قصة الطفل هشام.. نجا من حلب ولاحقه المرض في الأردن
كتبت - هدى الشيمي:
ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن النازحين من ويلات الحرب السورية، اعتقدوا أنهم تجنبوا مصير مُظلم عندما تركوا أرضهم ورحلوا إلى مدن غريبة عنهم، إلا أن الأمراض والمشكلات لا تزال تلاحقهم، ومن بينهم السيدة نسرين النجَار، التي غادرت وعائلتها مدينة حمص السورية، وسافرت إلى الأردن، واكتشفت هناك أنها ما زالت تعيش في مأساة.
وبعد عامين من الحياة في الأردن، وجدت النجّار ابنها هشام، 5 أعوام، يخسر وزنه بصورة ملحوظة، وعندما اصطحبته برفقة زوجها هيثم الأبرش إلى عيادة الطبيب، شخَص حالته بنزلة برد وطلب منهما أن يحصل على بعض الراحة، ولكن بعد عدة أيام ساءت حالته واشتكى من آلام في الصدر، وأوجاع في جنبيه، فنقله والداه إلى غرفة الطوارئ، وهناك علما أنه مصاب بمرض السكر، وحالته متأخرة.
وقال الأطباء إن هشام مصاب بالنوع الأول من مرض السكر الذي لم يُعالج لسنوات، ووضعوه في العناية المركّزة، وأخبروا والديه أن الأربعة وعشرين ساعة المقبلة ستحدد حالته.
خلال حوارها مع الصحيفة لم تتوقف النجار عن البكاء، وحاولت إخفاء دموعها عن هشام الذين كان يلعب مع أشقائه يوسف، 6 أعوام، وميس 3 أعوام ولدت في الأردن، وتقول : "أشعر أنني خسرته بالفعل، ولم يحدث ذلك بسبب العنف أو الحرب، ولكن بسبب مرض السكر".
تقول الصحيفة إنه بعد حوالي عام من اندلاع الحرب الأهلية السورية في 2011، قررت العائلة أخذ ما تستطيع حمله وقرروا المغادرة إلى الأردن، واعتقدوا أنهم لن يبقوا في الأردن سوى عشرة أيام ويعودوا مرة أخرى بعد هدوء الأوضاع، وحرصوا قبل الذهاب على أخذ قفص عصافير تذكرهم زقزقتها بما تركوه وراءهم من حياة مليئة بالذكريات.
وتشير إلى أن أغلب العائلات في غرب سوريا غادروا في نفس الوقت تقريبا، وفجأة تحولت رحلتهم المؤقتة لإقامة دائمة، إذ اشتدت وطأة الحرب في تلك المدن.
كسا الدمار حمص، ثالث اكبر مدينة سورية، فانهارت الجدران جراء القصف المتواصل، وأصبحت عبارة عن هياكل خرسانية، وامتلأت الجدران بالثقوب والتي يمكن من خلالها رؤية الخراب بوضوح.
كانت حمص معقلاً للمتمردين السوريين المعارضين للرئيس السوري بشار الأسد، إلا أن أغلبهم غادر المدينة في أواخر عام 2015، بعد عقد اتفاق لوقف إطلاق النار، ثم أصبحت المدينة تحت سيطرة الحكومة.
تعلم النجار أن ابنها كان سيموت بالتأكيد إذا شُخصت حالته في سوريا، نظرا لاستهداف المشافي، وقطع الكهرباء، وإتلاف الأجهزة الطبية.
لا تختلف عائلة النجّار عن غيرها من العائلات السورية، فهم لا يخططون للعودة إلى وطنهم مرة أخرى، وتقول النجّار : "لا يوجد ما نعود إليه، فكل شيء انتهى".
ولفتت الصحيفة إلى نزوح حوالي 650 ألف لاجئ سوري إلى الأردن، أغلبهم يعيش في المناطق الحضرية، ويقيمون في شقق ضيقة، ويعيش حوالي 8 % منهم في ثلاث مخيمات لاجئين، وبعد فترة توقفت العيادات والمستشفيات عن تقديم الرعاية الصحية المجانية للسوريين، فأصبح اللاجئون لا يستطيعون الحصول على العلاج اللازم لبعض الأمراض مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، وأمراض الجهاز التنفسي والسكري.
فيديو قد يعجبك: