أسوشيتد برس: الحرب في سوريا أكثر قسوة من الموصل
كتب - علاء المطيري:
قالت وكالة "أسوشيتد برس" الإخبارية الأمريكية إن الهجوم المتزامن على مدينتي الموصل العراقية والرقة السورية اللتان تمثلان معقل دولة الخلافة المزعومة يجعل الحرب أكثر صعوبة ويحول دون وصول إمدادات عسكرية لمدينة الموصل إضافة إلى أنه يحرم مسلحي داعش من الحصول على ملاذ آمن، لكنه بدأ في الموصل ولم يبدأ في الرقة حتى الآن.
ولفتت الوكالة في تقرير لها، اليوم الأربعاء، إلى أن الهجوم على مدينة الرقة السورية كان ضمن الإعدادات التي تجري لمعركة الموصل حتى تجعل التنظيم بحاجة إلى الدفاع عن مدينتيه الحصينتين في آن واحد، لكن الهجوم على مدينة الرقة لم يبدأ بعد.
وأضافت: "ربما لأن الحرب في سوريا ستكون أكثر قسوة من العراق، لأن التعمق في الداخل السوري يعني دخول منطقة صراعات حامية بها أطراف عدة محلية ودولية وإقليمية أبرزها التهديدات الروسية بإسقاط الطائرات الأمريكية"، مشيرة إلى أن فتح جبهة قتال في شمال شرق سوريا يؤكد اعتماد أمريكا على الأكراد وهو ما يهدد باندلاع صراع تدعمه تركيا وحلفائها من الثوار السوريين.
وبينما تدعم الولايات المتحدة النظام العراقي لوجستيًا وعسكريًا لقتال داعش، ترى أن النظام السوري غير شرعي ولا يمكن التعاون معه، ولذلك سيكون لديها مشكلة في ملء الفراغ الذي يتركه داعش إذا تم طرد مسلحيه من الرقة.
ومن الناحية العسكرية والاستراتيجية فإن الموصل هي أكبر مدينة يسيطر عليها داعش ويصل عدد سكانها إلى مليون نسمة ولا يتجاوز عدد المسلحين فيها 10 آلاف مسلح، بينما الرقة - الغنية بالنفط - موطنًا لـ200 ألف نسمة غالبيتهم من السنة العرب، وبها 5 آلاف مسلح وتمثل هزيمتها ضرورة لهزيمة داعش عسكريًا، لكن الولايات المتحدة لديها أولويات ومصالح استراتيجية تؤخر هذه الخطوة.
وخلال الأسابيع الأخيرة قصف الطيران الأمريكي عشرات الجسور والكباري الواصلة بين دير الزور - أكبر المدن التي تسيطر عليها داعش في سوريا - وبين مدينة الرقة للحيلولة دون هروب المسلحين بين سوريا إلى العراق.
ويمكن أن تتعرض مدينة الرقة لأزمة لاجئين يستخدمهم المسلحين غطاءًا للانتقال إلى الموصل رغم صعوبة الطرق بعد قصفها، بينما حذرت روسيا من السماح للمسلحين بالفرار من الموصل إلى سوريا وطالبت بتدميرهم في مكانهم وليس السماح بنقلهم من دولة إلى أخرى.
ولفتت الوكالة إلى أن الأوضاع السياسية في سوريا غير مناسبة لاستعادة المدن التي تسيطر عليها داعش إضافة إلى تعقيدات الموقف العسكري الذي يتداخل فيه أكثر من طرف بداية من داعش إلى النظام السوري والثوار الموالين لتركيا والقوات التركية وأمريكا وروسيا.
فيديو قد يعجبك: