الجارديان: العراق أظهر مساوئ الغرب ونواياه تجاه الشرق الأوسط
كتبت- هدى الشيمي:
رأت صحيفة الجارديان البريطانية أن التدخل العسكري في البلدان التي تعاني من الأزمات السياسية خاطئ، إلا أنه يكون في الكثير من الأحيان على حق، فكان التدخل العسكري قرار صائبا في كوسوفو، وليبيا عام 2011، وسيكون قرار سليما في شمال العراق.
وأشارت الصحيفة إلى وجود الكثير من الشكوك حول الأسباب الحقيقية للغزو الأمريكي للعراق في عام 2003، وحول الدوافع الحقيقية للغرب الذين سعوا إلى الاستفادة من غزو العراق، إلا أن المعاناة الواضحة لليزيدين وغيرهم من الديانات الأخرى في العراق، والتهديد الذي تعيش فيه كردستان العراق، وارائهم ووجهات نظرهم تجعل التدخل العسكري مهم.
وقالت الصحيفة إن التدخل العسكري في شمال العراق، يسلط الضوء على الكثير من المبادئ التي تميز سياسة الغرب، ومن بينها النفاق والسعي وراء المصلحة، متسائلة لماذا يحاولون انقاذ العراق على الرغم من وجود الكثير من البلدان التي تعاني من المشاكل؟
وأوضحت الصحيفة أن مصر لا تزال تعاني من الكثير من المشاكل، فتم حبس الكثير من الناشطين السياسين مثل علاء عبد الفتاح، وصدرت أحكام استبدادية على الإخوان المسلمين، وعلى الرغم من ذلك لا يعترض الغرب على الحكم الديكتاتوري لمصر.
واعتبرت الصحيفة عدم اهتمام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بدعوات واشنطن لاطلاق سراح المسجنونين السياسين طبيعية، في ظل زيارات وزير الخارجية جون كيري للقاهرة ليحضر لمصر الطائرات.
وفي فلسطين، لم تتوقف الولايات المتحدة الأمريكية عن تقديم الدعم لإسرائيل من قنابل وأسلحة، والتي تستخدم في الهجوم على قطاع غزة وقتل الكثير من الأبرياء.
وفي العراق، اختارت الولايات المتحدة الشيعي نوري المالكي ليكون رئيسا للوزراء، على الرغم من تأكدها من أن توليه المنصب سيشعل الخلافات بين السنة والشيعة، وسكتت واشنطن على الانتهاكات التي قام بها المالكي من حبس واضطهاد السنة.
وشددت الصحيفة على ضرورة اتباع الغرب سياسات جديدة، تعتمد على حماية المدنيين، وتوفير لهم طرق من أجل الدفاع عن نفس، وتشجيع الحلول المحلية، وسياسة الثواب والعقاب.
ولفتت الصحيفة إلى أن الغرب كانوا أول من قسم الدول في الشرق الأوسط، عندما عقدوا اتفاقية سايكس بيكو، وقاموا بتقسيم الدول العربية بحسب خططهم هم، ولم يلتفتوا إلى مطالب ورغبات المواطنين العرب.
ووجدت الصحيفة أفضل طريقة لحل الأزمات في الدول العربية، في حالة رفض مواطنيها الدخول في حوار وطني يضم كل أطياف الدولة، هو الانتقاد، ثم الادانة، ثم التجنب والعزل، ثم فرض العقوبات إذا لزم الأمر.
ووفقا للصحيفة، فإن أفضل طريقة لحماية المدنيين في سوريا، هي منح المعارضة المعتدة الوسائل التي تساعدهم على الدفاع عن أنفسهم، مثل الصواريخ المضادة للطائرات، مشيرة إلى أن هذا سيحد من انتشار داعش في سوريا، ويقلل من وحشيتها في العراق.
واختتمت الصحيفة قولها بالتأكيد على اتسام سياسة الغرب بازدواجية شديدة، فهم يدعمون الديكتاتورية في بعض المناطق، ويدينوها في مناطق أخرى، ويتغاضون عنها في الكثير من الأوقات، مشيرة إلى أن هذه الازوداجية والتشويش والنفاق ستكون من أهم العناصر التي يستخدمها الإرهابيين والمتطرفين.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: