نيويورك تايمز: تنظيم داعش لن يُقهر
كتبت- هدى الشيمي:
نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن المقاتل السابق لدى تنظيم الدولة "داعش"، فياض تايه والذي ترك التنظيم مطلع هذا الشهر، أن أغلبية المقاتلين يتدربون لكي يصبحوا تفجيريين انتحاريين.
تقول الصحيفة، في تقرير على موقعها الإلكتروني بعنوان "هل يمكن إيقاف داعش؟"، إن فياض كان يعمل في منصب إداري في دير الزور، شرق سوريا، ولاحظ هو وكل العاملين معه ازدياد أعداد الراغبين في تنفيذ التفجيرات الانتحارية.
وتؤكد البيانات المنشورة مؤخرا ما قاله فياض، فوفقا لوكالة أعماق الصادرة عن التنظيم، فإن المقاتلون نفذوا من 50 إلى 60 تفجير انتحاري في نوفمبر الماضي في عدد من المدن السورية والعراقية، وزاد العدد الآن ليتراوح ما بين 80 إلى 100 تفجير انتحاري في الشهر، حيث ينفذ حوالي 112 مقاتل من تفجيرين إلى ثلاثة في اليوم الواحد.
يغير داعش استراتيجيته، تقول الصحيفة الأمريكية إن الأمر لا يتوقف فقط على اسلوبها في ساحات القتال في سوريا والعراق، ولكنها عادت إلى أسلوب التمرد القديم الذي اتبعته قبل سيطرتها على مدينة الموصل، ثاني أكبر المدن العراقية، في 24 يونيو الماضي، ويظهر ذلك في التفجيرات المتتالية التي شنتها الفترة الماضية، في مطار أتاتورك في اسطنبول التركية، وفي بنجلاديش، والسعودية، والعراق.
يرى البعض، بحسب الصحيفة، إن تفجيرات داعش المتتالية دليل قوي وواضح على ضعفها الشديد، واحباطها، لذلك تحاول التأكيد على قوتها، ومهاراتها وقدرتها على البقاء.
تشير الصحيفة إلى فتح داعش المجال أمام نوع جديد من الجهاد العالمي، عندما أعلنت خلافتها عام 2014، حيث وعدت بإعداد مدينة إسلامية فاضلة وجذب ذلك مقاتلين من حوالي 90 دولة حول العالم، ونقلا عن مقابلات مع مقاتلين انشقوا عن التنظيم، فإنهم انضموا له بسبب انتصاراته العسكرية، وحكمه الصارم، وايديولوجيته الواضحة.
منذ بداية غارات التحالف الجوي على معاقل داعش في يوليو 2014، فقدت حوالي 50 % من المناطق التي تسيطر عليها في العراق، وحوالي 20 % في سوريا، وفي صيف ذلك العام سيطر التنظيم على منطقة بقدر مساحة بريطانيا تقريبا، أما الآن تقلصت المساحة كثيرا وأصبحت كمساحة اليونان، والعديد من المقاتلين الذين انضموا إليها منذ البداية يهربون، أو يحاولون الهروب.
استعدت داعش جيدا لاختلاف الظروف، وتقول الصحيفة إن رجلا معروف باسم "أبو عدنان" قال في نوفمبر 2014، أخبرها اثناء وجوده في مدينة أورفا التركية القريبة من الحدود السورية، أنه يعمل في جهاز الاستخبارات الخاص بالتنظيم، وكان مسئولا عن إنشاء خلايا نائمة وشبكات التجسس في تركيا.
قال أبو عدنان إن المهمة الأساسية للمقاتلين والعاملين في التنظيم هو خلق كيان قوي، حتى يستطيع الخروج من أي أزمة، والتعافي من أي صدمة يتعرض لها، لأن اعدائه أقوياء ومصرين على القضاء عليه، وترى الصحيفة إنه من غير المستبعد أن يكون شخص مثل أبو عدنان هو العقل المدبر لتفجيرات مطار أتاتورك.
فيديو قد يعجبك: