مجلة أمريكية: داعش تسعى للانتقام من السيسي
كتبت- هدى الشيمي:
ذكرت مجلة "سليت" الأمريكية أن مصر شنت هجوما عسكريا يعد الأكبر منذ سنوات، استهدفت فيه معسكر ومواقع تنظيم داعش في شرق ليبيا، للانتقام منه لمقتل 21 عامل مصري مسيحي.
وأوضحت المجلة في تقرير على موقعها الإلكتروني، أن مصر من أهم حلفاء واشنطن في العالم العربي، وتساءلت هل ستقوم الدولة العربية التي يعتبر جيشها أهم عناصر حماية المنطقة، في تخطي حدود ليبيا، والوصول إلى معاقل داعش، للقضاء عليهم؟
كما أشارت للتدخل العسكري المصري الذي وصفته بالمؤلم، في اليمن عام 1960، ثم حالة التدهور الاقتصادي على مدار ثلاثين عاما، وصراعها مع إسرائيل الذي انتهي في السبعينيات، وأكدت على أن كل ذلك يؤثر في اتخاذ قرار بالتدخل العسكري في إحدى البلدان، وأنه يجعل الاتفاقيات المصرية العسكرية قصيرة المدى.
يذكر، أن أخر عمل مصري عسكري كبير كان خلال حرب الخليج عام 1991.
على الرغم من ارتباط المسلحين بالسودان، وغزة، وليبيا في الفترة الأخيرة، إلا أنهم فضلوا خلال العاميين الماضيين استهداف مصر، ومع ذلك لم يقم الجيش المصري بالرد السريع، بحسب المجلة.
وأرجعت ذلك إلى تفضيل الحكومة المصرية لتقديم المساعدات الاستخباراتية، للدول المجاورة لها، مثل إسرائيل، والقائد الليبي خليفة حفتار.
تقول المجلة "مع حفاظ مصر على استراتيجيتها، وابتعادها عن التدخل العسكري لسنوات طويلة، ألا أن ما قام به داعش بعد تأسيسها لمعسكر في بلدة درنة بشرق ليبيا، أثار غضب الجيش المصري، وأجبره على الرد بطريقة أكثر عنفا مما سبق".
بحسب المجلة، فإن داعش تتفنن في إثارة غضب الدول، ويظهر ذلك في حرقها لطيار الأردني معاذ الكساسبة، ونشرها لمقطع الفيديو تقتل فيه العاملين المصريين الأقباط على شاطئ البحر، دون رفة جفن.
وقد أرجعت سبب اختيار 21 مسيحي من بين الآلاف العاملين المصريين في ليبيا، لإثارة حرب أهلية في مصر، ولذلك شددت في مقطع الفيديو على أنها تذبحهم لكونهم مسيحين، أو صليبين على حد قولهم، ليس لأنهم مصريين، وبرروا سبب قتلهم بمنع الكنيسة سيدتين مسيحيتين من اعتناق للإسلام.
وتابعت المجلة قولها، مشيرة إلى أن الهدف الرئيسي لداعش هو الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي تولى الرئاسة، بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسي، لقيام المصريين بمظاهرات كبيرة من أجل الاطاحة به.
يرى حلفاء السيسي، أن ما يسعى السيسي للقيام به بعد توليه الرئاسة هو مكافحة الإرهاب، والتي تتمثل في القضاء على الجماعات الإسلامية العنيفة، والغير عنيفة المعارضة لنظامه، ونظرا لخطابه القوي، ووعوده بحمايه وطنه، فأنه من المستحيل ألا يرد على فعل إرهابي مثل ما قامت به داعش للمواطنين المصريين، وفقا للمجلة.
أكدت المجلة على أن قتل داعش للمصريين، بما فيه من وحشية ورعب، إلا أنه استراتيجية مكررة، سبق أن حدثت، فقامت بها جماعة التوحيد والجهاد في العراق عام 2003، حيث قاموا بخلق أعداء جدد، واستفزاز جهات مختلفة، ثم أخذوا موقف المدافعين عن حقوق المجتمعات السنية، فعلى مدار عشرة أعوام، فجروا مساجد الشيعة، لجذب الشيعة للأحياء السنية.
أما الآن يقوم تنظيم داعش باستدراج مصر لمواجهة جماعة فجر ليبيا، التي تسيطر على معظم الأجزاء الغربية في البلاد، والذي يكرهه نظام السيسي، لأنه يراه جزء من محاولة لزيادة هيمنة الإسلامين على العالم العربي، بالتعاون مع جماعة الإخوان المسلمين، وبتمويل من دولة قطر.
قامت مصر بدعم الخليفة حفتار، في حربه على فجر ليبيا، باسم الحكومة المتعارف عليها دوليا في شرب البلاد، إلا أن بحسب المجلة، الحكومة المصرية لم تعلن عن رفعها لدرجة الدعم، حتى بعد اشتداد القتال بين حفتار وحلفائه والمليشيات العام الماضي.
توقعت المجلة أن الجيش المصري سيواجه فجر ليبيا، في حالة زيادة العمليات العسكرية في ليبيا، مشيرة بذلك إلى أن داعش ستكون حققت هدفها، لأنها بذلك ستتمكن من ممارسة مهامها وتوسيع أراضيها، مما يؤهلها لتأسيس خلافة إسلامية.
وفي تلك الحالة ستكون أفضل جائزة لداعش، هي الشباب المصري الإسلامي الثائر، الذي قام بالعديد من العمليات الجهادية ضد ضباط الشرطة والجيش، وبحسب المجلة، سيعملون على استقطاب الشباب المنتميين لجماعة الإخوان المسلمين.
شددت المجلة على أن الجيش المصري يمارس استراتيجيته بحرفية، وبطئ ومهارة، وهذا ما يقوم به السيسي، فأنه الرئيس الأول الذي لم عامل المسيحيين على أنهم أقلية، بل أنه تعامل معهم كدائرة انتخابية كاملة، وحرص على تهنأتهم في عيد الميلاد بزيارة الكنيسة، ثم قدم التعازي في الكنيسة الكاتدرائية على أروح القتلى في ليبيا.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: