لماذا يفكر أردوغان في التصالح مع إسرائيل؟
كتبت- هدى الشيمي:
ذكرت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية، أن وسائل الإعلام المحلية تناولت التحول الكبير الذي حدث في العلاقات الإسرائيلية التركية منتصف ديسمبر الجاري، حيث اتفق ممثلي الحكومتين على حفل الخلافات العالقة بينهم لما يقرب لستة أعوام، بعد اجتماع سري في مدينة زيورخ السويسرية.
حاولت الصحيفة – في تحليل نُشر على موقعها الإلكتروني- جمع عدة أسباب تدفع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لإعادة التفكير في اصلاح العلاقات بين بلاده وإسرائيل.
أوضحت أن يوسي تشيخانوفير المحامي والمدير العام السابق لوزارة الخارجية الإسرائيلية، ويوسي كوهين رئيس المجلس الأمن ورئيس جهاز الموساد كانا ممثلان للإسرائيل، مشيرة إلى أن كليهما لديه خبرة واسعة في التعامل مع تركيا.
لم يكن الاجتماع في سويسرا الأول للمسئولين الأتراك والإسرائيليين، فبحسب الصحيفة سبقه مناقشات ومفاوضات تهدف إلى استعادة العلاقات الدبلوماسية الكاملة بين البلدين، والتي توقفت بعد الهجوم على سفينة مافي مرمرة عام 2010، حيث استهدفت القوات الإسرائيلية السفينة التي حملت على متنها نشطاء سلام على متن قوارب تابعة لأسطول الحرية، بلغ عددهم حوالي581 متضامنًا من حركة غزة الحرة معظمهم من الأتراك داخل المياه الدولية، وخلال المواجهات قُتل حوالي تسعة مواطنين أتراك، وأصيب العديد من الإسرائيليين، مما تسبب في سحب تركيا لسفيرها من تل أبيب، وتبادل البلدين الاتهامات.
تقول الصحيفة إن أردوغان وضع مجموعة من الشروط لإعادة العلاقات مع إسرائيل، من بينها اعتذار الحكومة الإسرائيلية عن قتل الأتراك ودفع تعويض لأهالي الضحايا، وفك حصار غزة، ووافق كوهين وتشيخانوفير على أول الشروط، وأعلنا موافقه بلديهما على دفع بلادهم 20 مليون دولار للحكومة التركية والتي بإمكانها توزيعهم على أهالي القتلى والجرحى.
ترى الصحيفة أن الرئيس التركي حاول تحقيق حلمه بأن يكون السلطان الحالي للدولة الإسلامية، فندد بأفعال إسرائيل عام 2014 أثناء مواجهتها لحماس والتي تسببت في مقتل 2200 فلسطيني أغلبهم من المدنيين، وقال اردوغان إن إسرائيل ترتكب أفظع الجرائم ضد المسلمين، إلا أن كل شيء تغير العام الماضي وانقلبن الظروف ضده، فخسر حزب العدالة والتنمية الذي يرأسه أغلبية الأصوات في الانتخابات، فدعا لانتخابات في شهر نوفمبر نجح فيها، إلا أن هذا الفوز تسبب في غضب الأقلية الكردية فزاد العنف والفوضى.
كما أشارت الصحيفة لإنهيار السياسة الخارجية لأردوغان، فعلى الرغم من عدم وجود أي نزاعات بين تركيا وخصومها، إلا أنها تورطت في صراع مع جيرانها مثل سوريا والعراق وإيران، والقوات الكردية الموجودة على الحدود.
زاد الأمر تعقيد اسقاط الطائرة الروسية في المجال الجوي على الحدود التركية الروسية نوفمبر الماضي، وتسبب الحادث في غضب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والذي قرر الانتقام من تركيا عن طريق فرض عقوبات اقتصادية، تضمن ذلك منع توافد السياح الروسيين عليها، حيث يتردد على تركيا حوالي 3.5 مليون سائح سنويا.
وفقا للصحيفة، فإن بوتين وعد بفرض المزيد من العقوبات والأفعال، مما يهدد امدادات الغاز الروسي الذي تعتمد عليه تركيا، وهذا الأمر ليس غريبا على بوتين فقد قطع امدادات الغاز عن أوكرانيا العام الماضي، لذلك سيكون الوصول الاتفاق الاسرائيلي التركي طريقا جديدا لحصول انقرة على الغاز من حقل تمارا والطاغوت.
ومن جهة أخرى، طالب الرئيس الأمريكي باراك أوباما أردوغان بسحب القوات التركية المتمركزة في شمال العراق، بعد وصف بغداد الوجود التركي بالتواجد غير المشروع.
كما ترى تركيا نفسها الآن معزولة دوليا أكثر من أي وقت مضى، مما يدفع أردوغان إلى اصلاح العلاقات مع إسرائيل للحفاظ على ماء وجهه.
وترى الصحيفة أن إسرائيل تحول تحقيق الاستفادة الكاملة من الموقف التركي الآن، وخاصة بعد المامها بتفاصيل الموقف، فحتى الآن أظهر نتنياهو استعداده لإعادة العلاقات كما كانت، ولكنه يرغب في ذلك بشروطه الخاصة، حيث تطالب حكومته بإصدار البرلمان التركي لقانون يحظر توجيه الاتهامات للجنود الإسرائيليين في المحاكم التركية والدولية، وادانتهم بهجمات مافي مرمرة، بالإضافة إلى طرد صلاح العاروري القائد العسكري بحركة حماس من الأراضي التركية.
وتتوقع الصحيفة أن موافقة أردوغان على طرد العاروري وتشتيت مراكز قيادة حماس في تركيا، سيكون حدثا أمنيا جلل للإسرائيل.
فيديو قد يعجبك: