إعلان

مجلة: اغتيال السفير الروسي يضع أردوغان عند قدمي بوتين

01:59 م الخميس 22 ديسمبر 2016

أردوغان وبوتين

كتب - علاء المطيري:
قالت مجلة "وورلد أفييرز" الأمريكية إن اغتيال، أندريا كارلوف، سفير روسيا لدي تركيا وضع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عند قدمي الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.

ولفتت المجلة في تقرير لها، أمس الأربعاء، إلى أن الاغتيال لم يكن عملًا مفاجئًا في ظل الفوضى الأمنية التي تشهدها تركيا في عهد أردوغان والصراعات الداخلية التي تمر بها، مشيرة إلى أن سياسة أردوغان أوجدت حالة من الإرباك في تركيا بتغير مواقفه تجاه العديد من القضايا.

وأوضحت المجلة في تقرير لها، أمس الأربعاء، إلى أن سياسة أردوغان حولت إسرائيل من أكبر إعدائه في الماضي إلى حليف لا غنى عنه، مشيرة إلى أن علاقته بموسكو تتم بذات الطريقة.

وفي الوقت الحالي أصبحت علاقة بوتين بحلف شمال الأطلسي "الناتو" في سلة الخطايا بعد تستره المزعوم على محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا في يوليو الماضي، وفقًا للمجلة، التي أوضحت أن ذات السياسة المتغيرة تتم في الداخل حيث تحول عبد الله كولن، من شريك صامت لأردوغان إلى العقل المدبر لكل ما تشهده تركيا من عمليات إرهابية.

سياسة متغيرة

ولفتت المجلة إلى أن تلك السياسة التي ينتهجها أردوغان جعلت ضباط الشرطة والجيش والاستخبارات لا يستطيعون إخبارك من هو العدو ومن الصديق لأن كل يوم تتغير مفاهيم العداء والتحالفات بسبب تلك السياسة.

وأوضحت المجلة أنه لا يمكن الاندهاش مما يحدث في تركيا على يد الأشخاص المسلحين والجماعات التي ينتمون لها والتيارات التي تعمل في الظلام بدون قيود، مشيرة إلى أن أردوغان سمح بوجودهم منذ البداية وأزال القيود الدستورية التي تقاوم أنشطتهم.

ولفتت إلى أن أبرز الأمثلة على ذلك سماحه تشكيل ميليشيات العثمانيين الجدد الذين يحملون شعار الشهادة من أجل القائد العظيم، إضافة إلى سماحه للجهاديين بالمرور إلى تركيا عبر فتح الباب واسعًا أمام 3 ملايين لاجئ سوري دخلوا البلاد بدون فحص دقيق لبياناتهم.

وذكرت المجلة أن العديد من الصحفيين الذين يعملون في مدينة غازي عنتيب بالقرب من الحدود السورية قتلوا على يد المسلحين المنتمين لداعش بسبب تغطيتهم لأخبار الحرب السورية وما تقوم به داعش وقوات النظام السوري بينما طلب منهم الجيش التركي أن ينسوا الأمر ويعودا إلى منازلهم، مشيرة إلى أن داعش التي يتم لومها في العلن تتعامل بأساليب أخرى بعيدًا عن الأنظار.

أردوغان محاصرًا

وأصبح أردوغان في الوقت الحالي محاصرًا بمكائده التي صنعها بنفسه، تقول المجلة، التي أوضحت أنه ربما لا يراها بهذه الصورة في الوقت الحالي، مشيرة إلى أنه ربما يعتقد أن هذه الأزمة ستساعده في إحكام قبضته على الدولة التركية بجمع السلطات التنفيذية في يديه.

لكن تطلع أردوغان لدور الحاكم القوي بالتوازي مع حدوث المزيد من الفوضي ربما يجعله في وضع التبعية لقوى خارجية تجعل سياسته مرهونة بعلاقته بهم، وفقًا للمجلة التي أوضحت أن حكم أردوغان في الوقت الحالي ربما يسير على خطى السلطات عبد الحميد، آخر السلاطين العثمانيين، في السنوات التي كانت توصف فيها تركيا بـ"رجل أوروبا المريض".

فعندما يحاول الحكام إحياء قوة دينية أو إمبراطورية عفا عليها الزمان يجدون أنفسهم في مواجهة مع وضع جدلي يقول أن الجغرافيا والتاريخ يسيران على طريق واحد، تقول المجلة، مشيرة إلى أن أردوغان رفض الغرب فقط ليجد نفسه في أحضان موسكو.

تهمش أردوغان

وعندما يوضح المأزق الذي يواجهه أردوغان في الاعتبار، فإن الكرملين سيطالبه بإبداء ندم كبير على عدائه السابق لبوتين، وسيكون أردوغان مطالبًا بتحمل ثمن الحفاظ على علاقته ببوتين في المستقبل، تقول المجلة، متسائلة: ما هو الشيء الذي يمكن لأردوغان أن يقدمه لمساعدة بوتين في المنطقة. ما هو الشيء الذي يريده بوتين ولم يتحقق بعد؟.

وأضافت: "بعد سقوط حلب أصبحت سوريا كما يريد بوتين، واستطاعت روسيا أن تهمش أردوغان وتجرده من أي ادعاء بقيادته للمسلمين السنة في الشرق الأوسط"، مشيرة إلى أن أردوغان سيكون مجبرًا على إعلان التراجع عن عدائه السابق لبوتين بطريقة علنية.

ولفتت المجلة إلى أن أردوغان نحى "الناتو" جانبًا وأرسله وفد بلاده إلى موسكو لمناقشة مستقبل سوريا مع إيران ونظام الأسد، مشيرة إلى أنه في هذه المرحلة سيكون أردوغان مضطرًا لسؤالهم جميعًا: "ماذا أستطيع أن أقدم لكم؟، لأن الأمر بات يتعلق بمستقبله.

استراتيجية بوتين

وألمحت الصحيفة إلى أن بوتين يمتلك فكرًا استراتيجيًا كبيرًا يجعله يضع أردوغان حيث يريد، ولن يغير مساره بسبب حادث مقتل السفير الروسي في أنقرة لأنها تمثل مشكلة صغيرة مقارنة بما يريد أن يحصل عليه من أردوغان، مشيرة إلى أنه سيجعل أردوغان يقوم بما يريده في تركيا.

وربما يجعله يقوم بتشديد القيود على المسلمين في تركيا مثلما كان يفعل قياصرة الإمبراطورية الروسية مع أتباعهم من حكام البلاد الإسلامية في آسيا الوسطى، وربما يجعله وسيلة لتنفيذ سياسته الهادفة إلى إخضاع المنطقة إلى سياسة موسكو بطريقة مباشرة، تقول المجلة، مشيرة إلى أن علاقة بوتين بوتين بأردوغان ربما تصبح أبعد مما هي عليه مع الرئيس الشيشاني، رمضان قادروف.

ويطرح مراقبون وناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي تساؤلات عدة حول إمكانية المقارنة بين مقتل السفير الروسي لدى تركيا، أندريا كارلوف، وبين مقتل ولي عهد النمسا، فرانز فرديناندز، أثناء زيارته لصربيا، حيث أدى مقتله لاندلاع الحرب العالمية الأولى، لكن المجلة أوضحت أن الإجابة علي هذه التساؤلات تكون بـ"لا" لأن الغرب لا يريد تلك الحرب مع بوتين وكذلك أمريكا برئيسها الحالي باراك أوباما والمنتخب دونالد ترامب.

وأوضحت المجلة أن سيناريون اغتيال ولي عهد النمسا يمكن أن يتكرر إذا تم اغتيال أردوغان نفسه وأصبحت تركيا بلا قيادة وتعرضت لوضع غير مستقر، مشيرة إلى أن تلك الحالة يمكن أن تجعل روسيا والغرب يتجهان نحو الحرب في الجنوب والشمال وهو ما يستند إليه أردوغان في محاولاته تأكيد سلطاته في حكم تركيا.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان