"محادثات أستانة".. بداية غير مبشرة واتهامات متبادلة وخلاف في الأفق
كتب - علاء المطيري:
بدأت "محادثات أستانة"، اليوم الإثنين، والحرب السورية في مفترق طرق لأنها تجري برعاية تركيا التي غيرت موقفها الرافض لبقاء الأسد وروسيا التي تدعمه عسكريًا، إضافة إلى أنها المرة الأولى التي يشارك فيها ممثلي المعارضة المسلحة والنظام السوري في مفاوضات مباشرة منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011، وفقًا لصحيفة "التليجراف" البريطانية.
وكانت بداية المحادثات غير مبشرة - تقول الصحيفة - عندما رفض ممثلو المعارضة المسلحة التفاوض المباشر مع ممثلي النظام السوري الذي وصفهم لاحقًا بالإرهابيين، وفقًا للصحيفة التي لفتت إلى قول محمد علوش، رئيس وفد المعارضة المسلحة الذي ينتمى إلى جماعة جيش الإسلام، إن ممثلي المعارضة يبحثون عن السلام، لكنهم في ذات الوقت فرسان حرب لو لم يكن هناك حل آخر.
وتظهر تركيا وروسيا كلاعبين رئيسيين في تلك المحادثات التي تغيب عنها واشنطن، وفقًا للصحيفة التي أوضحت أنهما ترعيان أول محادثات تجري خارج نطاق النفوذ الأوروبي وبغياب أمريكا التي كانت لاعبًا رئيسيًا في تلك الحرب، إضافة إلى أنها تعقد في عاصمة كازاخستان - إحدى دول الاتحاد السوفيتي سابقًا.
ويعتبر ممثلي المعارضة المسلحة المشاركين في المحادثات أن استمرار النظام في قصف مناطق وادي بردا بالقرب من دمشق يمكن أن يبرر تفكيرهم بالتراجع في الجولة الأولى من المحادثات التي يعد تقوية وقف إطلاق النار وفرضه بصورة كاملة على جميع أرجاء سوريا مطلبهم الأول، وفقًا للصحيفة التي لفتت إلى تأكيدهم على عدم المضي قدمًا في المحادثات السياسية إذا لم يتم تجميد العمليات العسكرية.
وتعد "محادثات أستانة" أول تحرك سياسي منذ سقوط مدينة حلب التي كانت تمثل واحدة من أهم معاقل المعارضة المسلحة في سوريا، وهو ما يجعل النظام السوري وروسيا يبديان قدرًا من التفاؤل بإمكانية التوصل إلى حل في ظل إعلان تركيا تغيير موقفها الرافض لبقاء الأسد وإعلانها، الجمعة الماضي، أن الواقع على الأرض قد تغير وأنه يجب التعامل مع مستجدات الأمور بقبول الأسد كأمر واقع.
ولفتت الصحيفة إلى أن روسيا تريد التوصل إلى تسوية للأزمة السورية من خلال المحادثات التي تجري بعيدًا عن فضاء القوى الغربية بصورة تجعلها تلعب دور محوريًا في رسم مستقبل سوريا وتستعيد نفوذها في الشرق الأوسط بأكمله.
وأوضحت الصحيفة أن روسيا تسعى لتحقيق توازن بين نفوذ تركيا وإيران في سوريا وتحديد دور كل منهما، مشيرة إلى أنه حدث خلاف بينها وبين إيران بسبب الدعوة التي أرسلتها موسكو إلى واشنطن، إضافة إلى جدل بينها وبين النظام السوري بسبب تسمية الفصائل المشاركة في تلك المحادثات.
وبدأت الجلسة الأولى للمحادثات صباح الاثنين في أحد فنادق أستانة. وجلس أفراد وفدي الحكومة والمعارضة على جانبي طاولة الاجتماعات وانضم إليهم ممثلون عن روسيا وإيران، اللتين تدعمان الرئيس السوري بشار الأسد، وتركيا التي تدعم المعارضة، وفقًا لـ"بي بي سي".
وجرت الجلسة الأولى للمحادثات بعيدا عن أعين وسائل الإعلام بعد كلمة وزير خارجية كازاخستان خيرت عبد الرحمانوف.
وقال بشار الجعفري، رئيس وفد الحكومة السورية، ومندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة، إن كلمته "كانت إيجابية وتدعو للتفاؤل"، لكنه انتقد كلمة المعارضة قائلا إن "اللهجة المستفزة وافتقاد الجدية في كلمة علوش أدت إلى توتر الحاضرين".
وكان رئيس وفد المعارضة المسلحة قال في كلمته: "أتينا إلى هنا لتثبيت وقف إطلاق النار كمرحلة أولى لهذه العملية ولن نذهب إلى الخطوات التالية إذا لم يتحقق ذلك واقعا على الأرض".
وكان يحيى العريضي - المتحدث باسم وفد المعارضة، صرح في وقت سابق بأن المعارضة لن تدخل في أي مناقشات سياسية وكل شيء يدور حول الالتزام بوقف إطلاق النار والبعد الإنساني لتخفيف معاناة السوريين الموجودين تحت الحصار والإفراج عن المعتقلين وتسليم المساعدات".
وتشير الإحصائيات إلى أن الحرب في سوريا أودت بحياة أكثر من 300 ألف شخص، وأدت إلى نزوح 11 مليون شخص عن منازلهم.
فيديو قد يعجبك: