البنتاجون دفع نصف مليار دولار في حملة دعائية ضد القاعدة في العراق
كتبت- هدى الشيمي:
كشف مكتب الصحافة الاستقصائية أن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أعطت شركة علاقات عامة ودعاية بريطانية كبرى حوالي نصف مليار دولار، لإطلاق حملة دعائية سرية في العراق، تهدف لتشويه سمعة مقاتلي تنظيم القاعدة، وتبرير أسباب وجودها هناك في العراق.
يقول موقع ايلي بيست الأمريكي، في تقرير نشره الأحد، إن مجموعة "بيل بوتينجر" البريطانية للعلاقات العامة، أنتجت فيديوهات وهمية تظهر فيها عمليات إرهابية مزعومة يقوم بها متمردون مزعومون. ويقوم الجنود الأمريكان بدس هذه الفيديوهات داخل منازل العراقيين في عمليات التفتيش الدورية التي كانت تجرى على مدار الساعة في العراق.
ووفقا لموظفين سابقين في المجموعة البريطانية، كان فريق العمل يعمل جنبا إلى جنب مع قيادات عسكرية أمريكية كبرى في معسكراتهم في بغداد.
يقول ويقول الرئيس السابق ل"بيل بوتينجر" لصحيفة صنداي تايمز، إن شركته عملت على تغطية عمليات عسكرية ووثائق سرية، حيث تنقل أخبار البنتاجون ووكالة الاستخبارات الأمريكية (سي آي ايه) ومجلس الأمن القومي.
وأوضحت الصحيفة أن "بيل بوتينجر" أكبر الشركات في مجال العلاقات العامة الأكثر نجاحا في بريطانيا وكان لها الفضل في صقل صورة مارغريت ثاتشر، رئيسة الوزراء البريطانية الراحلة، وساعدت في فوز حزب المحافظين في ثلاثة انتخابات كبرى.
تضم قائمة عملاء الشركة العديد من الزعماء "الديكتاتوريين" وزوجاتهم. وذكرت الصحيفة اسم أسماء الأسد، زوجة الرئيس السوري بشار الأسد.
وفي مقالبة مع مارتن ويلز، محرر الفيديوهات في المجموعة، أكد أن تجربته في العراق "كانت صدامة ومروعة وتفتح الأعين وتغيير الحياة!".
وتتبعت الصحيفة الأمريكية تقارير المفتش العام في البنتاجون، والتقارير الصادرة عن المجموعة الاعلانية أثناء عملها في العراق، وأجرت مقابلات مع حوالي خمسة من الموظفين الكبار السابقين في الشركة، لتجد أنها كانت تقوم هناك بثلاث بمهام، هي تصوير القاعدة بشكل سلبي وإنتاج مواد إخبارية مزورة، وتقديمها على أنها من انتاج بعض القنوات العربية، وكذلك أشرطة مزورة تروج لنشاطات القاعدة.
ووفقا لوثيقة مسربة، فإن التغطية الإعلامية التي نفذتها بيل بوتينجر في العراق بلغت تكلفتها حوالي مليون دولار خلال عام واحد، وبدأت عملياتها في مارس 2004، أي بعد فترة قصيرة من الاحتلال الأمريكي للعراق.
فيديو قد يعجبك: