إعلان

الإيكونوميست: كيف تحولت إسرائيل من عدو للعرب إلى حليف؟

12:24 م الأحد 24 يوليه 2016

كيف تحولت إسرائيل من عدو للعرب إلى حليف؟

كتب - علاء المطيري:
بعدما كانت إسرائيل ألد أعداء العرب ويرونها خطرًا يٌهدد بلدانهم أصبحت حليفًا يقفون إلى جانبه في مواجهة داعش وإيران، وكلاهما عدو للعرب وعدو لإسرائيل، كما تقول مجلة الإيكونوميست البريطانية التي أوضحت أن التقارب بين إسرائيل والدول العربية يفسره مبدأ "عدو عدوي صديقي".

"فلسطين مهملة ولم تعد على رأس أجندة العرب"، بهذه الكلمات استهلت المجلة تقرير نشرته على موقعها الإليكتروني، يوم السبت، مشيرة إلى أن علاقة إسرائيل بالدول العربية شهدت اختلافًا كبيرًا في الآونة الأخيرة.

ووفقًا لتقرير أوردته المجلة، اليوم السبت، استدعت مصر في نوفمبر من العام 2012 سفيرها في تلك أبيب بسبب موقفها الساخط على قصف إسرائيل لقطاع غزة الذي تحكمه حركة حماس المنتسبة للإخوان المسلمين، مشيرة إلى الرئيس المصري حينها كان محمد مرسي المنتمي للإخوان والذي استدعى سفير إسرائيل في القاهرة لذات السبب.

بعد أعوام قليلة حدث اختلاف وأرسلت القاهرة وبالتحديد في فبراير الماضي، سفيرًا مصريًا جديدًا إلى إسرائيل.

وأغلقت مصر حدودها مع قطاع غزة، ليستاء الفلسطينيين ولتصبح حماس مذمومة، وفقًا للمجلة، التي أشارت إلى وجود شائعات في الوقت الحالي، تقول إن بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل، سيزور السيسي في مصر قريبًا.

وجود علاقات دافئة بين إسرائيل ومصر يمثل علامة للتقارب الخارجي بينها والعالم العربي، وربما أفرد نتنياهو هذه الأشياء عندما ذكر أن قادة العرب يرون الدولة اليهودية في الوقت الحالي حليفًا، وأصبح التصدي لإيران ومحاربة الإرهاب من أولوياتهم بصورة جعلت أنظارهم تنحرف بعيدًا عن فلسطين التي كانت على رأس أجندتهم، وفقًا للمجلة التي أشارت أن الفلسطينيين يشعرون بالإهمال وأنه تم هجر قضيتهم.

"شعورٌ بالخيانة"
ساعد شعورٌ بالخيانة انتاب الدول العربية وإسرائيل في زيادة التقارب بينهما، فالرئيس الأمريكي باراك أوباما يتحرك بشغف نحو التراجع من الشرق الأوسط، وعقد اتفاق نووي مع إيران العام الماضي بصورة أزعجت إسرائيل والدول العربية بذات القدر، وفقًا للمجلة، التي أوضحت أن كلا الطرفين يخشى تلاعب إيران واستخدامها الاتفاق لتحقيق منافع اقتصادية تعيد توجيهها لدعم حرب بالوكالة في العراق وسوريا واليمن تؤدي إلى انتشار الفوضى بتلك الدول.

ولذلك بدأت إسرائيل ودول الخليج العربي التعاون الأمني بشكل هادئ، وفقًا لتسيبي ليفني، وزير الخارجية الإسرائيلية السابقة، في يناير الماضي، التي أوضحت أن كلا الطرفين لديهما ذات الفهم لطبيعة المنطقة.

وفقًا لمسؤولين إسرائيليين فإن التعاون مع مصر - الموقعتان على اتفاقية سلام مع إسرائيل - قد تحسن، وفقًا للمجلة.

وفي أبريل الماضي؛ تحدث نائب رئيس الأركان الإسرائيلي عن مستوى "غير مسبوق" من تبادل المعلومات الاستخباراتية مع تلك الدول، مشيرًا إلى أنه تم السماح للطائرات الإسرائيلية بدون طيار أن تقصف المتمردين في سيناء، حيث يدين المقاتلين - الذين يحاربهم الجيش المصري - بالولاء لتنظيم داعش.

ومنذ توليه السلطة في عام 2014 لم يقم السيسي بإغلاق الحدود مع غزة فقط، لكنه أغرق أنفاق التهريب عبر الحدود مع غزة لمنع تدفق الأسلحة، وفقا لما يقوله ضابط إسرائيلي بارز،: "إنهم يقومون في الوقت الحالي بالضغط بصورة صعبة جدًا على غزة".

سلامٌ يحتضر
وحتى الآن؛ تأمل مصر في استعادة نفوذها في المنطقة، وتحاول إحياء محادثات السلام التي تحتضر بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ولهذه الغاية، أرسل الرئيس السيسي، وزير خارجيته سامح شكري إلى إسرائيل في 10 يوليو الجاري، في زيارة هي الأولى على مستوى وزراء الخارجية منذ ما يقرب من عقد من الزمان.

وأشاد بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل بالجهود المصرية، إذا كانت ستؤدي فقط إلى تفادي مبادرة السلام الفرنسية التي يخشى من أن تكون محاولة لفرض اتفاق على إسرائيل.

ونقلت المجلة عن دبلوماسي إسرائيل بارز قوله: "الأمل الحقيقي في تجدد مفاوضات سلام جادة بين الفلسطينيين والإسرائيليين ضعيف".

موقف الفلسطينيين
ورحبت السلطة الفلسطينية التي تحكم الضفة الغربية تحت عين إسرائيل بالجهود المصرية، بينما ظلت حماس - المستبعدة من الخطط المصرية - صامتة خوفًا من مضايقة السيسي.

لكن بعض الفلسطينيين يشعرون بالقلق من أن تترك الدول العربية إسرائيل لتقوم بإلقاء مبادرة السلام العربية من على الطاولة، والتي تدعو لانسحاب إسرائيل من الضفة وقطاع غزة وتوافق على توطين اللاجئين الفلسطينيين مقابل الاعتراف بإسرائيل.

ويقول إلياس زنانيري، من منظمة التحرير الفلسطينية التي كان يتزعمها الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات: "إسرائيل تريد تطبيع العلاقات والتمثيل الدبلوماسي مع الدول العربية وتريد تحقيق ذلك بدون حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي"، وهو ما ساهم في وجود شعور عام بعد الارتياح بين الفلسطينيين.

موقف عربي
يتحدث مسؤولون في أجزاء أخرى من العالم العربي بصورة أكبر عن التدخل الإيراني والحروب في سوريا والعراق واليمن وعن مشاكلهم الاقتصادية والسياسية في الداخل بصورة تبدوا معها تلك القضايا ملحة لشعوبهم.

وإلى جانب ذلك فقد العديد من العرب الأمل في عملية السلام التي أوصلتهم لطريق مسدود، حيث يبدوا نتنياهو متصلبًا في ذات الوقت الذي ينقسم فيه القادة الفلسطينيين ويبدوا بعضهم غير جاد وآخرون متهمون بالفساد.

ويقوم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بجولة في العواصم العربية ويلتقي أيضًا قادة أجانب مازالوا يصرحون بدعمهم، لكن الفلسطينيين أصبحوا يدركون أن وضعهم تناقص ومكانتهم تضاءلت.

وكشف استطلاع للرأي أجري مؤخرًا؛ أن 78 في المئة من الفلسطينيين يرون أن قضيتهم لم تعد على رأس الأجندة العربية، بينما يرى 59 في المئة أن الدول العربية نفسها تتحالف مع إسرائيل لمواجهة إيران.

ولفتت المجلة إلى أن حجم المساعدات العربية للسلطة الفلسطينية انخفضت إلى أكثر من النصف في السنوات الأخيرة، وتراجع التمويل الغربي.

لفتت المجلة إلى أن روح العداء لإسرائيل بين الشعوب العربية ربما أصبحت أخف، وكشفت استطلاع لمنظمة إسرائيلية أن 18 في المئة من السعوديين يرون أن إسرائيل تمثل التهديد الأكبر لبلادهم، لكن قضية فلسطين مازالت تثير عواطفهم.

وفي مصر تعرض نائب - توفيق عكاشة - للضرب بالحذاء من زميله في البرلمان بعد مقابلة السفير الإسرائيلي في فبراير الماضي، ومازال العلم الإسرائيلي يٌحرق في الاحتجاجات بالمنطقة.

قالت المجلة إن السبب الحقيقي وراء إثارة مشاعر العرب ضد إسرائيل هي قتلها للفلسطينيين، فقد أدت أحداث العنف في العام الماضي إلى مقتل عشرات الإسرائيليين وأكثر من 200 فلسطيني.

ووفقًا لاستطلاع الرأي؛ فإن غالبية الفلسطينيين يدعمون العودة للانتفاضة المسلحة، ففي الوقت الذي ينصب فيه تركيز العرب في مكان آخر، وتنشغل الولايات المتحدة بصراع المنافسة الرئاسية وتوقف حل الدولتين، ربما لا يكون هناك وسيلة أخرى لجذب أنظار العالم إلى فلسطين غير الانتفاضة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان