سويسرا: تغريم مسلم امتنع عن مصافحة معلمته 5 آلاف دولار
كتبت - أماني بهجت:
تمثل مصافحة الأيدي بين المعلم والتلميذ في بداية اليوم الدراسي ونهايته تقليدًا معروفًا في سويسرا، ولكن في الآونة الأخيرة أصبح هذا التقليد مادة دسمة للصراع والنقاش الحاد، ما بين الحريات الدينية وما بين حماية التقاليد السويسرية والمساواة بين الجنسين واندماج المسلمين في المجتمعات الغربية.
صحيفة الواشنطن بوست تتبعت الصحيفة بداية الجدل، وقالت في تقرير نشرته أمس، إن "في إبريل الماضي تقدم طالبين سوريين بطلب لمدرستهم لإعفائهم في مصافحة معلماتهن حيث يخالف ذلك تعاليمهم الدينية، ويتراوح عمر الطالبين بين الرابعة عشر والخامسة عشر، ما أثار جدلًا واسعًا في وسائل الإعلام، فأصدرت المدرسة قرارًا يعفي الطالبين من مصافحة معلميهم سواء من النساء أو الرجال".
وأضافت الصحيفة أن في تطور جديد قررت المدرسة الواقعة في مقاطعة ريف بازل شمال سويسرا، الأربعاء، إلغاء الإعفاء الممنوح للطالبين، ووفقًا لصحيفة "شفايتس زونتاغ" –سويسرا يوم الأحد- بأن غالبية السويسريين أعربوا عن ضيقهم بسبب هذا القرار الصادر من إدارة المدرسة، ما فتح نقاشًا جديدًا حول المواطنة والاندماج واحترام التقاليد السويسرية.
وفي لقاء تليفزيوني لإحدى القنوات قال وزير العدل السويسري سيمونيتا سوماروغا: "نحن لا نقبل هذا القرار وإن كان صادر من منظور حرية الأديان، فالمصافحة هي جزء من حضارتنا".
وقالت إحدى وسائل الإعلام إن أحد التلميذين مؤيد لتنظيم داعش الإرهابي ودللوا على ذلك بفيديو نشره أحد التلميذين على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" تضمن دعمًا للتنظيم، بالإضافة إلى الحديث عن أن والدهما كان إمامًا في أحد المساجد وقت تواجدهم في سوريا وهو ممول من مؤسسة الملك فيصل والتي -وفقًا لتقرير الواشنطن بوست- على صلة بدعم متطرفين، هذا المسجد لطالما تردد عليه متشددون وفقًا للتقارير الإعلامية.
وأضافت التقارير أن هذه العائلة حصلت على حق اللجوء السياسي، وتحاول الآن الحصول على الجنسية السويسرية.
من جانبها فضلت الإدارة التعليمية في مقاطعة بازل، الابتعاد عن الأمر برمته في بدايته ولكن مع توسع انتشار الموضوع وتحدث وسائل الإعلام عنه بشكل بارز أصدرت بيانًا جاء فيه إن جميع الطلاب مُلزمون بمصافحة معلميهم وإلا فسيتم تغريم أولياء أمورهم.
وفي تصريح لأحد المسؤولين قال إن المصلحة العامة في شأن المساواة بين الجنسين واندماج الأجانب في المجتمع السويسري أهم من الحرية الدينية. وأكمل تصريحه بأن المصافحة تعد علامة اجتماعية مهمة للتلاميذ في مستقبلهم المهني.
ويذكر أن هذا الخبر الذي أحدث هذه الضجة، أثار قضية الاندماج ودور الدين الإسلامي في المجتمع السويسري، ففي بلد تصل فيه نسبة المسلمين إلى 5%، لازال – كما يؤكد السويسريين- لم يندمجوا تمام الاندماج مع المجتمع.
وفي استفتاء حول بناء المآذن في سويسرا عام 2009 خرجت نتيجته بالسلب، كانت سلطات مقاطعة تيتشينو تفرض غرامات مالية على كل من ترتدي النقاب –البرقع- في الأماكن العامة، وصلت هذه الغرامات إلى 10 آلاف دولار.
ليست هذه المرة الأولى التي يتم تغريم أولياء أمور على خلفية دينية، ففي مقاطعات أخرى –كانتونات- تم تغريم بعض أولياء الأمور لرفضهم لالتحاق فتياتهم بدروس السباحة.
فيديو قد يعجبك: