بالصور: تفاصيل أضخم حشد عسكري لحلف الناتو في أوروبا الشرقية منذ الحرب الباردة

كتب - علاء المطيري:

قالت صحيفة الجارديان إن بريطانيا أعلنت عن حشد مئات الجنود والطائرات الحربية في أوروبا الشرقية ضمن أكبر حشود عسكرية لحلف شمال الأطلسي، الناتو، في المنطقة منذ انتهاء الحرب الباردة ردًا على سلسلة المناورات العسكرية التي تجريها القوات الروسية على الحدود المشتركة مع الحلف.

وأضافت الصحيفة البريطانية في تقرير لها، الخميس، أن الحشود البريطانية تشم مقاتلات "تايفون" التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني والتي سيتم إرسالها إلى رومانيا لمدة تصل إلى 4 أشهر، بينما يتم إرسال 800 جندي مع دعم من المدرعات إلى إستونيا.

وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن كل من فرنسا والدنمارك سوف تقدمان قوات مماثلة لدعم الحشود العسكرية في أوروبا الشرقية.

وأعلنت بريطانيا إرسال تلك القوات عقب تحرك الأسطول الروسي المتجه إلى البحر المتوسط وعبوره القنال الإنجليزي على مقربة من الجزر البريطانية، قبل أيام.

ولفتت الجارديان إلى أن روسيا سحبت طلبًا كانت تقدمت به إلى الحكومة الإسبانية لإعادة تموين سفنها الحربية المتجهة إلى البحر المتوسط بسبب ضغوط الناتو على مدريد لرفض الطلب الروسي.

وزادت التوترات بين الدول الأعضاء في الناتو وروسيا منذ قامت الأخيرة بضم شبه جزيرة القرم عام 2014 ودخول أوكرانيا في حرب أهلية بسبب التحركات الروسية، بحسب الصحيفة.

ولفتت الصحيفة إلى أن الحشود البريطانية التي أعلنت عن إرسالها إلى دول أوروبا الشرقية تشكل جزء من تحرك أكبر للناتو بقيادة أمريكية لتمركز 4 كتائب عسكرية تضم قرابة 4 آلاف جندي للبقاء على الجبهة الشرقية للحلف.

وبسبب التحركات الروسية الأخيرة زادت بريطانيا حجم حشودها العسكرية في أوروبا الشرقية عن تلك التي أعلن عنها رئيس الوزراء السابق، ديفيد كاميرون، في قمة الحلف بالعاصمة البولندية وارسو، يوليو الماضي، حيث زاد عدد الجنود من 650 إلى 800 إضافة إلى إرسال مقاتلات تايفون ومركبات مدرعة ودبابة "تشالنجر 2" التي تمثل دبابة القتال الرئيسية في الجيش البريطاني.



وقال وزير الدفاع البريطاني، ميشيل فالون، في اجتماع وزراء دفاع الحلف في العاصمة البلجيكية بروكسل، أمس الأربعاء، إن حشد تلك القوات سيبدأ في مايو القادم، مشددًا على أن بريطانيا ستواصل دعمها العسكري لدول الحلف من أقصى الشمال حتى جنوب أوروبا.

وقالت الصحيفة أن مقاتلات التايفون تمثل أول دفعة من الطائرات التي يتم إرسالها إلى رومانيا لتأكيد دعم الدول المطلة على البحر الأسود لحماية مجالها الجوي ضد الاستفزازات الروسية، ولتأكيد التزام دول الحلف نحو جميع أعضائه وخاصة دول البلطيق، لاتيفيا وإستونيا ولتوانيا التي تشبه أوكرانيا في وجود أقليات تتحدث الروسية من مواطنيها، إضافة إلى كونها دول المواجهة الأولى في حالة اندلاع الحرب بين "الناتو" وروسيا.



وكان الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، أعلن بداية العام الجاري إرسال قوة عسكرية يصل قوامها إلى 900 جندي إلى بولندا وقوات مدرعة إلى أوروبا الشرقية، إضافة إلى إرساله قوات إلى النرويج لأول مرة في تاريخها.

وتستعد كندا لإرسال قوات إلى لاتفيفيا، بينما من المتفرض تحرك المئات من الجنود الألمان إلى ليتوانيا.

وأبدت كل من بلجيكا وكرواتيا ولوكسمبرج استعدادها للمشاركة بقوات عسكرية في قوات التحالف بأوروبا الشرقية.

واعتبر ينس شتولتنبرج، الأمين العام لحلف "الناتو" أن الحشود العسكرية في أوروبا الشرقية ضمن استراتيجية دفاعية تناسب تطورات الأوضاع في المنطقة الحدودية مع روسيا، مشيرًا إلى أن الحلف لا يسعى للمواجهة مع روسيا ولا حتى لإطلاق مرحلة جديدة من سباق التسلح بالمنطقة.

وتابع "ما تعهدت به دول الحلف يبحث رسالة واضحة إلى روسيا بأن الحلف يقف صفًا واحدًا لمواجهة التهديدات التي تواجهها أي من الدول الأعضاء فيه باعتبار أن أي هجوم تتعرض له دولة من الحلف يعد هجومًا على كل دوله".

وقال وزير الدفاع الأمريكي، آش كارتر، أثناء حضور قمة وزراء الدفاع أمس، إن إرسال قوات أمريكية إلى أوروبا الشرقية كان نتيجة اجتماع دول الحلف في قمة وارسو الأخيرة، مشددًا على أهمية الترابط بين الدول بصورة تجلعها تمتلك قوة ردع قادرة على مواجهة التحديات.