في الصحف العربية: محادثات أستانة صمدت أمام محاولات إجهاضها
لندن – (بي بي سي):
تناول عدد من الصحف العربية، الوضع السياسي في سوريا، تزامنا مع الجولة السابعة من محادثات السلام المنعقدة في أستانة عاصمة كازاخستان.
ونبدأ من صحيفة البعث السورية، التي كتب فيها أحمد حسن قائلا "لم يعد يخفى على أحد أن مسار (أستانة) الذي وصل إلى محطته السابعة، تعرّض خلال عمره القصير نسبياً إلى إطلاق نار، فعليّ وسياسيّ، من متضررين كثر، وواجه العديد من المصاعب والعراقيل الكبيرة من داخله وخارجه، لكنه صمد أمام جميع المحاولات الهادفة لإجهاضه حتى أصبح اليوم مساراً منتجاً وفاعلاً".
ويضيف الكاتب أن هذا المسار "لم يكتف بتحقيق وقف كامل أو جزئي لإطلاق النار في مناطق سورية عدة، بل بلغ من قوة تأثيره على الواقع السوري والدولي أن تحديد موعد زمني لانعقاد جولة جديدة من (جنيف) أصبح متعلقاً بنجاح أو فشل جولة (أستانة) السابقة له، تأكيداً أو تأجيلاً".
وفي العربي الجديد اللندنية، يرى جلال بكور أنه "من المتوقع أن تناقش الوفود الضامنة، ملف المعتقلين، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق التي يحاصرها النظام السوري، فضلاً عن آليات مراقبة وقف إطلاق النار في مناطق اتفاق "خفض التصعيد".
ويضيف أن "روسيا تسعى لفرض مسار جديد يتبنّى رؤيتها لحل الأزمة السورية، ويكون بديلاً عن مفاوضات جنيف، مستغلّة تقدّم النظام على الأرض، وعدم تحقيق مفاوضات جنيف أي إنجاز يُذكر".
حائط مزدوج
من جانبها قالت الثورة السورية في افتتاحيتها إن "الآمال والتطلعات المرسومة تصطدم بحائط مزدوج من التربص المشترك الأمريكي التركي بكل خطوة تحققها استانة، وإن كانت السلبية التركية بلاءاتها المباشرة أحد أخطر العوامل التي تهدد مسارها، بدءاً من رفض توسيع مروحة المشاركين للتفرد بقيادة التنظيمات الإرهابية، والتحكم بمسارات مواقفها والاستثمار فيها، وليس انتهاء برفض الفصل بين التنظيمات التي قبلت أن تكون تحت مظلة أستانة، وتلك الرافضة حتى اللحظة لمخرجاتها، والتي لا تدخر جهداً من أجل نسفها من الأساس بالتكافل والتعاضد مع دول وأطراف إقليمية ودولية، مروراً برفض التوقف عن ممارساتها التي تتعارض مع روح ونص آستانة في الشكل والمضمون".
أما سعد كيوان في الوطن القطرية فقد كتب قائلاً إن "المعارضة السورية على وشك توحيد كل أطيافها ومنصاتها ضمن ائتلاف واحد استعدادا لمفاوضات جنيف، كما ان واشنطن قد تمكنت على ما يبدو من إقناع رياض حجاب بالتخلي عن منصب منسق الهيئة العليا للمفاوضات تحضيًرا ربما لترؤسه حكومة ائتلافية للمرحلة الانتقالية بدون بشار الأسد، كما ينص عليه قرار مجلس الأمن 2254. علما أن سوريا باتت مقسمة إلى (مناطق خفض التوتر) التي هي عبارة عمليا عن مناطق نفوذ لأربع دول أجنبية".
ويرى أن "مشكلة روسيا انها أصبحت أسيرة لامتلاكها زمام الأمور عسكريا وسياسيا، فلا أحد قادر على اتخاذ أي قرار بمعزل عنها، ولا هي تريد ان تتفرد بالقرار أو أن تتحمل المسؤولية بمفردها".
"بوابة الأسد"
وتحدث حمزة مصطفى في العرب القطرية عن بعض الدعوات الخليجية لإعادة تطبيع العلاقات مع النظام السوري قائلاً إن هذه الدعوات "تبرز في تجاهل تام للجرائم المرتكبة بحق الشعب السوري بما فيها استخدام السلاح الكيماوي، والتي أقرت لجنة التحقيق الدولية مؤخراً مسؤولية الأسد عن استخدامه قبل أن تتصدى روسيا بالفيتو التاسع ضمن مجلس الأمن لقطع الطريق على أي إجراءات عقابية أو رادعة ضده".
ويقول الكاتب "إذا ما تجاوزنا الجانب الأخلاقي إلى نقاش المصالح، فإن السؤال الأبرز هنا يدور حول الفائدة التي سوف تجنيها دول الخليج من الانفتاح على الأسد؟ الجواب ببساطة لا شيء، إذ لا يمتلك الأسد شيئاً ليقدمه لهم، فهو أصبح رهينة حلفائه في إيران وروسيا، ولا تحتاج دول الخليج إلى تطوير العلاقات مع هؤلاء الفاعلين إلى بوابة الأسد، والعكس صحيح تحتاج روسيا وإيران إلى السعودية وقطر وباقي دول الخليج لإنقاذها من استمرارية ورطتها في سوريا".
فيديو قد يعجبك: