مجلة: داعش يعلن الحرب على تركيا "رسميًا"
كتب - علاء المطيري:
قالت مجلة "ذا أتلانتك" الأمريكية إن داعش أنهى سلامًا أقامه بصورة منفصلة عن العالم بينه وبين تركيا بعدما أعلن مسؤوليته عن المذبحة التي تعرض لها ملهى "رينا" بمدينة إسطنبول التركية، فجر يوم الأحد الماضي أثناء احتفالات رأس السنة الميلادية، مشيرة إلى أن هذا الهجوم كان بمثابة إعلان رسميًا لحربها على تركيا.
ولفتت المجلة في تقرير لها، أمس الأول، إلى أن هجوم ملهى "رينا" الذي أدى إلى مقتل 39 شخصًا وإصابة 69 آخرين، أجاب على سؤال طال انتظاره عن الوقت الذي ستبدأ فيه داعش حربها ضد تركيا، مشيرة إلى أن وقوع الهجوم في هذا الوقت لم يجعله يحظى بذات الاهتمام الإعلامي الذي حصلت عليه هجمات باريس أو هجوم أورلاندو في الولايات المتحدة.
توقيت الهجوم
وتابعت: "لو وقع الهجوم قبل 5 سنوات من الآن لكان اهتمام الإعلام العالمي به أكبر بكثير مما حدث في الوقت الحالي، لأن هذا التوقيت جعله مجرد حدث نال اهتمام الإعلام لوقت قصير قبل أن يتحول عنه، لكن الظروف السياسية المحيطة بالهجوم تجعله نقطة محورية مقارنة بأي هجوم آخر تعرضت له تركيا" - وفقا للمجلة.
وذكرت المجلة أنه منذ أزمة الرهائن الأتراك الذي أثرهم داعش عند سيطرته على الموصل في يونيو 2014 ثم إطلاق سراحهم بمقابل غير واضح في ذلك الحين؛ بدت سياسة تركيا تجاه تنظيم داعش غير متسقة، مشيرة إلى أنه حدودها أصبحت مفتوحة لكل من يريد عبورها لدعم المعارضة المسلحة في سوريا وأصبح بإمكان الجهاديين عبورها أيضًا.
لكنه في ذات الوقت سمحت تركيا للولايات المتحدة باستخدام أراضيها لتنفيذ هجمات جوية ضد تنظيم داعش انطلاقًا من قاعدة إنجيرليك الجوية في جنوبها، وهو ما رد عليه تنظيم داعش بعدد من الهجمات ضد تركيا وحكومتها العلمانية دون أن تضع في اعتبارها تصنيف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على أنه شخصية إسلامية، تقول المجلة.
قصة الغموض
وتابعت: "لم يعلن داعش مسؤوليته عن الهجمات التي ضربت تركيا قبل هجوم ملهى رينا الأخير إلا مرة واحدة في شهر فبراير الماضي، رغم إعلان مجموعات تركية تبنيها، مشيرة إلى أن تركيا تمثل حالة فريدة بين ضحايا الهجمات الإرهابية لأن أحدًا لم يكن يتبنى تلك الهجمات ممن يقومون بها، لكن إعلان داعش تبنيه لهجوم ملهي رينا الأخير أنهى قصة الغموض الذي يصاحب هجمات تركيا الإرهابية.
لكن هجوم ملهى "رينا" كان مختلفًا -تقول المجلة- لأن إعلان التنظيم مسؤوليته عن الهجوم جاء فيه أن أبو بكر البغدادي، زعيم التنظيم، هو من أمر بتنفيذه، مشيرة إلى أن التنظيم اختار كلماته بعناية تنطوي على تحمله مسؤولية الهجوم على أعلى مستوياته.
عداء مفتوح
ولفتت المجلة إلى أن عدوان داعش جاء بعد هجوم تركيا على المقاطعات الخاضعة للتنظيم في الجهة الغربية من سوريا، ودعوة البغدادي في نوفمبر الماضي لتنفيذ هجمات ضد تركيا، إضافة إلى مشاركة تركيا في وقف إطلاق النار المدعوم من روسيا والذي تشارك فيه مجموعات مسلحة في سوريا دون مشاركة داعش.
وذكرت المجلة أن اتفاقية وقف إطلاق النار كشفت عن توافق بين الرئيس السوري بشار الأسد وحلفائه غير الإسلاميين وكانت مصحوبة بمكاسب عسكرية تركية ضد داعش في مدينة "الباب" التي كانت أحد نقاط داعش الحصينة غربي سوريا في السابق.
وقبل أسبوع، زعمت داعش أنها أسرت جنود أتراك وأنها أحرقتهم بالجازولين أحياء أمام الكاميرات، تقول المجلة، مشيرة إلى أن العداء بين داعش وتركيا مفتوح وأن اللعبة مازالت مستمرة.
فيديو قد يعجبك: