صحيفة: تركيا تتعاون مع أمريكا ضد روسيا
كتبت - أماني بهجت:
ذكرت صحيفة "إزفستيا" أن الوثائق السرية لوكالة الأمن القومي التي تشير الى موقع تركيا الجغرافي الفريد، جعل الولايات المتحدة تتعاون معها.
وجاء في وثيقة وكالة الأمن القومي الأمريكي عام 2013 التي كشِف بعض محتوياتها مؤخرا، ان تعاون تركيا مع وكالة الأمن القومي في الولايات المتحدة يضمن "الحصول على المعلومات اللازمة أولا بأول مباشرة على طول الساعة" عن العمليات الروسية البحرية والجوية والأرضية في جورجيا وأوكرانيا وكل ما يجري في البحر الأسود.
بموجب هذه الوثيقة تتعاون وكالة الأمن القومي مع أجهزة الاستخبارات الوطنية التركية عبر شبكة الانترنت مما يضمن حصول الولايات المتحدة على المعلومات اللازمة عن المواقع العسكرية في المنطقة ومن ضمنها روسيا.
تحصل وكالة الأمن القومي يوميا "على المعلومات الاستخباراتية الخاصة بالعمليات العسكرية للإرهابيين الموجهة ضد الأتراك وضد مواطني الدول الأخرى". وتحصل الوكالة على هذه المعلومات مرة كل ساعتين ليلا ونهارا. وتشير الوثيقة ايضا الى ان "الموقع الجغرافي الفريد لتركيا هو عامل مهم من عوامل تعاون الوكالة معها".
يقول يوري روغوليوف مدير مؤسسة فرانكلين روزفلت المعنية بدراسة الولايات المتحدة والتابعة لجامعة موسكو، إنه يعتقد ان تركيا حليف من نوع خاص للولايات المتحدة، مع انها في أغلب الأحيان تتصرف وفق مصالحها هي.
ويضيف قائلا إن الجانب التركي ينفذ كافة الأوامر التي تصدر من الولايات المتحدة، ولكن هذا لن يكون إلا لفترة محددة. والولايات المتحدة تغض النظر عن أشياء كثيرة يقوم بها الجانب التركي . فهي مثلا على علم بتدفق النفط من "داعش" عبر تركيا منذ زمن بعيد، وبمقابل هذا تقف تركيا ضد بشار الأسد وتسمح لطائرات الولايات المتحدة باستخدام مطاراتها.
وبحسب رأيه ان اسقاط القاذفة الروسية سو-24 من قبل المقاتلات التركية فوق الأراضي السورية كان بمبادرة من السلطات التركية، وليس مستبعدا ان تكون الولايات المتحدة على علم مسبق بذلك، ولكنها بعد تنفيذ العملية أدارت ظهرها لتركيا.
أما الموظف السابق في الأجهزة الأمنية اناتولي بيتروف فيعتقد ان الولايات المتحدة تستخدم تركيا لمراقبة العمليات الحربية في المنطقة ومن ضمنها الغارات التي تنفذها الطائرات الروسية على مواقع الإرهابيين في سوريا، لأن من المحتمل ان يكون نقل المعلومات أولا بأول هو من ضمن الاتفاقيات المعقودة في اطار الناتو.
ويضيف إن القاعدة العسكرية الأمريكية موجودة في تركيا منذ أكثر من 50 سنة. لذلك من المحتمل ان يكون الهاكرز هم وراء كشف هذه الوثيقة.
ويشير الخبراء الى ان اسقاط تركيا لقاذفة القنابل الروسية "سو-24" كان مخططا له في وقت سابق. وحسب رأي القائد السابق لقوات الصواريخ والمضادات الجوية، سيرغي خاتيلوف، جمعت المخابرات التركية كل ما يتعلق بمسار الطائرات الحربية الروسية منذ بداية عملياتها العسكرية في سوريا، وعلى ضوئها اختارت اللحظة المناسبة لتوجيه ضربتها.
يذكر ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان وقع يوم 28 نوفمبرالماضي مرسوما بشأن فرض عقوبات محددة على تركيا. واستنادا الى هذا المرسوم الرئاسي، قررت الحكومة الروسية اعتبارا من ا ديسمبر الجاري وقف كافة الرحلات الجوية المستأجرة تشارتر الى تركيا وبالعكس باستثناء الرحلات الخاصة بعودة مواطني روسيا من تركيا.
كما انه لن يسمح ابتداء من ا يناير المقبل لمواطني تركيا دخول الأراضي الروسية من دون تأشيرات سفر، كما يمنع استيراد الفواكه والخضروات المختلفة واللحوم بأنواعها والأملاح وبعض المنتجات الصناعية الأخرى من تركيا.
فيديو قد يعجبك: