الجارديان: الأقوياء يعودون للسيطرة على الدول العربية
كتبت- هدى الشيمي:
قالت صحيفة الجارديان البريطانية أن رجال الدولة الأقوياء عادوا بقوة للسيطرة على الدول العربية مرة أخرى، بعد قيام ثورة الربيع العربي والكثير من الانتفاضات خلال الأعوام الماضية، ليعود الوضع كما كان بدون تغيير، بحسب رأي الصحيفة.
وأضافت الصحيفة أن نموذج رجل الدولة القوي، كان متواجدا في الكثير من الدول العربية لأعوام طويلة، فصدام حسين في العراق، ومعمر القذافي في ليبيا، حسني مبارك وأنور السادات وجمال عبد الناصر في مصر.
ووجدت الصحيفة أن أول نموذج لعودة الديكتاتورية للعالم العربي، هو فوز بشار الأسد في انتخابات الرئاسة.
ورأت الصحيفة أن صورة الرئيس السوري بشار الأسد وزوجته البريطانية المولد أسماء الأخرس وهما محاطان بمجموعة من مؤيديه ومحبيه، أثناء إدلائهما بأصواتهما في انتخابات الرئاسة السورية، ''مزعج ومثير للاشمئزاز''.
وأرجعت سبب وصفها لذلك المشهد بـ''المثير لاشمئزاز''، لأنه في نفس الوقت الذي أدلى فيه الأسد بصوته، ألقت قواته العسكرية على المواطنين المدنيين في حلب براميل متفجرة، مما أدى إلى مقتل وإصابة الكثيرين.
أما عن كونه ''مزعج''، فقالت الصحيفة إن ''تلك الصورة هي الصورة الأكثر تدولا بين الزعماء في مختلف الدول العربية أثناء الانتخابات، والهدف منها أن تؤكد لك على أن رجل الدولة الأول شخص عادي مثل باقي المواطنين، يدلي بصوته مثل باقي الأشخاص في الدولة''.
ألا أن الصحيفة أكدت أن ''الأسد ليس رجلا عاديا، ولن يكون أبدا مواطن مثل باقي المواطنين، أو رجل الدولة الذي ينقذها من حالة الفوضى والدمار''.
وتابعت أن ''الأسد كونه ديكتاتورا استطاع الفوز في انتخابات رئاسية عقدت في الأراضي التي تسيطر عليها قواته، وقاطعتها المعارضة، وراءتها الحكومات الكبرى على أنها انتخابات معيبة''.
ووصفت الصحيفة قرارات وممارسات الأسد بـ''الحمقاء الوحشية التي لا تدل على أي شيء سوى شخصية جبانة، لا تستطيع تحمل المسئولية، منذ بدء الانتفاضات والمظاهرات السلمية في سوريا منذ ثلاث أعوام''.
وقالت ''استطاع الأسد أن يشعل الحرب بدلا من محاولة السيطرة عليها، مما أدى إلى تصاعد العنف والتطرف، فأصبح قاتل متهم بالكثير من جرائم الحرب، تسبب في وفاة أكثر من 162 ألف سوري''.
وذكرت أن الأسد في نفس الوقت ''سياسي قوي، يشبه الكثير من السياسيين في الشرق الأوسط، الذين لا يستطيعون القيام بشيء سوى الديكتاتورية، الحكم المفرد، واستخدام العنف لفرض السيطرة''.
وفي مصر، يعود الحكم لرجل الدولة القوى، بعد فوز المشير عبد الفتاح السيسي الفوز في انتخابات الرئاسة وتولي رئاسة مصر، بحسب الصحيفة.
تقول الصحيفة إن المصريين يزعمون أن السيسي هو رجل الدولة المنتظر، الذي يستطيع اخراجها من المشاكل والأزمات والفوضى التي تعاني منها منذ سنوات طويلة، إلا أنهم متأكدين من كونه زعيم غير ديموقراطي.
كما استطاع السيسي الحصول على دعم وتأييد الحكومة الأمريكية من جديد، لتأكدها من أن نظامه يتشابه مع نظام مبارك والذي يمكنهم عقد الكثير من الصفقات والاستثمارات.
وفي ليبيا، حصل حفتر على دعم وتأييد الإدارة الأمريكية، والتي ترى الصحيفة إنها تشعر بالندم للمساعدة على عزل القذافي.
ويتشابه الوضع في العراق، فتدعم الولايات المتحدة والدول الأوروبية رئيس الحكومة نوري المالكي.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: