نظرة حول دور الولايات المتحدة في الحرب ضد داعش في سوريا والعراق
كتبت – رنا أسامة:
بينما تجوب الدبّابات العراقيّة جميع أنحاء مدينة الموصل لتطهيرها من مُتشدّدي تنظيم داعش، ينتظر لولايات المتحدة مكسبًا من تلك العمليّة رُبما يفوق ما سيعود على العراقيين أنفسهم.
تطهير ثاني أكبر المدن العراقيّة من مُتطرّفي داعش يُعد السبيل لسحق تنظيم الدولة الإسلاميّة عسكريًا، وهو ما يُمثّل هدفا رئيسًا للولايات المتحدة.
ومع ذلك، فإن استراتيجيّة باراك أوباما الرامية للانخراط في هذه العملية دون استخدام القوات المُقاتلة أثارت بعض الشكوك، في الوقت الذي يرى البعض أن ذلك النهج من شأنها السماح لداعش بالتوسّع وزيادة نفوذها في المقام الأول.
منذ عام 2014، قدّمت الولايات المتحدة مُساعدات للجيش العراقي المُحاصر، كي يقف على قدميه من جديد بعد أن جرّدته داعش من أسلحته وإمداداته وجنوده، فيما شنّ التحالف الذي تقوده أمريكا لاحقًا ضربات جويّة في سوريا والعراق، لتعزيز القوات البريّة العراقيّة والكُردية والسورية، مع الحفاظ على عدم مُشاركة أية مُقاتلة أجنبيّة في القتال.
وفيما يلي تستعرض وكالة "اسوشيتد برس" الأمريكيّة دور الولايات المتحدة في الحرب ضد داعش في إطار عملية الموصل الجاريّة.
كم عدد الجنود الأمريكيين المتواجدين حاليًا في سوريا والعراق؟
وَفقًا لوزارة الدافع الأمريكية (البنتاجون)، يوجد 4815 جنديًا أمريكيًا، بينهم أفراد العمليّات الخاصة. لا يشمل هذا العدد الـ 1500 جندي الذين تواجدوا في العراق بصفة مؤقتة. سمحت إدارة أوباما بتواجد 5262 جنديًا أمريكيًا- بحد أقصى- في العراق.
وفي سوريا، سمحت الإدارة الأمريكيّة بنشر 300 جنديًا من قواتها بحدّ أقصى هُناك، مُعظمهم من قوات العمليات الخاصة ممن تدرّبوا على العمل مع القوات الديمقراطيّة السوريّة- ائتلاف الحُلفاء العرب والأكراد. يشمل هذا العدد الوحدات اللوجستية والطبيّة المُقدّمة.
أين يتواجدون؟
تتخذ القوات الأمريكيّة في العراق قواعدًا لها في بغداد، أربيل، تاج، والحبّانيّة، كما ينتشر "عدة مئات" من الجنود الأمريكيين عند القاعدة العسكريّة غرب القيّارة وجنوب الموصل، حيث يُساعدون في بناء منطقة تنطلق منها قوات الأمن العراقيّة، لاستعادة المدينة- حسبما أفاد مسؤول عسكري أمريكي تحدّث شريطة عدم ذكر اسمه لسريّة التفاصيل.
أما التفاصيل المتعلقة بأماكن تمركز القوات الأمريكية في شمال سوريا، فإنها لاتزال محفوظة في طيّ الكتمان نظرًا لحساسيّة العمليات هُناك. في نهاية الأمر، يهدف الدعم الأمريكي إلى مُساعدة القوات الديمقراطيّة السوريّة أن تتقدّم في محافظة الرقة- التي يتخذها تنظيم داعش عاصمة له.
ما هي المهمة العامة الموكلة إليهم؟
في العراق يوجد مُستشارون ومُدرّبون وأفراد عمليات خاصة وآخرون مُتمركزين في القواعد العراقيّة. قال مسؤول في الولايات المتحدة إن هُناك أكثر من100 من قوات العمليات الخاصة الأمريكيّة يعملون مع قوات العمليات الخاصة العراقيّة ومُقاتلي البيشمركة الكُرديّة.
وأشار المسؤول- الذي تحدّث شريطة عدم الكشف عن هويّته- إلى وجود فرق صغيرة تضم ما يقرُب من عشرة جنود في كلٍ منها، بما في ذلك فرق الاتصالات والحماية والفرق الطبيّة والهندسيّة والمُراقبين الجويين، الين يُساعدون في إرسال وتلقّي نداءات الاستغاثة وقت الضربات الجويّة، لافتًا إلى أنها تبقى وراء خط هجوم القوات.
القوات الأمريكيّة الموكلة بالتعامل مع الوضع في سوريا تتمركز في البلدان المجاورة، مثل تركيا والعراق، وتسافر داخل وخارج سوريا، وتُعنى بتقديم المشورة والمُساعدات، ولكنّها لا تُقاتل إلى جانب لسوريين. يقول مسؤولو البنتاجون إن القوات الأمريكيّة الخاصة نفّذت حوالي 400 مهمة في سوريا حتى الآن.
كيف تجري الحملة الجويّة؟
منذ أن بدأت الغارات الجويّة في أغسطس من العام 2014، أُطلِق ما يزيد عن 10200 ضربة في العراق، وما يقرُب من 5600 في سوريا.
وَفقًا لـ كريس وود، رئيس مجموعة Airwars المعنيّة بتتبّع وأرشفة البيانات الخاصة الحرب بحروب الجو الدوليّة المُناهضة لداعش، فإن 7 بالمئة فقط من الغارات الجويّة التي تم إطلاقها في العراق وسوريا، تم حملها باستخدام طائرات بدون طيّار "بريداتور" و"ريبر".
مَن هُم شركاء أمريكا؟
بينما تُجرى الغالبيّة العُظمى من الضربات الجويّة في سوريا والعراق، من قِبل الولايات المتحدة، يُشاركها ائتلاف مُكوّن من المملكة المتحدة، كندا، فرنسا، أستراليا، السعوديّة، الإمارات العربيّة المتحدة، هولندا، بلجيكا، والبحرين.
بدعم من الولايات المتحدة، أرسلت تركيا هي الأخرى دبّابات وطائرات حربيّة وقوات عمليات خاصة لشمال سوريا.
انقسم هدف تركيا إلى شقين في هذا الشأن: من جهة تتطلّع إلى تطهير المِعقل الحدودي المُتبّقي لها من مُتشدّدي داعش، ومن جهة أخرى تقوم بدحر أي تقدّم تُحرزه ميليشيات الأكراد السورية، التي تعتبرها تركيا تهديدًا أمنيًا قوميًا كبيرًا.
روسيا تدعم الرئيس السوري بشار الأسد، وقد قام سلاح الجو الروسي بقصف أهداف في البلاد.
بيد أن المُحادثات الدبلوماسية مع روسيا تفكّكت هذا الشهر بعد أوجّهت لها الولايات المتحدة اتهامًا بشكل رسمي بمُحاولة التدخّل في مجرى الانتخابات الأمريكيّة، عن طريق قرصنة الجماعات السياسيّة الأمريكيّة، كما اتهم وزير الخارجيّة الأمريكي جون كيري الكرملين بارتكاب جرائم حرب في سوريا، أفسدت كافة الجهود الراميّة لتعزيز التعاون بين واشنطن موسكو بشأن القضيّة السوريّة.
أين تقف أمريكا من عمليّة الموصل؟
وضع المسؤولون العراقيّون الأمريكيّون إطارًا زمنيًا يتم خلاله إعادة السيطرة على الموصل، بتقدير وصل إلى بضعة أسابيع أو رُبما فترة أطول من ذلك.
في شرق الموصل، حيث يوجد نحو 2000 من مُقاتلي البيشمركة، تُجرى عمليّة يُطلق عليها "إيفر جرين 2"، تهدف غلى الاستيلاء والسيطرة على الأرض الرئيسية بالقرب من جسر نهر الثور ونهر الزاب.
قامت القوات المدعومة من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة بتطهير خمس قُرى حول الموصل، من العناصر الداعشيّة المتطرفة، بما فيهم قرية القيّارة، المُقرّر استخدامها كنقطة انطلاق قويّة لعمليّة الموصل.
يُقدّم التحالف تدريبات لإزالة العديد من متفجّرات سيُخلّفها مُقاتلو داعش وراءهم، ما إن يتم طردهم من المِنطقة، فضلًا على ذلك تفوم بتوجيه ضربات جوية عِدّة حول المدينة بهدف إعاقة العناصر المتشددة عن الوصول إلى البنية التحتيّة والموارد الحيوية، بما في ذلك نهر دجلة.
فيديو قد يعجبك: