صحف ألمانية: قناة السويس الجديدة لا تحل مشاكل مصر الهيكلية
(دويتشه فيلله)
تطرقت الصحف الألمانية إلى إيجابيات قناة السويس الجديدة وأهميتها وذكرت أنها تعزز قوة الجيش الاقتصادية، لكنها أشارت إلى المخاطر المحدقة بالقناة واعتبرت أن المشروع الضخم وحده لا يكفي لدفع مصر للأمام وحل مشاكلها الهيكلية.
احتفل المصريون بافتتاح مشروع توسعة قناة السويس بإنشاء "قناة السويس الجديدة"، الذي يعقد عليه السياسيون والمواطنون المصريون آمالا كبيرة لتحقيق انتعاشة اقتصادية في البلاد. وهنا بعض آراء الصحف الألمانية التي ركزت على إيجابيات المشروع على الاقتصاد المصري، واعتبرت أن مصر أعلنت عودتها كأحد مراكز الاقتصاد العالمي.
"مشروع ضخم محفوف بالمخاطر"
اعتبرت صحيفة "تاغيس تسايتونغ" مشروع توسعة قناة السويس "مشروعا ضخما يحاكي أسلوب مصر القديمة"، لكن الفرق الوحيد هو "أنه لم يقم أحد الفراعنة بتنصيب تمثال له". وتضيف الصحيفة: "رغم أن البعض يتهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بأن لديه دوافع تخليد نفسه، فإن الجنرال السابق يحاول وضع أساس للاقتصاد المصري، وهو ما كان يأمل به المصريون خلال الربيع العربي، ولكن ذلك لم يحصل خلال فترة حكم الإخوان المسلمين".
وحسب نفس الصحيفة فإن المصريين "يأملون في خلق فرص شغل وسبل العيش لأكبر شريحة من السكان، بدل الازدهار الذي يقتصر على الطبقة العليا فقط". لكن تحقيق ذلك يتطلب مجموعة من الشروط، يشرحها كاتب المقال قائلا: "من بين الشروط المسبقة لذلك تحقيق التوقعات بعد توسيع قناة السويس التي يقال إن إيراداتها ستتضاعف في السنوات المقبلة، غير أن حركة الشحن في البحر لن تتزايد بنسب مرتفعة. إضافة إلى ذلك فمخاطر وقوع هجمات في شبه جزيرة سيناء أو في مدخل البحر الأحمر من شأنه أن يؤثر على مردودية المشروع. لكن كل هذه الشكوك لا تنقص من أهميته".
"المشروع الضخم وحده لا يكفي لدفع البلاد إلى الأمام"
بدورها أشارت "زود دويتشه تسايتونغ" إلى إيجابيات المشروع على المستوى الاقتصادي وعلى دور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وكتبت تقول: "السيسي يجعل مستقبل بلاده رهينا بالنجاح الاقتصادي لمشروع قناة السويس، الذي يدخل في خطط السيسي كمركز ضمن شبكة بناء أو تحديث الموانئ ومناطق التجارة الحرة. هكذا يريد خلق الملايين من فرص العمل الجديدة". غير أن الخبراء - بحسب الصحيفة - "يشيرون إلى تغيير أنماط التجارة العالمية، ما يدفهم للتشكيك بالعائدات التي توقعها المصريون. فحتى السندات الشعبية، التي مول بها السيسي أجزاءً من المشروع، يجب إرجاعها لأصحابها بالفوائد المتفق عليها".
رغم ذلك، يقول كاتب المقال إن السيسي "أوفى السيسي بوعده للمصريين وأيقظ بهذا المشروع النموذجي الضخم في الشرق الأوسط صحوة وطنية. لكن هذا المشروع الضخم لوحده لا يدفع البلاد إلى الأمام، فمصر تعاني من مشاكل هيكلية كالاكتظاظ السكاني والفقر وأزمة التعليم ونقص المياه المشاكل الهيكلية". وترى الصحيفة أنه "يجب على مصر محاربة الإرهاب والتطرف الديني والفساد وعقلية التعذيب لدى رجال الشرطة. ولكن على السيسي أن يبدأ بشيء ما، ليتمكن بالوفاء بوعده بمستقبل أفضل لـ 90 مليون مصري".
"قناة السويس الجديدة تعزز قوة الجيش الاقتصادية"
أما صحيفة "فرانكفورتَر ألغيماينة تسايتونغ" فترى أن توسعة قناة السويس هو مؤشر على قوة قيادة الجيش التي تسير الأمور في مصر. "من خلال قيام قيادة الجيش ببناء الممر الثاني لقناة السويس في عام واحد فقط، فهي بذلك توضح بأنها تقدر على تحقيق ما تريد وبسرعة، وتقوم بما يعود عليها بالفضل. الشركة التي توجد في ملكية الجيش دفعت بالمشروع إلى الأمام، وقناة السويس الجديدة ستعزز القوة الاقتصادية للجيش".
وترى الصحيفة أن عموم البلاد ستستفيد من المشروع "لأن عدد السفن التي تمر عبر قناة السويس ستزداد، وهو ما يدر مليارات الدولار من الرسوم. ففي الوقت الحالي يتم إجراء عشرة بالمئة من التبادلات التجارية العالمية في عرض البحر عبر قناة السويس، وهذا ما لم يعرف المصريون في السابق كيفية استغلاله. وفي المستقبل لن يتم فقط خفض عدد الساعات التي يستغرقها عبور السفن، بل ستتحول ضفاف القناة إلى محطات مرور دولية ومركز لشركات الشحن الكبيرة، ومناطق صناعية تربط آسيا بأوروبا، وتخلق فرص العمل للمصريين. وبهذا تعلن مصر عودتها كموقع داخل الاقتصاد العالمي".
فيديو قد يعجبك: