الجارديان: "لم يكن هناك من يساعدني لمنع ابني من الانضمام لداعش".
كتبت – أماني بهجت:
نشرت صحيفة الجارديان البريطانية تقريرًا حول عائلات لأشخاص تم تجنيدهم للقتال لصالح داعش في سوريا، شمل التقرير مقابلات عدة منهم مقابلة مع والدة المتهم في تفجير نفسه في استاد باريس في أحداث باريس الدامية في نوفمبر الماضي.
التقرير الذي حمل عنوان "لم يكن هناك من يساعدني لمنع ابني من الانضمام لداعش".
وبدأ التقرير بوالدة أحد الأشخاص "صبري"، والذي كان قد سافر إلى سوريا في عام 2013 ومن المرجح أنه قد لقى حتفه في الفترة ما بين أغسطس 2013 وديسمبر من نفس العام تسترجع صورة لطفلين في عيد الميلاد وتقول صالحة بن علي "الأم" أن كلا الطفلين ميت الآن.
كان صبري البالغ من العمر 19 عامًا قد لقى حتفه وهو يقاتل لصالح داعش منذ عامين، تقول الأم إنها مازالت تحت تأثير المكالمة التي امتدت لعشر ثوانٍ لتخبرها "مبروك، ابنك الآن شهيد"، بدون أي تفسيرات أو تفاصيل أكثر من كونه مات والآن شهيد.
وتتحدث والدة "بلال" البالغ من العمر 19 عامًا، والذي قد لقى حتفه بعد أن فجر نفسه أمام استاد باريس في أحداث باريس الأخيرة الدامية في نوفمبر 2015، وتقول والدته فاطمة حدفي أنها رأت بعض العلامات التي جعلتها تشك ولكنها لم تكن متأكدة إلى من تلجأ لطلب العون الأمر الذي شاركتها فيه والدة صبري.
تقول بن علي والدة صبري، أن والدة بلال لم تكن تعرف بما فعله ابنها إلا حينما رأت صورته في نشرات الأخبار على شاشات التليفزيون بعد يوميين من الحادث، وتقول إنه على الرغم من عملها كأخصائية اجتماعية لكنها لم تستطع مساعدة ابنها، حيث أن وظيفتها تشمل الاستشارات الأسرية وحل النزاعات الأسرية وغيرها.
ويستشهد التقرير بالخبير دانيال كوهلر، والذي أنشأ ويدير حاليًا المعهد الألماني لدراسات التطرف ومحاربة التطرف في برلين، يقول دانيال أن الأسرة قد تكون هي خط الدفاع الأول في حالات التطرف للأبناء حيث يمكنهم إنقاذ أبنائهم من المصير المجهول في انضمامهم للجماعات الإرهابية.
وكانت دراسات دانيال معتمدة على دراسة اليمين المتطرف في ألمانيا لكنه قام بتوسعتها بعد الأحداث الإرهابية المتعاقبة الأخيرة والهدف منها إنقاذ الشباب من التطرف.
يقول كوهلر إن السر يكمن في عدم ذهاب الأولاد بالمقام الأول وليس محاولة استرجعاهم من غياهب التطرف، ففقط نسبة 5 في المئة ممن تورطوا في عمليات إرهابية وذهبوا للقتال مع الجماعات المتطرفة يعودوا لعائلاتهم، السر في عدم الذهاب بالأساس.
ويضيف كوهلر إنه بعد أحداث بروكسل وباريس رأى كثيرون إن منظوره خاطئ لكن كوهلر دلل على أن الأهل لا يتبعون علامات تغير أولادهم.
فبن علي تقول إن ابنها كان دائمًا ما يعنفها بالحديث لاتباعها المذهب الشيعي ويخبرها إنها لن تدخل الجنة.
وتقول أم أخرى لشاب تحول للإسلام أن ابنها كان يردد إنها كافرة كلما رآها تشرب كأسًا من النبيذ.
هؤلاء الأمهات جنبًا إلى جنب مع المعهد الذي أسسه كوهلر يعملون على مساعدة العائلات التي تمر بنفس الظروف الصعبة، كذهابهم لداعش أو في بدايات طريق التطرف، ويختتم التقرير بوالدة صبري وهي تحكي عن إحساسها بإمكانية إنقاذ ابنها من المصير الذي انتهى إليه ولكنها تشعر الآن إنها أكثر قوة حيث يمكنها مساعدة عائلات وشباب من الانتهاء إلى نفس المصير.
فيديو قد يعجبك: