قصة ضابط أمريكي رفض إطلاق 32 صاروخا نوويا على 3 دول شيوعية
كتب ـ علاء المطيري:
قال موقع روسيا اليوم إن الإدارة الأمريكية سمحت هذا العام بالكشف عن الدور الذي قام به ويليام باسيت، قائد إحدى قواعد الصواريخ الأمريكية الذي عصى أوامر القيادة المركزية بإطلاق 32 صاروخا نوويا على 3 دول تحكمها الأحزاب الشيوعية عام 1962، مشيرا إلى أن قصته يرويها أحد زملائه الذي قدم رسما توضيحيا للمدن التي أمرت القيادة الأمريكية بقصفها في ذلك الحين.
ولفت الموقع في تقرير له، الخميس، إلى أن قصة الضابط الأمريكي ظلت سرا منذ عام 1962، مشيرة إلى قول زميله جون بوردن الضابط في القوات الجوية الأمريكية في حديث أدلى به لموقع " Bulletin of the Atomic Scientists" أنه عندما بلغ التوتر في العلاقات بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي ذروته خلال ما أطلق عليه بـ"أزمة الصواريخ الكوبية" عام 1962، أمرت القيادة الأمريكية قواعدها الصاروخية الواقعة في جزيرة أوكيناوا اليابانية في بحر الصين الجنوبي بإطلاق 32 صاروخا حاملا لرؤوس نووية على عدة مدن في روسيا والصين وكوريا الشمالية.
ونقل الموقع عن بوردن قوله إن زميله الراحل الضابط ويليام باسيت تلقى ـ بعد منتصف ليل 28 أكتوبر عام 1962، الأمر بإطلاق صواريخ "Mace B" المزودة بقنابل نووية "Mark 28" على كل من مدينة فلاديفوستوك في أقصى الشرق الروسي والعواصم الصينية بكين والكورية الشمالية بيونج يانج والفيتنامية هانوي، مشيرا إلى أنه طلب من زملائه عدم تنفيذ الأوامر لأن الجاهزية القتالية للقوات الأمريكية كانت حينذاك على مستوى "DEFCON 2" ـ على وشك حدوث حرب نووية، ولم يتم رفعها إلى مستوى "DEFCON 1"، الذي يجب أن يتزامن مع إصدار أوامر بإطلاق صواريخ نووية.
والسبب الآخر الذي أدى إلى ريب وشكوك باسيت في صحة الأمر الصادر له، هو أن ثلاثة من الأهداف الواجب ضربها كانت تقع خارج حدود الاتحاد السوفيتي الذي كان عدوا محتملا للولايات المتحدة في حرب توقعها الجانبان، مضيفا أنه لم يقدم على تنفيذ الأمر، واتصل فورا مع قادة قواعد أمريكية أخرى متمركزة في الجزيرة اليابانية المحتلة من قبل قوات الولايات المتحدة، ونصحهم بإبقاء الصواريخ في مكانها.
وقال بوردن الذي كان يتواجد إلى جانب باسيت في تلك اللحظة الحاسمة لمصير سكان الأرض، إنه سمع باسيت يقول في اتصال هاتفي مع مركز إدارة الصواريخ إن الأمر المشفر الذي استلمه لم يكن واضحا.
وقال "لم تتم زيادة المستوى إلى DEFCON1، وهذه حالة غير عادية للغاية، ويجب علينا مواصلة العمل بحذر.. قد يكون هذا (الأمر) واقعيا بالفعل، ولكنه سيمثل أكبر طفرة غير متوقعة نشهدها في حياتنا العسكرية.
كما أمر باسيت جنديين اثنين كانا تحت إمرته بإطلاق النيران على ضابط آخر كان يريد وضع يده على الزر المتخصص بإطلاق الصواريخ، في حال شروع هذا الضابط في وضع يده فعلا على زر الاطلاق دون تلقيه أمرا مباشرا من باسيت، وأكد بوردن أن إدارة القاعدة التي كان باسيت مسؤولا عنها أوصت بعدم إطلاق الصواريخ النووية، أما باسيت فحظر على العسكريين الذين شهدوا هذه الواقعة إفشاء ما جرى تلك الساعة وما حدثت من اتصالات.
وتوفي الضابط ويليام باسيت عام 2011، وقد ظل محتفظا بهذا السر حتى مماته ولم يبلغ أي أحد بمأثرته هذه التي حالت دون وقوع كارثة نووية، وفقا للموقع الذي أوضح أن التاريخ الرسمي لنهاية أزمة الصواريخ في كوبا يصادف هذا اليوم، أي الـ28 من أكتوبر عام 1962، أي بعد ساعات من اللحظة الحرجة في القاعدة التي كان يخدم فيها الضابط باسيت في جزيرة أوكيناوا اليابانية، مشيرا إلى أنه لو تردد ويليام باسيت أمام تنفيذ أمر القيادة الأمريكية بإطلاق الصواريخ لعم الدمار أرجاء الأرض بأثرها.
فيديو قد يعجبك: