بالفيديو - جميلة.. فلسطينية تطارد جنود إسرائيل
كتب - علاء المطيري:
بيدها سكين مرفوع وأمامها جنديين إسرائيليين ببنادق آلية.. توقفت لحظات قبل أن تحرك قدميها إلى الأمام لتلتقي رصاصات أطلقها أحد الجنود فأسقطها أرضًا.. بهذه الكلمات بدأت قصة جميلة جابر، فتاة فلسطينية عمرها 17 عامًا، التي كانت مقدمة على تنفيذ عملية طعن لجنود إسرائيليين وفقًا لصحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية التي قالت إن السياسة ليست دافعها الوحيد.
تقول الصحيفة في تقرير لها مطلع هذا الأسبوع إن الحادث الذي وقع يوم 6 يوليو الماضي تم رصده بالفيديو، لها، مشيرة إلى أنه جزء من سلسلة هجمات انطلقت قبل 10 أشهر شملت الطعن بالسكين أو الدهش وإطلاق النار ضد جنود إسرائيليين في الضفة الغربية وإسرائيل ومنفذها في أغلب الأحيان شاب أو فتاة فلسطينية تتصرف بطريقة فردية، مشيرة إلى أن تلك الهجمات خلفت عشرات القتلى من الإسرائيليين ومئات الفلسطينيين الذين تتهم إسرائيل بتنفيذ تلك الهجمات.
سقطت الفتاة على الطريق السريع بالقرب من مستعمرة أرئيل بالقرب من الضفة الغربية بعدما أصابها الجندي في البطن والكتف وأرسلت إلى المستشفى ووصف بيان الجيش الإسرائيلي ما حدث بأنها كانت خطرًا عاجل على الجنود، لكن بعد أسابيع من الحادث قالت والدتها إن جميلة لم تكن تعتزم قتل الجنود بل كانت تريد إيذاء نفسها.
وقالت ردينا جابر، والدة جميلة، إنها كانت تفعل ذلك لأنها أرادت أن يقوم الجنود بإطلاق النار عليها، وقال سياسيون وخبراء إن هناك مزيجًا من العوامل التي تقود موجة الهجمات على الجنود الإسرائيليين أبرزها استمرار احتلال إسرائيلي لفلسطين على مدى 49 عامًا وضعف التقدم باتجاه إقامة الدولة الفلسطينية، وضعف السلطة الفلسطينية والمشاكل الاقتصادية إضافة إلى مشاعر الانتقام لأصدقاء أو أقارب تقتلهم أو تأثرهم إسرائيل، وإلى جانب ذلك تكون الأزمات الشخصية إحدى الدوافع التي تقود إلى تلك الهجمات.
بين زوجها وأطفالهما تجلس، رودينا جابر، داخل منزلها المتواضع في قرية الزاوية بالضفة الغربية لتروي قصة ابنتها قائلة: "جميلة لم تكن مهتمة بالسياسة وكانت في حالة مضطربة بسبب انهيار مممكن لزواجها، وذهبت إلى هناك لأنها كانت تشعر بالضيق وكانت تعاني.. كانت تريد أن تموت.. لم تفعل ذلك انطلاقًا من حس وطني بداخلها.
ولفتت الصحيفة إلى أن الهجمات الانتحارية كان يتم تخطيطها بواسطة جماعات مسلحة تعمل تحت الأرض، وفقًا لقدورا فارس التي رأست نادي السجناء الفلسطينيين، مشيرة إلى أن الانتحار بلا سببب ليس عملاً مشرفًا وأن مواجهة الجنود عمل أكثر احترامًا.
ولفتت الصحيفة إلى أن الأشهر العشر الماضية شهدت موجة من العنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين على غرار حادث جميلة، مشيرة إلى أنه في أغلب الأحيان ينتهي بإطلاق النار على الشاب الفلسطيني وقتله.
وأوضحت الصحيفة أن الاضطرابات التي يعاني منها الشباب الفلسطيني تقود إلى تلك الهجمات بداية من القهر والاكتئاب وتدني مستويات التعليم والخلافات الأسرية بصورة تجعلهم يريدون الفرار من واقعهم وفقًا لقدورة التي قالت إن 20 في المئة من تلك الحالات سببها محاولة الهروب من الحياة.
وتابعت: "تلك الحالات تعرف في الولايات المتحدة بأنها انتحار بواسطة الشرطة، رغم تعرض اسرائيل لانتقادات كبيرة حول استخدامها للقوة المفرطة في مواجهة الفلسطينيين".
ولفتت الصحيفة إلى أن جميلة التي أصيبت في البطن والكتف تم علاجها ودخلت سجن شارون في إسرائيل، مشيرة إلى قول محاميها إنه يمكنها أن تحصل على إفراج من السجن إذا أثبت الأطباء أنها تعاني من اضطرابات نفسية.
فيديو قد يعجبك: