مؤرخ أمريكي: داعش ليس إلا عرض لـمرض مُستعصِ
لندن - (أ ش أ):
قال المؤرخ الأمريكي أندرو جيه باسيفيتش إن التهديد الذي يشكله الإرهاب ليس إلا مجرد أعراض لأمراض كامنة أكثر خطرا.
وأكد –في مقال نشرته مجلة (الاسبكتاتور)- أن تحطيم تنظيم داعش، جوا أو برا، لن ينهي تلك المشاكل الكامنة؛ فسوف يظهر مكانه داعش جديد، تحت اسم جديد لكن ربما يحمل نفس الراية، تماما كما نهض داعش من رماد تنظيم القاعدة في العراق.
وتساءل باسيفيتش عما إذا كان الغرب يملك الموارد اللازمة لخوض حرب أخرى طويلة؟ ورأى أن ذلك غير ممكن إلا إذا اكتفى الحلفاء بشن تلك الحرب جويا فقط؛ فالجيش البريطاني الآن أصغر من أي وقت مضى منذ القرن التاسع عشر، بفضل تقليص كاميرون له بنسبة 20 بالمئة منذ توليه رئاسة الوزراء، فيما لا يزيد تعداد الجيش الفرنسي على نحو 100 ألف جندي؛ وهو ما يجعل لندن وباريس تتطلعان حتما إلى الولايات المتحدة، بدورها العضو الأبرز في التحالف الغربي، للاضطلاع بنصيب الأسد في المهمة، ولا تزال أمريكا تنفق على التسلح نحو ضعف ما ينفقه حلف شمال الأطلسي الناتو بالكامل على التسلح.
ورأى الكاتب أنه "بعيدا عن عزوف أوباما عن إنهاء رئاسته بالدخول في حرب جديدة، فإن المدافعين عن تدخل بري رئيسي ضد داعش عليهم أن يضعوا في حسبانهم أن الجيش الأمريكي أيضا يتقلص؛ لقد أنهكته التجارب التي خاضها على مدار أكثر من عشر سنوات، وإذا كان هناك مشجعون من المدرجات متحمسون للإقدام على اتخاذ خطوة، فإن الجنود الذين قد يتم إرسالهم للقتال ليسوا بنفس حماس المشجعين من بعيد".
وقال باسيفيتش إن الحقيقة هي أن كلا من بريطانيا وفرنسا وأمريكا والحلفاء الآخرين يواجهون لغزا استراتيجيا محيرا؛ فقد وجدوا أنفسهم محاصرين في صراع مطول مع الراديكالية الإسلامية – الذي ليس تنظيم داعش سوى إحدى ظواهرها.
واستبعد المؤرخ أن يؤدي أي تفاوض إلى نهاية لذلك الصراع في أي وقت قريب، كما استبعد أيضا إحراز التحالف الغربي انتصارا فيه.
واختتم باسيفيتش بالقول إن "الحرب لا تعتبر دائما الحل المناسب لبعض المشكلات، وفي بقاع شاسعة من الشرق الأوسط الكبير اليوم، يواجه الغرب واحدة من أمثال تلك المشكلات، ولا يمثل صبّ المزيد من العنف على تلك المنطقة "سياسة" بالنسبة للحكومات الغربية وإنما يمثل "تخلليًا عن السياسة" .. لقد مضى زمن التفكير بشكل مختلف".
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: