القاعدة.. وهم السقوط والظهور المفاجئ - (تقرير)
كتب ـ علاء المطيري:
لماذا خفت الظهور الإعلامي للقاعدة، وهل له علاقة بانتشار تنظيم داعش وازدياد نشاطه وتوسع هجماته في المنطقة العربية، أم أن تنظيم القاعدة يوهم الجميع باختفائه في الوقت الذي تظهر عدة عمليات في سوريا واليمن والعديد من الدول العربية بتوقيع دولة "بن لادن".
هذه التساؤلات والتحليل كان مسار مقال نشرته مجلة "بوليتيكو" الأمريكية، والتي أوضحت أن استراتيجية القاعدة الهادئة كانت فعالة في مواجهة الغرب وإيهامه في ذات الوقت الذي قامت فيه بتوطيد أقدامها في مواضع تمكنها من امتلاك نفوذ وقدرة على زعزعة استقرار حكومات بعينها في العالم العربي.
ولفتت المجلة إلى أن حديث الإعلام عن سيطرة داعش على مساحات شاسعة من سوريا والعراق العام الماضي؛ جعلها تحتل عناوين الصحف الرئيسية في 2014، لكن الحقيقة أن غالبية المقاطعات التي تم السيطرة عليها كانت من نصيب الجهاديين المنتمين إلى القاعدة خاصة خلال الأشهر الست الماضية.
وبالتوازي مع ذلك خسرت داعش مدينة تكريت العراقية خلال الفترة الأخيرة إضافة إلى النصف الجنوبي من محافظة صلاح الدين.
وتراوحت مكاسب داعش على الأرض في 2014، لتشمل المدن والمقاطعات الممتدة بين محافظة الأنبار شمال العراق ومعسكر اليرموك بالقرب من دمشق وهو ما أطلقت عليه الدولة الإسلامية في العراق والشام.
وفي المقابل حققت التنظيمات التابعة للقاعدة مكاسب ملحوظة في سوريا واليمن.
ولفتت المجلة إلى أن جبهة النصرة التي تنتمي إلى تنظيم القاعدة في سوريا سيطرت في 28 مارس الماضي على مدينة إدلب عاصمة محافظة شمال غرب سوريا وكانت أهم مكاسبها خلال عامين، وفي 1 أبريل سيطرت الجبهة على بلدة النصيب الحدودية مع الأردن التي تعتبر ممرًا هامًا لعبور التجارة من دمشق إلى الخليج.
وسيطرت جبهة النصرة وحلفاءها على محافظة درعا جنو غرب سوريا ومدنها الاستراتيجية، وتمكنت في ذات الوقت من تدمير حركة "حازم" التي تحصل على الدعم من الولايات المتحدة.
وفي ذات الأثناء فإن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية بصدد السيطرة على مدينة المكلا في منطقة حضر موت، حيث أطلق المسلحون سراح 300 سجين في الثاني من أبريل بالتوازي مع سيطرتهم على القصر الرئاسي والقيادة الأمنية في المقلا إضافة إلى البنك المركزي.
وقبل أسابيع سيطر مسلحي القاعدة على مدينة الحوطة في محافظة لحج وسيطروا على كل منشآتها الأمنية بما فيها مقر احتجاز عناصر القاعدة في تلك المنطقة لكنها انسحبت منها مساءًا ضمن استراتيجية الكر والفر التي مكنتها من الحصول على مكاسب كبيرة ومواجهة خصومها في مناطق أخرى وهو ما كررته في قاعدة بيهان العسكرية في 15 فبراير.
وأوضحت المجلة أن استراتيجية الكر والفر التي تتبناها القاعدة في اليمن تهدف إلى خلق حالة من الفوضى الكبيرة التي تنهك منافسيها بصورة تجعلها غير قادرين على السيطرة على تلك الفوضى وهو ما يصب في نهاية المطاف في صالحها.
ويضاف إلى ذلك أن القاعدة توظف تلك الاستراتيجية في الحصول على دعم شعبي في المناطق التي تدخلها حيث يمكنها تجنيد المزيد من الداعمين لها، وهو ما حث وزير الدفاع الأمريك أش كارتر على القول بأن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية يحقق مكاسب مباشرة على الأرض عن طريق محاولة أخذ مقاطعات والسيطرة على أخرى.
فيديو قد يعجبك: