أسوشيتد برس: التوصل إلى سلام في سوريا يبدو بعيد المنال
كتبت – أماني بهجت:
نشرت وكالة أسوشيتد برس تحليلا عن مباحثات جنيف الخاصة بالوصول لاتفاق سلام بخصوص الأوضاع في سوريا، وقالت الوكالة إنه لم يكن من المتوقع أن تقوم مباحثات بالبت في مسألة سوريا وإيقاف الاتهامات المتبادلة، لكن السرعة التي جرت بها الأمور تعطي إشارة واضحة على أن التوصل للسلام في سوريا يبدو بعيد المنال.
في يوم الأربعاء، فقط بعد عدة ساعات من إعلان الحكومة فك الحصار عن بلدتين في شمال سوريا وقطعت خطوط إمدادات مع المتمردين مع تركيا، أعلنت الأمم المتحدة "توقف مؤقت" للمباحثات، وأعلنت استئنافها بعد 3 أسابيع.
ألقت المعارضة اللوم على "النظام المجرم" للرئيس بشار الأسد -على حد وصف المعارضة- وحليفه روسيا. وألقت حكومة الأسد اللوم على المعارضة التي وصفهم النظام بـ"الهواة" وتركيا والسعودية اللتان تدعما المعارضة. وألقى ستيفان دي ميستورا اللوم على المجتمع الدولي لعدم قيامه بدوره.
ووفقًا لمراقبون للحرب المستمرة منذ 5 سنوات، وعدم إحراز تقدم في المباحثات يعكس استمرار عدم استعداد جميع الأطراف لتقديم أي تنازلات مطلوبة للمضي قدما في عملية السلام.
نظرة سريعة للمباحثات وما هي الخطوات المتوقعة:
لماذا الفشل أمر حتمي؟
على الرغم من قرار مجلس الأمن بالموافقة على خارطة طريق لعملية السلام، مازالت الأطراف المتحاربة عالقة على المسائل الإجرائية والتعريفات التي شهدتها المفاوضات لإنهاء الصراع في 2014.
تم الترويج لمحادثات السلام على وعد إنها سوف تكون مصحوبة بدفعة كبيرة لوقف إطلاق النيران، وعندما اجتمعت الأطراف في جنيف، بدا وأن لا أحد يكترث للمتابعة. وعلى العكس تمامًا صعّدت حكومة الأسد من هجماتها على شمال سوريا بدعم من الضربات الجوية الروسية التي تقول أنها تقصف المتمردين.
التدخل الروسي في الحرب والذي بدأ في 30 سبتمبر قد غير من موازين القوة بشكل كبير لصالح حكومة الأسد .
التداعيات:
ومع انحراف المسار الدبلوماسي إلى أجل غير معلوم، من المرجح أن تتفاقم أعمال العنف. تقول المعارضة إنها لن تعود لمحادثات جنيف إلى أن تتوقف قوات الأسد عن دك المدنيين وتجويعهم وحصارهم.
والأسد وحلفاؤه مصرين على استكمال الحرب ضد "الإرهاب".
العامل الروسي التركي:
ومع تصاعد التوتر بين كل من روسيا وتركيا، ما ستفعله تركيا في خلال الأيام القادمة سيمثل الكارت الرابح الذي سيمثل عامل حسم. وقد سيطر المتمردون المدعومون من تركيا على المقاطعات الشمالية مثل حلب واللاذقية. أما الضربات الروسية بطول الساحل قد دفعت الأقلية التركمانية للفرار لتركيا ولتكون بمأمن من القصف. في الخميس الماضي أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن لديها أدلة وشواهد أن تركيا تستعد لتدخل عسكري في سوريا.
تركيا عازمة على تقليص المساحة التي تسيطر عليها الدولة الإسلامية عبر غزو شمال سوريا، وتركيا تعمل على إدارة حربها بالوكالة من خلال حلفائها لمنع المتمردين الأكراد من السيطرة على أي أراضي وملء الفوه التي تتركها داعش. لكن أي تدخل تركي في سوريا سيؤدي إلى صدام مع روسيا.
السعودية وهي حليف للمتمردين وداعمه لهم قالت الخميس أنها على استعداد لإرسال قوات برية لسوريا إذا ما اتفق قادة التحالف في بروكسيل.
مؤتمر المانحين – سوريا:
وقد ساهم الفشل الدبلوماسي وتكثيف عمليات القصف العسكري في زيادة الحاجة الملحة بين زعماء العالم يوم الخميس في مؤتمر المانحين في لندن لمساعدة ملايين من ضحايا الحرب السورية.
وقد تعهد هؤلاء في المؤتمر بـ10 مليار دولار لمساعدة 4.6 مليون لاجئ سوري في البلدان المجاورة، متضمنه لبنان والأردن وتركيا.
فيديو قد يعجبك: