العلاقات الصينية الروسية مؤقته...ولن تغامر الصين بخسارة أمريكا
كتبت ـ مروة مصطفى:
تعتبر الصين قوة صاعدة اقتصاديا وعسكريا، يراها البعض منافسا للولايات المتحدة الأمريكية فيما يعتتبرها البعض الآخر شريكا استراتيجيا لأمريكا، ولذلك كان لمجلة ذا دبلومات هذا الحوار مع الكاتب والمحلل السياسي جوزيف حول العلاقات بين الصين والولايات المتحدة وإعادة التوازن إلى آسيا.
جوزيف ناي أستاذ بجامعة في جامعة هارفارد، وهو أيضا العميد السابق لكلية جون كينيدي للإدارة الحكومية في جامعة هارفارد، ومساعد وزير الدفاع في عهد إدارة كلينتون في 1994-1995، وعضو حالي في مجلس السياسة الخارجية، كما ألف مؤلف العديد من الكتب، كان آخرها هو " هل انتهى القرن الأمريكي"؟.
- جعلت إدارة أوباما محور الاستراتيجية الآسيوية عنصرا مركزيا في سياستها الخارجية، ومع ذلك فإن النقل المكثف للموارد العسكرية الأمريكية إلى المحيط الهادئ تم مقاومته من قبل الصين، التي قامت فورا بحشد عسكري سريع لقواتها، والآن نتيجة نمو الوجود العسكري الصين بمعدل أسرع من مثيله في الولايات المتحدة، هل تعتقد أن محور الاستراتيجية الآسيوية سيكون فعالا في تحقيق التوازن في الهيمنة الإقليمية الصينية على المدى الطويل؟
وأعتقد أن هذه العبارة "إعادة التوازن"- وهو المصطلح الذي تفضله إدارة أوباما- منطقية للغاية.
محور الاستراتيجية الآسيوية في السياسة الأمريكية هو أكثر من مجرد سياسة عسكرية، آسيا وشرق آسيا على وجه الخصوص، هو الجزء الأسرع نموا في الاقتصاد العالمي، وأعتقد أن ادارة أوباما شعرت أننا لم ننتبه لهذه المنطقة من العالم بما يكفي، وبالتالي فإن "إعادة التوازن" هي محاولة للتركيز على الأجزاء الأكثر ديناميكية في الاقتصاد العالمي.
هذه السياسة بالفعل تحتوي على عنصر عسكري ألزم الولايات المتحدة بارسال60٪ من قواتها البحرية إلى المحيط الهادئ بحلول عام ، ولكن من المهم أن نؤكد على أثر الشراكة عبر المحيط الهادئ والجهود الدبلوماسية في المنطقة.
لذلك أعتقد أن سياسة إعادة التوازن نحو آسيا منطقية، ويجب أن نتمسك بها.
- مؤخرا، أصبح الخلاف أكثر وضوحا بين حلفاء الولايات المتحدة التقليديين في منطقة المحيط الهادئ مثل اليابان وبين كوريا الجنوبية، ماهي أسباب تطور هذا الخلاف برأيك؟ وهل مواقف رئيس وزراء اليابان شينزو آبي الأكثر عدوانية تجاه الصين تزعزع الاستقرار في المنطقة؟
أنا لا أعتقد أن هناك مخاوف جدية داخل أمريكا حول محاولات ابي لتحسين الموقف الدفاعي الياباني، لكنني أعتقد أن هناك قلقا في واشنطن حول العلاقات بين اليابان وكوريا الجنوبية، والسبب أن هناك مخاطر كبيرة قادمة من كوريا الشمالية؛ ومواجهة هذا التهديد يتطلب تنسيق وثيق بين الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية.
- تصاعدت النزعة القومية في خطب الرئيس الصيني شي جين بينج الأمر الذي يعتبر في بعض الأحيان تمهيدا للعداء ضد الصين؟
أعتقد أن النزعة القومية جعلت الأمر أكثر صعوبة بالنسبة للصين لحل النزاعات مع جيرانها في بحر الصين الجنوبي، ولكن حتى الآن لا يوجد دليل واضح على أن زيادة القومية الصينية سوف يؤدي إلى العدوان العسكري.
- اتهم باراك أوباما الرئيس الصيني باضفاء الطابع الشخصي على السلطة إلى حد أكبر من أي زعيم صيني آخر، وقد تزامن هذا الأمر مع تركيز شي جين بينج على تضييق الخناق على الفساد في الحزب الشيوعي الصيني، هل تعتقد أن حملة مكافحة الفساد عززت احتمالات بقاء النظام وتسببت في اتجاه الصين نحو مزيد من الاستبدادية ؟
أعتقد أن حملة مكافحة الفساد هي جزء لا يتجزأ من هدف شي جين لإضفاء الشرعية على الحزب وزيادة قوته، ولكني أعتقد أيضا أن شي جين يدرك جيدا حجم الاستياء الشعبي تجاه الفساد في الحزب الشيوعي.
ما يقلقني أكثر هو الحملة ضد الليبرالية السياسية، وحرية التعبير، وحرية الصحافة، و تضييق الرقابة على الإنترنت، أعتقد أن التدهور في هذه الأنواع من الحريات المدنية يتعلق بشكل وثيق بجهوده الرامية إلى توطيد سلطته. وعلينا أن نرى ما إذا كان هذا الأسلوب هو نهج دائم أم مرحلة مؤقتة.
- دخلت الصين مؤخرا في شراكة اقتصادية أوثق مع روسيا، هل تعتقد أن استراتيجية بوتين لإعادة التوازن تجاه الصين ستكون فعالة على المدى الطويل أم أن المصالح الاستراتيجية الصينية في آسيا الوسطى ستقوض آفاق التعاون بين الصين وروسيا؟
أعتقد أن العلاقات الصينية-الروسية الآن هي عبارة عن تحالف من أجل الراحة المؤقتة وليست تحالف حقيقي، فكلاهما لا يزال يحمل عديد من الشكوك تجاه الآخر، كما أن الصين تدرك أن التحالف مع روسيا قد يضر بشراكات استراتيجية أخرى أكثر فائدة، مثل علاقات الصين مع الولايات المتحدة.
- أخيرا، في ضوء تحول خطاب إدارة أوباما فيما يتعلق بسياسة الولايات المتحدة تجاه الصين، هل تعتقد أن على الولايات المتحدة أن تعامل الصين كشريك استراتيجي أم عدو؟
أعتقد أن استراتيجية ادارة كلينتون لا تزال الاستراتيجية الصحيحة واللازم تطبيقها حتى يومنا هذا، وهي استراتيجية تعتمد على دمج الصين في النظام الاقتصادي العالمي، مثل الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية.
فيديو قد يعجبك: