ملالا يوسف زاي: استجابة العالم لقضية اللاجئين.. مخزية
كتبت ـ مروة مصطفى:
نشرت مجلة تايم الأمريكية مقالا للناشطة الباكستانية "ملالا يوسف زي" تعليقا على الموقف الدولي من قضية اللاجئين، واصفة استجابة العالم لهذه القضية بالمخزية.
تقول ملالا "بعد أن رأيت جسد الطفل السوري الصغير إيلان الغارق على الشواطئ التركية، بدأت أدعي يوميا ألا يذهب موته سدى، وتساءلت هل هذا هو الوقت الذي سيدرك فيه رجال السياسة أن أطفال سوريا المعذبون من الحرب، مثلهم مثل كل الأطفال الذين يعانون في مختلف أنحاء العالم؟، هل سيدركون أن الأشخاص الذين يفرون من الصراعات الدائرة في بلادهم يستحقوا الحماية والرعاية؟".
وتضيف ملالا أن " اللاجئين السوريين لم يرتكبوا أي جريمة تبرر معاناتهم، إنهم يقومون بما كان أي شخص ليقوم به عندما تصبح بلاده غير آمنة للعيش فيها، وأنا بعد ما مررت به في بلادي أدرك جيدا معنى أن تضطر لأن تترك وطنك، حيث اضطرت عائلتي لأن تغادر وادي سوات في باكستان بسبب الصراع والإرهاب عام 2009، وعشنا لمدة ثلاثة أشهر في مخيمات النازحين داخليا، بالطبع ذلك يعتبر وقتنا قصيرا مقارنة بما مر به العديد مون اللاجئين، ولكني أعلم جيدا كم هو صعب أن تعيش هكذا، وكيف تكون رغبة الوالدين بائسة ومؤلمة في إيجاد مكان آمن لأطفالهم".
وكتبت ملالا في مقالها "أشعر بالأسى لأن معظم قادتنا فشلوا في مواجهة هذا التحدي الأخلاقي، وأتمنى أن تحذوا مزيد من الدول حذو ألمانيا، ويتبنوا نفس موقف المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والتي سمحت للاجئين السوريين الذين يصلون إلى ألمانيا بالبقاء فيها وطلب اللجوء".
وتضيف الناشطة الباكستانية " ما يراه السوريين الذي نجحوا في الوصول إلى أوروبا لا يقارن بما يعانيه أولئك الذين شردوا داخل سوريا، فوفقا للأمم المتحدة، نزح أكثر من 11 مليون شخص، منهم أكثر من 7 ملايين داخل سوريا و 4 ملايين خارج البلاد، بالإضافة إلى أن ما يقرب من نصف اللاجئين السوريين من الأطفال، ترك معظمهم مدارسهم منذ عدة أشهر أو سنوات، لقد رأيت ذلك عندما سافرت يوليو الماضي في يوم ميلادي الـ18 إلى لبنان والأردن والتقيت بالفتيات الشجعان الذين فقدوا والديهم، ومدارسهم ومنازلهم".
وتعتبر ملالا أن رد فعل العالم تجاه قضية اللاجئين يرثى لها، حيث تم تمويل 31٪ فقط من خطة الاستجابة للأمم المتحدة لهذا العام وأكثر من 68٪ من احتياجات التمويل لم تتم تلبيتها، كما يجري خفض الحصص الغذائية للاجئين لأن الدول لا تسهم بنصيب عادل من أجل المساعدة. ولا يوجد بمخيمات اللجوء بكاملها إلا مدرسة أو مدرستين فقط، مضيفة "إذا قلنا أننا نهتم، يجب علينا أن نقوم بما هو أكثر من مجرد الكلام، لابد لنا من اتخاذ الإجراءات اللازمة".
يذكر أن ملالا يوسف زاي طالبة باكستانية، حائزة على جائزة نوبل للسلام، والمؤسس المشارك لصندوق ملالا، وهي منظمة غير ربحية تعمل على تمكين الفتيات عالميا من خلال ضمان حقهم في اكمال تعليمهم، ويعمل صندوق ملالا في عدة دول مثل باكستان ونيجيريا وكينيا وسيراليون والولايات الحدودية السورية من لبنان والأردن.
فيديو قد يعجبك: