إعلان

قيادي إخواني يكشف تفاصيل جديدة عن لقاء مرسي بكاثرين أشتون بعد 30 يونيو

02:17 م الأربعاء 06 مايو 2015

كتبت- هدى الشيمي:
قص القيادي الإخواني الهارب في تركيا عمرو دراج، الذي كان وزيرا للتخطيط في عهد الرئيس الإخواني الأسبق محمد مرسي، في حوار مع الكاتب الصحفي البريطاني روبرت فيسك، تفاصيل جديدة دارت بينه وبين الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي سابقا كاثرين أشتون عندما التقاها عقب عزل مرسي بعد ثورة 30 يونيو، تفاصيل أخرى عن لقاءها بمرسي في المكان الذي كان يحتجز فيه.

يقول فيسك في حواره إن رسالة دراج جمعت بين القتامة والتفاؤل، وكان بها القليل من السخرية، ولكنها تبدو مفهومة تماما عندما تتذكر إن صديقه القديم، الرئيس السابق محمد مرسي، محكوما عليه بالسجن عشرين عامًا، بتهمة استعمال العنف ضد المتظاهرين.

يقول دراج لفيسك في حوارها الذي جرى على مقهى في إسطنبول، إن "المحاكمة كانت خدعة لقياس رد الفعل الدولي تجاها، والتي وصفتها منظمة العفو الدولي بأنها "معيبة وصورية"، قبل اتهام القيادات الإخوانية بالمزيد من الاتهامات الخطيرة، والتي قد تصل عقوبتها إلى الإعدام".

يقول فيسك إن دراج البالغ من العمر 56 عامًا بدا في أفضل صوره أثناء الحوار، فكان حليق الذقن، يرتدي قميصا أزرق اللون، يتحدث الإنجليزية بطلاقة، ويتسم بالذكاء الشديد، موضحا إنه لم يكن وزيرا للتخطيط إلا أخر شهرين في حكم مرسي.

أشار درّاج لتوقعه للحكم ضد مرسي، قائلا "هناك ثلاث تهم أخرى ضده، ولكنهم حكموا عليه بعشرين سنة، لكي يختبروا رأي العام الدولي، لأنه وفقا للدستور المصري، فلا ينبغي أن يكون مرسي المتهم الأول في كل تلك الأحداث".

وتابع قوله "حاولوا ترسيخ فكرة إنه سيحاكم، وفي حالة عدم تعامل المجتمع الدولي بالشكل الصحيح مع الأمر، سيكون هناك المزيد من العقوبات الشديدة"، مشيرا إلى أن الحكم بالسجن لفترة 20 عامًا عندما يكون الشخص في عامه الستين، فهذا يعني إعدام أيضا.

أكد فيسك أن درّاج ليس غبيا، وفهم مغزى زيارة كاثرين أشتون، الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي سابقا، لمصر بعد احتجاجات يوليو 2013 ضد محمد مرسي، وقال لفيسك "كنت في ذلك الوقت مسؤولا عن لجنة العلاقات الخارجية في حزب الحرية والعدالة، وكنت لا أزال أتحدث للجميع، وطلبت أشتون رؤيتي أربع مرات".

واستطرد "حاولت أشتون اقناعنا بأن الوضع انتهي ودعت لعقد انتخابات رئاسية"، مشيرا إلى إنه أخبرها بأن مرسي سيكون أحمقا إذا عقد انتخابات.

وفي المرة الثانية التي رأت فيها أشتون درّاج، أخبرته إنها جاءت لمصر لكي تتفقد أحوال مرسي، قائلة إنها ترغب في توصيل رسالة إلى زوجته، وتقول لها إنه بخير، وأنها ذهبت إلى المكان المسجون به وتفقدت الثلاجة لكي تتأكد من إنه يحصل على طعام جيد، كما إنها ذهبت للحمام لكي ترى إذا كان نظيفا، ولكنها رفضت أن تطلعه على الحديث الذي دار بينها والرئيس السابق.

وأرجعت ذلك – بحسب دراج - إلى أن مرسي في وضع لا يستطيع تصحيحه، إلا أن بعد فترة أخبرها ابن مرسي بأنها حاولت اقناع والده بأن يقبل الوضع، ويوافق على الانتخابات لأن 50 ألف شخص فقط في الشوارع يدعموه، ولكن مرسي أجابها قائلا "إذا كان هناك 50 ألف شخص في الشارع فقط، لما كنتِ هنا".

بحسب فيسك، فإن دراج لم يكن مهتما بجماعة الإخوان المسلمين إلا أثناء دراسته للهندسة في جامعة بوردو بأمريكا، ويعلق على ذلك قائلا "لم أكن مهتما بتلك بمثل الجماعات، حتى زوجتي لم تشاركني نفس اهتماماتي، ولكن ما جذبني للجماعة إن هؤلاء الناس واجهوا الكثير من المعاناة والتعذيب، إلا أنهم لا يزالوا متمسكين بمبادئهم".

أوضح فيسك أن دراج قرأ تاريخ حسن البنّا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، وانخرط في العمل السياسي مع الجماعة بعد انتخابه نائب رئيس مجلس إدارة نادي أعضاء هيئة التدريس بجامعة القاهرة، فأصبح صديقا مقربا للقيادي الإخواني عصام العريان.

لفت فيسك لحبس دراج خمسة أشهر في سجن طرة، وذلك بعد اقتحام الشرطة للشقة التي تواجد فيها أثناء تناوله الإفطار، وكان ذلك قبل انتخابات الرئيس الأسبق حسني مبارك عام 2005، وكان في الشارع حوالي 100 شرطي، يرتدون الأقنعة والسترات الواقية من الرصاص، وبعد فترة اتهم بمحاولة اسقاط الدستور، ولكنه في النهاية أطلق سراحه بسبب الضغط الكبير من كوندليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية في ذلك الوقت، على مبارك.

أثناء فترة الاحتجاجات ضد مرسي، كان دراج في موسكو، للبحث عن سبل للتعاون الدولي، وكان من بين الحضور نوري المالكي رئيس العراق، وأحمدي نجاد رئيس إيران، وسأله أحمدي نجاد عن مرسي، وقال له "نحن ندعمه" وطلب منه توصيل تحياته إليه.

وجد فيسك أن دراج أصبح أكثر صرامة، حيث قال له "المسألة ليست جماعة الإخوان المسلمين، ولكنها معركة بين شباب مصر من أجل مستقبل مصر"، بحسب قوله.

وفقا لفيسك فأن دراج سيظل في الوقت الحالي في تركيا، وعلى حد قوله "الوضع الآن غير دائما، والمصريين اعتادوا أن يكونوا حرصين دائما".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان