فورين بوليسي: صدقت النبوءة.. تركيا تعتقل ''أوباما الكردي''
كتبت – أماني بهجت:
لقد تنبأ صلاح الدين ديمرطاش بما حدث! هكذا كتبت مجلة فورين بوليسي بعد يوم من اعتقال زعيم الحزب الموالي للأكراد في تركيا والذي كان يوصف يوم ما بأنه ''أوباما الكردي'' في إشارة إلى الإلهام الذي زرعه الرئيس الأمريكي باراك أوباما في الأقليات الدينية والعرقية حول العالم حين انتخب رئيسا لأقوى دولة في العالم ليصبح أول رئيس أسود للولايات المتحدة.
كان ذلك في أكتوبر الماضي حينما أجرت المجلة الأمريكية مقابلة مع رئيس حزب الشعوب الديمقراطي.
وقتها قال ديمرطاش: ''من الممكن في هذا الشهر أوالشهر الذي يليه أن يتم إرسالنا للسجن... يمكنهم اعتقالنا جميعًا''.
صباح الجمعة الماضي تنبأت نبوءة الزعيم الكردي. فقد اعتقلته السلطات التركية هو والزعيمة المشاركة للحزب إضافة إلى 10 نواب تابعين للحزب في البرلمان التركي في إطار تحقيقات في مزاعم الحكومة بأنهم يدعمون جماعات إرهابية في إشارة إلى حزب العمال الكردستاني التي تصنفه أنقرة وحلفاءها في الغرب تنظيما إرهابيا.
وخشية اندلاع احتجاجات، حجبت السلطات التركية مواقع التواصل الاجتماعي، فيسبوك وتوتير وواتس اب، في البلاد.
تقول فورين بوليسي إن اعتقال دمير طاش بمثابة ضربة قوية لشخصية عامة كان حتى وقت قريب واحدا من ألمع الشخصيات السياسية على الساحة التركية بعد أن قاد حزب الشعوب الديمقراطي للحصول على 13 في المئة من الأصوات في انتخابات يونيو 2015.
وقد بات ديمرطاش أحد أشد منتقدي الرئيس رجب طيب أردوغان، خاصة بعد الحملة ضد الأكراد والاجراءات القمعية في أعقاب محاولة الانقلاب الفاشلة في يوليو الماضي، وفقا للمجلة.
حاول الزعيم الكردي تجاوز هوية حزبه وركز بشكل أكبر على المصالح الكردية وذلك ببناء جسور مع الليبرالين الأتراك والدعوة لقضايا مثل حقوق المثليين وحماية البيئة، وقد حاول إقامة حركة معارضة يسارية على نطاق واسع ضد أردوغان.
كانت أحزاب المعارضة التقليدية قضت أكثر من عقد في محاولاتها للتغلب على أردوغان في الانتخابات، وأخيرًا دب الأمل في وجود معارضة تسعى على قدم وساق لتطوير بديل حقيقي، تمثلت في الحزب الجديد، وفقا للمجلة.
الآن، تقول فورين بوليسي، سُحقت هذه الآمال بشكل كامل. وذلك بعد هبوط أسهم الحزب في الانتخابات الأخيرة وصعود أسهم حزب العدالة والتنمية واندلاع موجات من العنف ضد قوات الأمن التركية من قبل العمال الكردستاني، ووجود خلافات داخلية بين الجبهات المعارضة التركية، ووصف أردوجان المعارضة الكردية بالخونة.
وقال ديمرطاش للفورين بوليسي إنه لن يدافع عن نفسه في المحاكمة ولن يتعامل مع النظام القضائي. الآن هناك ضده ما يقرب من 100 قضية في تركيا، فكيف يمكن أن يواجه كل هذا العدد من القضايا؟
وقال ''نحن بصدد عملية سياسية وليست عملية قضائية.''
هواجس أردوغان
تحدث ديمرطاش أيضًا عن الهواجس التي تحيط بأردوغان وخوفه من قوات حماية الشعب الكردية السورية وأنها إذا ما حققت تقدمًا وأعلنت دولة مستقلة في جزء من الأراضي السورية فذلك سيشجع الأكراد في تركيا على الانفصال.
ومع تصاعد الصراع، يتساءل بعض النواب من حزب الشعوب الديمقراطي إذا ما كان الحزب سينجو من التفكك أم لا.
يقول زيا بير، أحد نواب الحزب في البرلمان والذي تم اعتقاله ثم الإفراج عنه، في لقاء أجراه مع فورين بوليسي منذ شهر: ''بشكل شخصي، أعتقد أن هناك مخاطرة أن يُغلق الحزب.''
وأضاف ''الآن يقومون (السلطات) بجمع كل شئ، المكالمات التليفونية والكتابات والخطابات''.
وكان بير يذهب إلى المحكمة في ديار بكر لمتابعة محاكمة المسؤولين المحليين للحزب، وقال إنه وجد أن المدعين يحاولون بناء القضية على أن حزب الشعوب الديمقراطي يعمل كخادم لحزب العمال الكردستاني.
فيديو قد يعجبك: