إعلان

سي إن إن: ما سبب استهداف تركيا المفاجئ لتنظيم داعش؟

06:33 م الثلاثاء 28 يوليه 2015

استهداف تركيا لتنظيم داعش

كتب ـ علاء المطيري:

قالت شبكة سي إن إن الإخبارية الأمريكية إنه منذ سيطرة داعش على شمال العراق قبل عام ونصف لم تتخذ تركيا أي إجراء لمحاربة التنظيم الإرهابي، مشيرة إلى أنها بقيت مكتوفة الأيدي على الرغم من جرائمه المتواصلة.

وتابعت الشبكة في تقرير لها، الثلاثاء، أن تفاوض الحكومة التركية في الخريف الماضي للإفراج عن 49 رهينة استحوذ عليهم التنظيم من القنصلية التركية في الموصل كان من بينهم القنصل العام نفسه يدعوا إلى التساؤل.. ما الذي حصل عليه تنظيم داعش في مقابل الإفراج عن الرهائن؟.

ولفتت إلى أن تركيا أعادت النظر مؤخرا في موقفها السياسي من هذا التنظيم، وستسمح للقاذفات الأمريكية باستخدام قاعدة انجرليك الجوية في جنوب تركيا لضرب اهداف داعش في سوريا، فضلا عن شنها غارات جوية على أهداف تابعة للتنظيم في سوريا، وعلى معسكرات الأكراد في شمال العراق.

لماذا تغير الموقف التركي؟

في 20 يوليو قتل مفجر انتحاري يشتبه بكونه من داعش 32 شخصا في بلدة سروج التركية، بالقرب من الحدود السورية، الشيء الذي من المفروض ألا يقبله أي زعيم وطني وبعد ذلك بيومين، في مكالمة هاتفية بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الأمريكي باراك أوباما، وضعوا صفقة حسب ما وصفته إسراء أوزيوريك، رئيسة الدراسات التركية المعاصرة في كلية لندن للاقتصاد، منذ تلك "الصفقة" بين الرئيسين، بدأت أمريكا باستخدام القاعدة الجوية التركية، وبدأت تركيا بضرب تنظيم داعش في آن واحد.

الموقف السابق

إن عددا كبيرا من أعضاء تنظيم داعش أتراك، وقد يكون لهم دعم ما في وطنهم تركيا، وداعش تقاتل نظام الأسد، في حين أن الحكومة التركية تقول إنها تعارض الإرهاب في كل أشكاله، إلا أنها تمسكت بالقول المأثور وجعلت عدو عدوها صديقا، وتم التوصل إلى صفقة ما في الخريف الماضي بين داعش والمسؤولين الأتراك بمقابل ما.

المحادثات مع الأكراد في تركيا وعملية السلام

كاد الممثلون الأكراد والحكومة التركية أن يحققوا اتفاقا العام الماضي بلحظة تاريخية أوشكت أن تنهي الصراع الذي أودى بحياة 45 ألف شخص منذ عام 1984، عندما شن حزب العمال الكردستاني حملة عنيفة من أجل الاستقلال، ولكن الحكومة التركية ضربت معسكرات حزب العمال الكردستاني في العراق واعتقلت عددا كبيرا من أعضاء حزب العمال الكردستاني داخل تركيا.

وهو ما رد عليه حزب العمال الكردستاني بأن وقف إطلاق النار مع الحكومة فقد معناه، وهو ما اعتبرته أوزيوريك، من كلية لندن للاقتصاد، أن الهجوم على الأكراد نتيجة استراتيجية انتخابية فاشلة، حيث أراد أردوغان وحزب العدالة والتنمية الحصول على أغلبية الثلثين في البرلمان حتى يتمكنوا من تعديل دستور البلاد لتعزيز صلاحيات رئيس الجمهورية لأردوغان نفسه. ولتحقيق ذلك، يحتاج حزب العدالة والتنمية لوضع حزب الشعب الديمقراطي أو ما يُعرف بـ"HDP،" بأقل من 10 في المائة من الأصوات على الصعيد الوطني.

وهذا يعني أنه لن يحصل على أي مقعدا في البرلمان، ولكن الاستراتيجية فشلت، على الرغم من جهود أردوغان لجعل الاتفاق لطيف وناجح، إلا أنه لم يحرز الأصوات الكافية في المناطق الكردية في جنوب شرق تركيا، وفاز حزب الـHDP بنسبة 13.1 في المائة من الأصوات على المستوى الوطني و80 مقعدا في البرلمان. لذلك، وبرأي أوزيوريك، أردوغان يريد ضرب داعش، ليبين أن البلاد في حالة حرب وتحتاج إلى قيادة قوية، وليس حكومة ائتلافية، كما أن إردوغان لم يعد يرى أي سبب لاسترضاء الأكراد، حتى انه استخدم داعش كغطاء لاعتقال النشطاء الأكراد.

استأنف العنف.

يقول يان بريمير من مجموعة أوراسيا، شركة استشارية وبحوث الدولية "قرار تركيا المفاجئ لنقل المعركة إلى داعش سيؤدي على الأرجح إلى هجمات ناجحة كبيرة داخل تركيا، وهذا بدوره سوف يثبط معنويات المستثمرين في البلاد، ويجعل العملية السياسية في تركيا أكثر تحديا.

وحول مشاركة تركيا ستؤدي إلى تحول في الحرب ضد داعش، تقول أوزيوريك" سوف نكون قادرين على قياس مدى التغيير في الموقف التركي، مشيرة إلى أنه إذا كانت تركيا حقا تلحق الضرر بداعش فسيكون هناك هجمات إرهابية ناجحة داخل أراضيها.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان