الإندبندنت: وفاة الرضيعة "سحر" تجسد مأساة المحاصرين في سوريا
لندن - )أ ش أ(
رصدت صحيفة الإندبندنت البريطانية وفاة الرضيعة السورية سحر ضفدع، 35 يوما، بعد معاناتها من سوء تغذية حاد، لتجسد واحدة من المآسي المتعلقة بالمجاعة في منطقة الغوطة الشرقية التي يسيطر عليها المتمردون تحت حصار من قوات الحكومة السورية.
ولفتت الصحيفة البريطانية - في مستهل تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم الإثنين - إلى ظهور صور مؤلمة للرضيعة وهي تصارع الموت في منطقة يسيطر عليها المتمردون في سوريا ، لتكون مثالا حيا على المأساة والأهوال التي يعانيها المدنيون يوميا في الحرب التي دامت ست سنوات.
وكانت سحر ضفدع المصابة بسوء تغذية قد بلغ عمرها 34 يوما عندما تم نقلها من قبل والديها إلى عيادة في الغوطة الشرقية التي يسيطر عليها المتمردون ، قبل أن تتوفى في اليوم التالي.
ونسبت الصحيفة إلى ممرضة سورية في العيادة ، القول : إن سحر ضفدع كانت تزن 9.1 كيلوجراما فقط عندما أدخلتها إلى المستشفى أمها التي تعاني هي الأخرى من سوء التغذية ، حيث لم تتمكن من إنتاج اللبن لتغذية إبنتها الرضيعة.
ونوهت إلى أن مأساة هذه العائلة تعد واحدة من قصص الجوع التي تعج بها الغوطة الشرقية، التي كانت تحت حصار القوات الحكومية منذ عام 2013 ، لافتة إلى أنه في حين أن إراقة الدماء الناجمة عن الجهود الدولية لتدمير تنظيم داعش الارهابي هي محور العديد من القصص الإخبارية التي تخرج من سوريا ، إلا أنه في أماكن أخرى من البلاد يموت الناس ببطء تحت وطأة الحصار.
وفي الوقت الذي يفترض فيه التوصل إلى اتفاق توسطت فيه إيران وتركيا وروسيا في وقت سابق من هذا العام تم بموجبه إنشاء أربع "مناطق لخفض التصعيد" بين مختلف فصائل المتمردين والحكومة ، يقول مراقبون ومتمردون إن القتال استمر على جبهات عديدة ، إذ لا تزال المواد الغذائية والإمدادات الحيوية الأخرى لا يمكن ايصالها إلى السكان في المجتمعات المحاصرة.
وقدّر أحدث تقرير صدر عن "مركز مراقبة الحصار السوري" ، وهو جهاز مقره واشنطن ، أن أكثر من 800 ألف شخص يعيشون فى 34 منطقة بدون حرية في الحركة ، ووفقا لما ذكرته الأمم المتحدة ، فإن الحرب الأهلية التى تدخل الآن عامها السابع تسببت في مقتل ما يقرب من 500 ألف شخص ودفعت نصف سكان سوريا الذين وصل تعدادهم قبل الحرب إلى 20 مليون نسمة ، إلى النزوح عن منازلهم.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: