ماذا جمع بين عائلتين إسبانية وإماراتية؟
القاهرة - (مصراوي):
نقلت صحيفة البيان الإماراتية عن صحيفة ذا ناشيونال، قصة عائلتين إحداهما إماراتية والأخرى غربية جمعتهما علاقة حب حقيقية بعد أن تآلفت قلوب أفرادهما ليس بسبب علاقة قربى أو نسب بينهما، بل بسبب الأخوة في الرضاعة.
أوضحت الصحيفة أن القصة ظهرت للمرة الأولى حول العلاقة التي جمعت بين عائلة من المغتربين وقبيلة إماراتية في الصحراء قبل 7 سنوات، وتقول إن اثنتين من الأمهات تنتمي إحداهما إلى العائلة المغتربة والأخرى إلى القبيلة الإماراتية أرضعت كل منهما طفل الأخرى لمدة شهر، وهي فترة كافية بحسب الدين الإسلامي لأن يصبح أبناء السيدتين إخوة بالرضاعة.
ونتيجة لذلك، أصبحت إينوسيتا الإسبانية، أماً لـ 16 ابناً على الرغم من أنها لم تنجب سوى طفلين، كما أن أم أحمد حرم الشيخ سلطان بن علي الخاطري أصبحت أماً لابنين آخرين من الجنسية الإسبانية بالإضافة إلى أبنائها.
وتقول السيدة إيوارت وهي تبتسم أثناء استعراض الصور القديمة "لقد كانت الثقة والحب النقي ما جمع بين العائلتين، وعندما أجلس وأفكر في تلك الأيام، أشعر بأنها أجمل الفصول التي مرت في حياتي".
حصلت إيوارت عام 2009 على جائزة “سام ديل ميريتو” من قبل ملك إسبانيا مكافأة لها على جهودها في خدمات المعرفة الإنسانية والثقافية في الشرق الأوسط، حسب موقع سنيار.
و تقول شما الخاطري التي رضعت من السيدة إيوارت عام 1987 “عندما يسألني الناس هل صحيح أن لك اثنتين من الأمهات واحدة عربية والأخرى غربية أقول إن لي أماً واحدة، فكلاهما جزء واحد من قلب كبير”.
وتتابع قولها "اتصل دائماً بـماما إينون للحصول على المشورة في الحياة وتربية الأطفال وكل شؤوني، فهي دائماً ما تنصحنا بالحصول على التعليم الرسمي وتناول الطعام الصحي والتأكد من الحصول على التغذية السليمة لنا ولأطفالنا".
وتوضح الصحيفة أن القصة بدأت في عام 1984 عندما كانت السيدة إيوارت عالمة الأنثروبولوجيا متزوجة من جون إيوارت أو “بابا جون” وهو الملحق الثقافي في المجلس الثقافي البريطاني، وكان يعيش في دبي عندما قرر دراسة الآثار المترتبة على صناعة النفط في المجتمع الإماراتي.
وتوجه جون إلى رأس الخيمة التي وجد أنها المنطقة الأكثر تماسكاً من حيث التنظيم الاجتماعي وطقوس الزواج وأساليب الشفاء وسباقات الهجن وغيرها من العادات الاجتماعية.
واجتمع في أثناء ذلك مع سلطان الخاطري وعاش مع القبيلة وحاول تعلم عادات أهلها وارتداء ملابسهم وتناول طعامهم. ومنذ ذلك الوقت عاش جون وزوجته مع القبيلة، وتبادل الجانبان اللغات والثقافة والأفكار والهدايا، وبعد أربع سنوات كان من المقرر أن تنتقل أسرة إيوارت إلى السودان، وشعرت أم أحمد بالحزن بسبب هذه الأخبار، وكانت شما تبلغ من العمر شهراً واحداً و إدوارد ابن السيدة إيوارت يبلغ من العمر 7 أشهر.
وطرحت أم أحمد على السيدة إيوارت فكرة غريبة، حيث قالت لها إنها تعتبر أطفالها كأبناء لها، لكن عندما يعودون في المستقبل وقد كبروا لن يكون الأمر كذلك، واقترحت عليها أن ترضع كل منهما طفل الأخرى ليكون أطفالهما إخوة إلى الأبد.
فيديو قد يعجبك: