الصحف الإماراتية تدعو لإقامة تحالف عربي إسلامي لمواجهة ''داعش''
أبو ظبي - (أ ش أ):
اهتمت الصحف الإماراتية، في افتتاحيتها اليوم الأحد، بالمشهد العراقي، بجانب الأزمات والتحديات التي يواجهها اليمن.. داعية إلي إقامة تحالف عرب إسلامي لمواجهة تنظيم (داعش).
فمن جانبها، دعت صحيفة (البيان) إلى تشكيل حكومة قوية تمثل مختلف أطياف المجتمع العراقي وتكون قادرة على معالجة القضايا الخلافية في إطار عراق موحد يستوعب كل مكوناته وتستطيع نزع فتيل الصراعات الطائفية والعرقية وتوحيد الجهود صوب معالجة المشكلات والدفع بالعراق صوب تحقيق مصالح الشعب التي همشت طوال السنوات الماضية.
وتحت عنوان (مصلحة العراق أولا)، قالت إن ''رئيس الوزراء العراقي المكلف حيدر العبادي يجد نفسه أمام كم غير قليل من المطالب والسقوف العالية حيث إنه ما أن انطلق في مهمته حتى اكتشف أن الطريق أمامه شائك ووعر في ظل غياب أرضية صلبة.. فتأخير إعلان الحكومة في عدد من المرات يعود أساسا إلى أن الفرقاء السياسيين وجدوا في عملية تشكيل الحكومة الفرصة الأفضل ليرفعوا سقوف مطالبهم وشروطهم إلى أقصى حد ممكن ليحصلوا على أكثر ما يمكن أن يحصلوا عليه وإن كان في جانب منه يبدو تعجيزيا وغير قابل للتطبيق''.
وأضافت الصحيفة أن ''المحصلة النهائية لهذا الواقع المنهار تؤشر إلى أن القوى السياسية المشاركة في إدارة شئون البلد غير جادة حتى الآن في حل المشكلات الداخلية والخارجية التي تهدد أمن وسلامة العراق أرضا وشعبا وتوجيه جهودها في الظروف الراهنة نحو الفوز بأكبر حصة في الحكومة المقبلة دون الاكتراث بمصير العراق وشعبه''.
ودعت الجميع إلى تجاوز المطالب المتناقضة التي لا تأخذ بعين الاعتبار أن العراق يواجه آلية تدمير منظم للمجتمع ولابد من التخلص من نظام المحاصصة والعودة إلى النظام الوطني الديمقراطي الذي يفتح الأفق واسعا أمام الجميع للمشاركة في صنع القرار.
وأكدت (البيان)، في ختام افتتاحيتها، أن التوصل إلى هذه المعادلة سيمكن رئيس الحكومة المكلف من قيادة جهد أمني مشترك ينال قبولا عاما ويستند إلى أرضية توافقية لاستعادة الأراضي التي سيطر عليها تنظيم (داعش) والبدء في معالجات أمنية حقيقية للقضاء على التنظيم.
من جانبها، تساءلت صحيفة (الخليج) - في افتتاحياتها تحت عنوان ''معركة العرب أولا'' - عن دور العرب في مواجهة تنظيم (داعش).. مؤكدة أن هذا الخطر الداهم كان يقتضي اجتماعات عربية على كل المستويات من أجل التفكير والتدبير ووضع الخطط والاستراتيجيات للمواجهة الشاملة وبكل الوسائل الممكنة أمنيا و دينيا واجتماعيا لأنه خطر وجودي يطال العرب والمسلمين بالدرجة الأولى حيث يتم السطو على الدين الإسلامي وجره بعيدا عما يمثله من قيم سماوية وإنسانية شاملة وبالتالي أخذ الأمة رهينة ووضعها في قفص الجاهلية والبربرية.
وأضافت ''ألا يجدر بالعرب قبل غيرهم أن يطلقوا جهدا حثيثا لإقامة تحالف عربي وإسلامي واسع لمواجهة (داعش) وأخواتها من خلال جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي وأن تقود هذا الجهد مصر بشكل أساسي باعتبارها ركيزة العمل العربي وعموده الفقري ثم باعتبارها موئل الأزهر الشريف رافعة الإسلام المعتدل وحاميته والمؤتمنة عليه.. ثم إن مصر كما غيرها من الدول العربية تتعرض لهجمة إرهابية حاقدة وتخوض معركة مصيرية ضده وبالتالي عندما تقود هذا العمل إنما هي تمارس دورها في حماية أمنها والأمن القومي العربي''.
بدورها، وتحت عنوان (اليمن يريد سعادته)، قالت صحيفة (الوطن) إنه ''لا يمكن تصور ما يفعله الحوثيون في شمال اليمن أو التوغل في العاصمة صنعاء إلا كمحاولات لإثارة الفتن ودفع البلاد إلى حرب أهلية جديدة قد تقتل كل أمل ممكن بمتابعة خارطة الطريق الهادفة لإزالة كل توتر موجود ووضع الشعب اليمني على الطريق الصحيح''.
وتساءلت ''لماذا اختار الحوثيون هذا التوقيت بالذات، وهل كان ردة فعل مثلا كورقة في أجندات إقليمية أكبر منها تسعى أحد دول المنطقة لاستخدامه ورقة ضغط وتعويض عن مناطق ثانية تبدو كمن باتت سطوتها فيها تضعف أو تتجه لخسارتها.. لماذا يضرب متمردو الحوثي بكل محاولات سحب فتيل الفتنة والتوافق على يمن الغد بعرض الحائط ؟''.
وقالت الصحيفة إن ''كل هذه الأسئلة مشروعة ومبررة ولها أسبابها.. طالما يبرز إلى الواجهة سؤال رئيس : وهو لماذا يواصل أنصار بدر الدين الحوثي هذا الحراك المدمر والحكومة أبدت تجاوبا سريعا مع المطالب التي رأت فيها خير جميع اليمنيين.. لماذا يواصلون استعراض العضلات وتوتير العاصمة طالما أبدت قيادة اليمن - عبر مبادرتها - استعدادها لتشكيل حكومة وطنية جامعة وتخفيض أسعار المحروقات، وهو ما تم فعلا،.. علما بأنها نفسها المطالب التي تذرع بها الحوثيون لحراكهم الأخير''.
ورأت أن اليمن الرسمي والغالبية الشعبية تتعامل مع الأزمة اليوم بأعلى درجات الحكمة الواجبة وبأكثر درجات الانضباط فهناك قيادة يمنية تلجأ لكل السبل الحوارية لتجنيب اليمن المأزق الذي يريد له البعض أن يقع فيه وهناك شعب يعلن عن دعم قيادته ويتظاهر داعما ومؤيدا.. كما يوجد جيش يراقب عن كثب كل الأحداث والتحركات ويعتبر نفسه خط الدفاع الأخير لمنع الانفجار أو للتدخل حين تدعو الحاجة وهناك فوق هذا وقوف دول مجلس التعاون الخليجي التي أعلنت دعمها وتأييدها لمبادرات قيادة اليمن ومساعي تسوية الأزمة.
وأضافت (الوطن) - في ختام افتتاحيتها - أن ''اليمن اليوم يجتاز فترة مهمة وخطرة وهناك حرص من أغلب اليمنيين على مصلحة بلدهم ومستقبله وسعادته والخروج من عنق الزجاجة يحتاج وقوف الجميع أمام مسئولياتهم لتجاوز الأزمة عليه فإن من يعاند حركة التاريخ والشعب.. فليتحمل''.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: