"الراجحي".. ملياردير سعودي تبرع بكل أمواله ليعود فقيرًا (بروفايل)
كتب ـ علاء المطيري:
نشأ فقيرا وعاش بين البسطاء.. تعلم منهم الكد والكفاح، فعمل كناسًا وطباخ، ولم يتعالى أن يكون قهوجي أو صبي صراف.. كلمات أوردتها صحيفة "عكاظ" السعودية في "بروفايل" الملياردير السعودي سليمان بن عبد العزيز الراجحي الذي أعلن تبرعه بأمواله ليعود إلى الفقر طواعية بعد أن كلت أعضاؤه من جمع ثروة تٌقدر بـ 7.4 مليار دولار أمريكي.
في بداية حياته امتلك الراجحي 1500 ريال لم يبخل بها على نفسه لتحقيق حلم والديه بالزواج فبدأ حياته الزوجية في سن 20 عامًا وأصبح له 23 من الأبناء، في مسيرة حياة زوجية وكفاح امتد على مدى 80 عامًا.
كان يٌدرك أن العمل التجاري محفوفًا بالخسائر والمخاطر، لكن ذلك لم يفت في عضده، وعمل بكل طاقته لينتشل نفسه وأهله من بؤرة الجوع ولوعة الحاجة ومذلة السؤال حتى أسس مصرف الراجحي بـ 15 مليار ريال عام 1987 الذي أصبح له 500 فرعًا في السعودية، و19 فرعًا في ماليزيا و 6 فروع في الأردن.
اجتهد خلال عمله مع أخيه الأكبر صالح ليتحمل مسؤولية نشاط الصرافة في جدة ومكة، فكان يحمل الطرود والأمانات على ظهره لإيصالها للمطار، فيقطع ما يزيد على عشرة كيلومترات ليوفر أجرة النقل، ولم يكتف بذلك فتاجر في أوقات فراغه في الأقفال والأقمشة ومواد البناء لتحسين دخله.
أصبح الراجحي ثالث أغنى عربي في العالم رغم أنه لم ينل نصيبا من التعليم، فقد كان يميل منذ طفولته إلى العمل والتجارة، فلم يستسلم للصعوبات التي رافقت مشواره، وقرر في إحدى مراحل حياته أن يعمل بائعا للطائرات الورقية، فاشترى واحدة بآخر قرش في جيبه، وفككها ليتعرف على طريقة صنعها، ثم جمع سعف النخيل ليصنع منها الطائرات ويبيعها بنصف قرش.
امتلك العديد من الشركات المساهمة في التنمية الزراعية والصناعية والتعليمية والخيرية، وذاع صيته بين رجال المال والأعمال حول العالم حتى أن موقع "فوربس" الأمريكي قدر ثروته بـ 7.4 مليار دولار.
رهان الملياردير السعودي على قدرات الإنسان كانت وراء تحوله من فقير معدم إلى ثالث أغنى عربي في العالم، فهو يتابع أعماله بشغف، ويراقب كل شيء بنفسه، ويتمنى لو أن أيام الأسبوع 9 أيام ليقضيها في العمل.
يتعمد الرجل الذي يوصف بأنه "إمبراطور المال" ارتداء ثوب عمره 30 عامًا ليردع نفسه ويذكرها بماضيها وربما يٌذكرها أيضًا بالفقراء حتى لا ينساهم بترف العيش.
لم يترك للصدفة شيء ولم يترك من البحث عن مقاصد خير بابًا يٌطرق إلا أقبل عليه أو أوصى به ولو كان ذاك الباب بعد وفاته، فأوصى أحفاده بعدم إقامة عزاء له بعد وفاته مطالبًا من يٌريد أن يترحم عليه بالتصدق بنفقات العزاء للفقراء والجمعيات الخيرية.
وٌلد سليمان عبدالعزيز الراجحي في القصيم عام 1920 وواصل حياته بكفاح جعله يمتلك 7.4 مليار دولار على مدى 80 عامًا من العمل الدؤب، لكنه بعد أن وصل غاية ثروته التي واصل الليل والنهر من أجل جمعها أن يتركها قبل أن تتركه، فتبرع بثلثيها للأعمال الخيرية، وثلث لأبنائه، ليعود بذلك إلى "الصفر" غير نادم معلقًا على ذلك بالقول: "وصلت لمرحلة الصفر مرتين في حياتي، إلا أن وصولي هذه المرة كان بمحض إرادتي".
فيديو قد يعجبك: