مصالح إسرائيل في الحرب السورية.. تقليص لنفوذ إيران وإغراق لـ "السُنة"
كتب - علاء المطيري:
تدرك إسرائيل أن مد خط الغاز الإيراني المعروف بـ"خط الأنابيب الإسلامي" إلى أوروبا عبر الأراضي السورية يجعل إيران دولة غنية وكذلك سوريا بصورة تزيد من نفوذ كلاهما السياسي؛ وهو ما ينعكس بصورة مباشرة على قوة حزب الله اللبناني وحركة حماس الفلسطينية.
وأدت معارضة نظام الأسد لمرور خط الأنابيب القطري عبر الأراضي السورية والسماح في ذات الوقت لخط الغاز الإيراني إلى وضعه في قالب الرئيس العراقي السابق، صدام حسين؛ وبدلاً من اعتباره نظامًا استبداديًا ضمن أحد الأنظمة في المنطقة يتم تشويه سمعته وشيطنته على يد الدول الخليجية، وفقًا للصحفيين، روبرت باري، وسيمور هيرش، صحفيين استقصائيين أمريكيين متخصصان في متابعة الصراعات الدولية.
وذكر موقع "كومون دريم" الأمريكي أن موقف إسرائيل في دعم المقاتلين السٌنة في سوريا يشبه موقف السعودية لأنها ترى إيران بنفس المنظور السعودي الذي يعتبر أن تواجد الإيرانيين في بغداد ودمشق وبيروت يمثل التهديد الأكبر لمصالحهم في الشرق الأوسط.
ولفت الموقع في تقرير للصحفي الاستقصائي، روبرت باري، نشره في فبراير 2015، إلى أن القلق من إيران مثل قاسمًا مشتركًا بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل ودفع كلاهما إلى تحالف بالوكالة عبر التعاون الذي يتم في الخفاء، وأضاف: " لكن هذا التعاون ظهر للعلن، مشيرا إلى أن كلا الحكومتين حشدت كل مقوماتها فالسعودية استخدمت النفط والمال بينما استخدمت إسرائيل سياستها وإعلامها في المنطقة لتحقيق مصلحة مشتركة بين الدولتين".
ونشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية تقريرًا في 17 سبتمبر 2013، كتبت فيه إن توافق مصالح إسرائيل مع الدول السنية تطور تدريجيًا في السنوات الماضية، عندما ظهرت كل منهما على مسرح الصراع الجيوسياسي في المنطقة ضد النظام الشيعي الحاكم في إيران وحلفائها في العراق وسوريا وجنوب لبنان.
وأضافت أن مسؤول إسرائيلي بارز أوضح أنهم يفضلون انغماس المقاتلين السنة في حرب أهلية في سوريا عن بقاء نظام الرئيس بشار الأسد "العلوي" - على حد وصفه- مشيرة إلى أن ذلك أكده مايكل أورين، سفير إسرائيل في الأمم المتحدة عام 2013.
ولفت أورين إلى أن الخطر الأكبر بالنسبة لإسرائيل يمر بمنعطف خطير يبدأ في طهران ويمر بدمشق وبيروت، مشيرًا إلى أن نظام الأسد يمثل مفترق طرق لهذا المسار.
فيديو قد يعجبك: