لوس أنجلوس تايمز: الوقت لازال مبكرا للحكم على ثورات الربيع العربي
كتبت- هدى الشيمي:
ذكرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية أنه خلال الثلاث سنوات ونصف الفائتة، واجه العالم الكثير من الحركات الشبابية التي اجتاحت بلدان في العالم العربي، وحققت نتائج حتى الآن، إلا أن الصحيفة لم تعتبرها النتائج النهائية، مؤكدة على أنه مازال الوقت مبكرا جدا للحكم على الثورات.
وأوضحت الصحيفة في تقرير على موقعها الإلكتروني الأحد، أن الشباب ملئوا ميدان التحرير في القاهرة، للمطالبة بإسقاط الدولة البوليسية، واشتعلت ثورة تونسية، وانتقلت الثورات من بلد إلى بلد في الشرق الأوسط.
وأشارت الصحيفة إلى أن الثورات ترتب عليها انتهاء حياة أربعة من الرؤساء، بالإضافة إلى استمرار معاناة المنطقة من حالة من عدم الاستقرار.
وبعد مرور 42 شهر، على أهم حدث في شمال أفريقيا والشرق الأوسط، الذي ساعد على نشر الآمال في نفوس الكثيرين، ودفعهم إلى التطلع إلى إنهاء الركود السياسي والاقتصادي، تسوء أحوال الدول العربية، على حد ذكر الصحيفة.
فتقول الصحيفة إن بعض الدول شهدت ثورات والبعض الآخر شهد حروبا أهلية، وصراعات طائفية، والتي تسببت في مشاهد دموية عنيفة مرعبة، تتشابه مع التي تظهر في أفلام الرعب.
وترى الصحيفة أن أهم ملامح الثورات التي قامت منذ ثلاث سنوات، هي أن من قام بها كانوا شباب، والذين تركوا لعقود دون رعاية أو اهتمام، ولم يعتبرهم أحد على قدر كافي من المسئولية، ولم يعتمد عليهم أحد من قبل.
وبحسب الصحيفة، فإنه من المبكر جدا أن يتوقع السياسيين والمحللين في العالم نهاية الثورات العربية، والتأكد من نتائجها.
وعرضت الصحيفة الكثير من الأمثلة التي تؤكد على عدم صحة الحكم على ثورات الربيع العربي الآن، وكان أول مثال هو ما حدث خلال "ربيع براغ" وهي الثورة التي قامت من أجل حصول تشيكوسلوفاكيا على الكثير من حقوقها، والتي نتج عنها وصول الكاتب المسرحي والمؤلف فاتسلاف هافل إلى الرئاسة التشيك، بعد معاناة طويلة بين الحركات الثورية والدبابات السوفيتية.
وكان ما حدث بعد وقوع الثورة الفرنسية ثاني مثال تعرضه الصحيفة، فتقول بعد اقتحام سجن الباستيل، ظلت فرنسا تعاني من انتفاضة مؤيدين للملكية مقابل الثوار الذي رفضوا الملكية، مما تسبب في مقتل أكثر من 100 ألف مواطن.
وتؤكد الصحيفة على وجود العديد من الأسباب التي تدفع العرب إلى التشاؤم بعد ما حدث حتى الآن في الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن الشباب لن يفقدوا الأمل بشأن ثورتهم.
كما وصت الصحيفة الشباب الذين قاموا بالثورة في الدول العربية، بأنهم أكثر تحضر، وانفتاحا، تفاءلا، يسعوا إلى التعلم، والاستفادة من كل الظروف والفرص المتاحة، وساعدهم على ذلك التطور في وسائل الإعلام والاتصال، وظهور الانترنت وغيره، مما جعلهم مختلفين تماما عن ابائهم وأجدادهم.
ووفقا للصحيفة، فأن المحللين ركزوا على سياسة ثورات الربيع العربي، إلا أنهم غاب عن ذهنهم العنصر الأهم في الثورات وهو قيم هؤلاء الشباب والتكتيكات التي اتبعوها من أجل التعبئة.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: