المخابرات الأخرى، بالإضافة الى مصادرهم البشرية الأخرى وصور الأقمار الصناعية والطائرات المسيرة من دون طيار والاتصالات التي تقوم باعتراضها وكالة الأمن القومي، وفقا لمسؤولين في المخابرات الأمريكية. وطلب هؤلاء عدم الكشف عن أسمائهم كونهم غير مخولين بالحديث علنا عن معلومات سرية.
ويعتزم الرئيس اوباما إطلاع كبار قادة الكونجرس على رد ادارته المحتمل على الوضع الأمني المتدهور في العراق في اجتماع يعقده معهم في البيت الأبيض اليوم الأربعاء.
وكانت إدارة أوباما قد بحثت احتمالية شن غارات جوية إما بطائرات من دون طيار أو من طائرات مأهولة في مسعى منها لوقف التقدم السريع للمتمردين السنة. وثمة خيارات أخرى أيضا قيد الدرس تتضمن نشر قوة صغيرة من القوات الخاصة للمساعدة في تدريب الجيش العراقي، كما يدرس المسؤولون سبل تعزيز المعلومات الاستخباراتية وتقديمها الى القوات العراقية - بحسب الوكالة.
وفي المنظور الأعم، تقوم الولايات المتحدة بالضغط على رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لاتخاذ خطوات من شأنها جعل حكومته التي يهيمن عليها الشيعة أكثر شمولا. وكان أوباما قال الأسبوع الماضي إن أي إجراء عسكري قصير الأجل تتخذه الولايات المتحدة في العراق لن يكون ناجحا ما لم ترافقه تغييرات سياسية تقوم بها الحكومة العراقية.
ولم يتضح ما إذا كانت السي آي إيه ووكالة الأمن القومي قادرتين على تحديد مواقع قادة التمرد، مثل أبو بكر البغدادي، زعيم داعش.
وتابعت الوكالة لم تستطع تكنولوجيا المراقبة الأمريكية تحديد موقع البغدادي، الذي أطلق سراحه عام 2009 بعد أن قضى أربع سنوات في سجن عسكري أمريكي جنوب العراق، وهو الأمر الذي جعله هدفا بعيد المنال بمجرد توليه قيادة التنظيم، حسبما قال ريتشارد زانر، وهو جنرال أمريكي متقاعد ومسؤول بارز سابق في وكالة الأمن القومي.
لكن وكالات الاستخبارات الأمريكية تتبعت تنظيم داعش لسنوات، وفقا لمسؤولين.
وقال المسؤولون إنه تمت مراقبة تنظيم داعش عن كثب لأن قوته تزايدت خلال الحرب الأهلية السورية وبدأت في تحدي الحكومة الشيعية في بغداد.
ونقلت الوكالة كلام جيم هيمز، وهو نائب ديمقراطي في لجنة الاستخبارات بمجلس النواب عن ولاية كونيتيكت، والذي قال ''كان لنا مصلحة مباشرة، إلى جانب أصدقائنا في الأردن وتركيا ودول أخرى، في مراقبة هذا التنظيم''.
وأضاف ''كان لدينا شعور منطقي حول طبيعة داعش، لكن رؤيتنا كانت محدودة للغاية حول من الذي يفعل ماذا لمن في الوقت الحالي''.
وجمعت وكالة المخابرات المركزية ووكالات أخرى ملفات مفصلة عرفت باسم ''مجموعة الأهداف'' تضمنت معلومات شخصية عن قادة المتمردين وجمع أكبر قدر من المعلومات حول مواقعهم وتحركاتهم واتصالاتهم وشركائهم.
وذكرت الوكالة أنه قد تستغل هذه المعلومات في شن غارات جوية أو عمل عسكري آخر، رغم أنها قد تستخدم أيضا لأغراض غير قتالية، حسبما قال مسؤولون حاليون وسابقون.
ومنذ أكثر من عام، قام مركز مكافحة الإرهاب بوكالة المخابرات المركزية بتوسيع قوام ''فريق مكون من ضباط'' في مقر الوكالة بولاية فرجينيا لتتبع واستهداف نشطاء على صلة بتنظيم القاعدة يقاتلون في سوريا والعراق.
وقال مسؤولون إن هذه الجهود كثفت في الوقت الحالي، ولم يناقش المسؤولون تفاصيل جهود مراقبة المتمردين العراقيين خوفا من فرارهم.
وأضافوا أن القادة الرئيسيين يتواصلون من خلال بريد دولي سريع ويتخذون خطوات أخرى لتجنب عمليات التنصت – بحسب الوكالة.
ولفتت أسوشيتد برس إلى أنه على الرغم من التحديات التي تواجهها، فإن وكالات الاستخبارات تعلم قدرا ''لا بأس به'' من المعلومات حول المنظمات المتطرفة الحالية وقياداتها، حسبما قال مسؤول بارز في الاستخبارات الأمريكية وهو الأمر الذي يعبر عن وجهة النظر السائدة داخل السي آي إيه ووكالات مخابراتية أخرى.
وقال جون كريس إنجليس، نائب مدير وكالة الأمن القومي السابق، ''من العقبات التي تواجه الولايات المتحدة تفكيك الشبكة الاستخباراتية الواسعة التي أنشأتها خلال ثمان سنوات من القتال في العراق، بما في ذلك السي آي أيه ومصادر خاصة بالبنتاغون ونظام وضعته وكالة الأمن القومي، وهو ما أتاح تفاصيل عن البريد الإلكتروني والرسائل النصية وإشارات هواتف قادة التمرد''.
وأضاف ''بعض وسائل المراقبة لا تزال متاحة حاليا''.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: