صحيفة لبنانية: الفلسطينيون لن يقوموا بانتفاضة جديدة
كتبت- هدى الشيمي:
قالت صحيفة "الدايلي ستار" اللبنانية إن الأسبوعان الأخيران من الهجمات الإسرائيلية على فلسطين، والاشتباكات التي انتشرت في شوارع القدس، تثير الكثير من التساؤلات حول قدرة الفلسطينيين على إطلاق انتفاضة جديدة للتخلص من الاحتلال الإسرائيلي.
ورأت الصحيفة أن انطلاق انتفاضة جديدة طبيعي، بعد الانتفاضتين السابقتين الذين قام بهما الفلسطينيون، في ظل الانتهاكات المستمرة من قبل الاحتلال الإسرائيلي، والاستعمار والحصار السياسي للفلسطينيين.
وأوضحت الصحيفة أن الفلسطينيون قاموا بثلاث انتفاضات ضد التدخل والاحتلال الأجنبي، الأولى كانت منذ عام 1936 وحتى عام 1939، والثانية كانت منذ عام 1987 وحتى عام 1990، والثالثة كانت منذ عام 2000 وحتى عام 2001.
وتوقعت الصحيفة عدم قدرة الفلسطينيين على القيام بانتفاضة أخرى في ظل الظروف الحالية، مشيرة إلى أنهم غير قادرين على اتباع اسلوب مختلف، فالطريقة التي يتبعوها لمحاربة الإسرائيليين تكون عادة الإضراب أو إلقاء الحجارة على القوات الإسرائيلية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الفلسطينيين قاموا بانتفاضتين ضد الاحتلال الإسرائيلي، ولم تحقق أي منهما أي نتائج في تحريرهم أو إعادة حقوقهم الوطنية.
وفي المقابل تقول الصحيفة إن إسرائيل تستخدم قوة عسكرية هائلة، وغير متوافقة مع القوى التي يستخدمها الفلسطينيين، وتتبع اساليب عقاب جماعية قاسية، ضد أي فلسطيني يتحدى قبضتها الحديدية.
وأكدت الصحيفة على أن الفلسطينيين الذين يواجهون الهجمات الإسرائيلية، سيعانون من القتل، والقصف، والسجن، وستهدم منازلهم وتتحول إلى رماد، وسينجو الإسرائيليين من العقاب على الجرائم، التي تعد في الكثير من دول العالم جرائم حرب.
كما أشارت الصحيفة إلى أن الانتفاضتين السابقتين، لم يحسنوا من وضع الفلسطينيين، ولم تعيد لهم حقوقهم الإنسانية، أو تحسن من وضعهم في بلادهم، وأرجعت ذلك إلى تعنت الصهاينة، وعدم كفاءة القيادات الفلسطينية برئاسة فتح وحماس في غزة والضفة الغربية.
وبحسب الصحيفة، فإن حماس وفصائل مقاومة أصغر منها أثبتت قدرتهم على اطلاق الصواريخ الجوية الصغيرة على إسرائيل، على الرغم من الهجمات الإسرائيلية واسعة النطاق التي تقوم بها تل أبيب على غزة.
ولفتت الصحيفة إلى أن فكر إسرائيل يتشابه مع طريقة تفكير باقي القوى الاستعمارية، حيث تنسى أن زيادة القمع والارهاب، لن يوصل إلا إلى المزيد من المقاومة الشرسة.
ووجدت الصحيفة أن مشكلة حماس لا تكمن في فشلهم في تحسين حياة الفلسطينيين فقط، بل المشكلة الأكبر في أنهم جعلوا حياة الفلسطينيين أصعب وأقسى.
ووفقا للصحيفة، فهناك ثلاث خيارات للقضية الفلسطينية، أولها هو العصيان المدني بدون عنف، والثاني هو اتباع استراتيجية تقوم على مقاطعة عالمية وفرض عقوبات على من يقوم بالعنصرية التي بدأت في جنوب أفريقيا وتنتشر إلى خارجها ببطء.
وثالثها هو العمل الدبلوماسي القانوني من قبل الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية الأخرى وتعزيز سيادة القانون وحق تقرير المصير.
واختتمت الصحيفة قولها، بالتأكيد على أن فشل فتح وحماس في بناء مقاومة شعبية جماهيرية هائلة، وتعبئة المواطنين الذين سلموا لهم السلطة خلال انتفاضتين سابقين، لن يؤثر على الفلسطينيين.
وأعربت الصحيفة عن ثقتها في ذكاء الفلسطينيين، وعلى قدرتهم على القيام بأعمال أكثر شجاعة، في ظل قيادة سياسية غير فعالة، ودولة استعمارية متوحشة، وعالم غير مبالٍ بها، وبقضيتها.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: