لماذا صوت البريطانيون لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي؟
كتبت - أماني بهجت:
تابعت صحيفة الاندبندنت البريطانية تغطيتها لتوابع الاستفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والذي جاءت نتيجته مؤيدة للخروج، وكانت الصحيفة نشرت تقريرًا تضمن تحليلًا لنتائج أحدث استطلاعات المواقف الاجتماعية البريطانية السنوي.
ووفقًا للتقرير فإن التقشف ونهاية "العصر الذهبي" والحراك الاجتماعي الصاعد في وقت لاحق من القرن العشرين في بريطانيا هو عامل رئيسي في التصويت لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي.
وأظهر أحد استطلاع للرأي للمواقف الاجتماعية البريطانية أن 60 في المئة من المواطنين في المملكة المتحدة يصفون أنفسهم بأنهم طبقة عاملة –وهي نفس النسبة في عام 1983- وذلك خلافًا لادعاءات الكثيرين "من الواضح أن كثير منا لم يعد من الطبقة العاملة الآن".
التقرير الذي أجري في 2015 عن طريق ناتكين للأبحاث الاجتماعية وجد أن سنوات التقشف منذ الأزمة المالية العالمية فاقمت الفجوة الطبقية وأدت إلى تصلب المواقف على صعيد المواقف السياسية، وغذت المشاعر المناهضة نحو البيروقراطية والحكومة وكذلك الهجرة.
وكان البحث قد أُجري في الفترة ما بين يوليو ونوفمبر من العام الماضي لكن يرى أكاديميون أن النتائج التي توصلوا إليها ذات صلة وثيقة باستفتاء الخروج من الاتحاد الأوروبي، كما يرى العديد من المراقبين إن الطبقة المذكورة مثلت قوة دافعة نحو التصويت بالخروج.
ووجد الباحثون إنه حتى عندما امتلك المواطنين ما أسموه بوظائف الطبقة الوسطى، كانوا في كثير من الأحيان يوصفون أنفسهم بأنهم طبقة عاملة معتمدين على خلفيتهم التعليمية والأبوية.
في الحقيقة، فنصف من قالوا إنهم طبقة عاملة يشغلون وظائف فنية وإدارية، وفقًا للتقرير.
ووفقًا لأكاديميين فإن الآثار المترتبة على هذه النتائج هامة ومؤثرة على مستوى السياسة العامة وصنع السياسات، وليس فقط في نتائج الاستفتاء على الخروج من الاتحاد الأوروبي، ولكن أيضًا في قرارات مستقبلية تخص الإنفاق العام.
في حين حصلت إجراءات التقشف في 2008 على تأييد عالٍ، إلا أن بعد 7 سنوات من زيادة الضرائب وزيادة الانفاق العام، وصلت النسبة مرة أخرى إلى 45 في المئة تمامًا كمستويات ما قبل الانهيار، وفقًا لواضعي التقرير.
على الرغم من أن الغالبية العظمي تعتقد أن خدمات التأمين الصحي تواجه أزمة تمويل، فالسؤال حول من يستفيد من الزيادة في الإنفاق العام له إجابات مختلفة.
فبينما تعارض الغالبية خفض الرعاية الاجتماعية بشكل عام، إلا أن هناك اعتقاد إنه يوحد إجراءات أكثر صرامة يمكن تطبيقها على العاطلين عن العمل، فنحو 45% يريدون خفض إعانة البطالة، فيجد 80 في المئة أن هؤلاء العاطلين عن العمل ومستفيدين من إعانة البطالة يجب عليهم القبول بوظائف حتى لو كانت غير مناسبة.
ووفقًا للتقرير، فالبريطانيون يرون إنهم مضغوطون اقتصاديًا وفي العمل بنسب تفوق النسب الماضية، ويجد التقرير أيضًا إنه في المقابل فهناك وظائف أكثر حرية ومرونة.
فيديو قد يعجبك: