سلاطين عثمانيون أثاروا جدلا بعد موتهم ـ تقرير
كتب ـ علاء المطيري:
تثير قبور سلاطين الدولة العثمانية المقامة خارج حدود تركيا جدلا يتجدد من حين إلى آخر نتيجة أحداث سياسية، ففي سوريا كان قبر سليمان شاه سببا في تدخل الجيش التركي في سوريا لحمايته ونقل رفاة السلطان إلى داخل تركيا بعد اندلاع الحرب بها، وفي المجر قال مؤرخون أمس،الأربعاء، إنهم عثروا على بقايا قبر السلطان سليمان القانوني، الذي توفي عام 1566، بينما كانت قواته تحاصر قلعة سيكتوار جنوبي المجر خلال حصاره لمدينة زيجتيفار، وهو في الثانية والسبعين من عمره.
سليمان شاه
هو أحد الزعماء الأتراك عاش في الفترة ما بين 1178م حتى 1236م، ويعتبر جد مؤسس الدولة العثمانية "عثمان الأول، ويسرد التاريخ قصصا عن أن المغول هاجموا إمبراطورية "سليمان شاه" عام 1231م، وتكثر الروايات التي تقول بأن "سليمان شاه" مات غرقاً أثناء محاولة عبوره نهر الفرات قرب قلعة جعبر في سوريا.
بعد أن دخلت سوريا في ظل الدولة العثمانية في عهد السلطان "سليم الأول" عام 1516م اهتم السلطان سليم بضريح "سليمان شاه" وأقام له مزارًا عرف بـ "المزار التركي"، وفي أواخر القرن التاسع عشر في عهد السلطان "عبد الحميد الثاني" أولى اهتماماً بالغاً بالضريح فتم تجديده وتوسعة المنطقة المحيطة به.
سيادة تركية داخل سوريا
في فترة الانتداب الفرنسي لسوريا عام 1921م تم الإتفاق على بقاء ضريح "سليمان شاه" تحت السيادة التركية والسماح برفع العلم التركي عليه وتتم حمايته من قبل بعض الجنود الأتراك بموجب المادة التاسعة من اتفاقية أنقرة الموقّعة بين تركيا وفرنسا.
نقل الضريح
في عام 1986م تقرر بناء سد الفرات في منطقة الطبقة ما سيؤدي إلى ارتفاع منسوب المياه بشكل كبير عن منسوبها السابق لذا قررت السلطات التركية نقل الضريح إلى مكان آخر خوفاً من أن يُغمر الضريح بمياه السد، وتم نقله عام 1973م إلى شمال تل "قره قوزاق" على أرض قاحلة تبلغ مساحتها حوالي 8000 متر مربع تبعد عن منبج حوالي 30 كلم وعلى بعد 25 كلم من الحدود التركية، وبات مقصداً سياحياً بالنسبة للأتراك خصوصاً بعد التجديدات وعمليات الترميم التي تمت في عام 2010م.
بعد أن ازداد الوضع الأمني سوءاً بسبب الحرب الدائرة في سوريا قامت مجموعة من القوات الخاصة التركية بعملية عسكرية داخل الأراضي السورية تم فيها نقل نعش "سليمان شاه" إلى داخل الأراضي التركية بهدف إعادة دفنه لاحقاً في منطقة أكثر أمناً في سوريا.
السلطان سليمان القانوني
وُلد السلطان سليمان الأول أو سليمان القانوني بتاريخ 6 نوفمبر 1494 في مدينة طرابزون، ويُعتبر السلطان العاشر في الدولة العثمانية، لُقب في الغرب بأنه "سليمان العظيم" ولُقب في الشرق بأنه "سليمان القانوني" المُحل للعدالة والإدارة العادلة.
تولى مقاليد الحكم بتاريخ 30 سبتمبر 1520 وكان يبلغ من العمر 26 عامًا، وفي 28 مايو 1521 خرج إلى أول حملة فتوحات بقيادته وكانت مُستهدفة للمملكة المجرية، وفي عام 1566 قتل السلطان سليمان القانوني بينما كانت قواته تحاصر قلعة سيكتوار جنوبي المجر إلى أن أعلن مؤرخون أنهم اكتشفوا رفاته في هذا المكان.
فيديو قد يعجبك: