جيروزاليم بوست: مَنْ المستفيد من اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا؟
كتبت – إيمان محمود:
قالت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، إنه على الرغم من إبرام اتفاق أمريكي روسي على وقف إطلاق النار في سوريا، والذي ينص على "خروج المقاتلين الأجانب"، لكن القوات الإيرانية وقوات حزب الله المنتشرة بسوريا لم يُطبق عليها هذا البند.
وفي 11 نوفمبر الجاري، أصدرت الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، بياناً مشتركاً على هامش مؤتمر دا نانج في فيتنام، حول تأسيس منطقة خفض تصعيد مؤقتة جنوب غرب سوريا، والتي تم الاتفاق عليها في يوليو الماضي، واختتمت مذكرة وقف إطلاق النار في عمان الأربعاء الماضي.
ورغم أنه لم يتم إعلان النص الكامل للمذكرة، لكن مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون أبدوا وجهات نظر متضاربة حوله، خاصة بشأن الغموض الذي يشوب بند خروج المقاتلين الأجانب.
وأشار مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية إلى أن روسيا التزمت بسحب قوات تابعة لإيران من حدود مرتفعات الجولان.
ونقلت الصحيفة عن مصادر إسرائيلية أن الاتفاق المُبرم يتطلب سحب "القوات الأجنبية"، التي تضم "ظاهرياً" القوات الإيرانية (قوات حزب الله).
وأشارت الصحيفة إلى أن النص الأصلي للاتفاق يبدو غامضاً فيما يخص تواجد القوات الإيرانية في سوريا.
وتعزز المذكرة الصادرة عن الاتفاق نجاح مبادرة وقف إطلاق النار لتشمل خفض القوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب من المنطقة والقضاء عليها نهائياً من أجل ضمان إيجاد السلام في المنطقة.
ولطالما شدد النظام السوري وحليفته إيران على إدانتهما المستمرة "للتدخل الأجنبي في سوريا".
وفي 2015، قال الرئيس السوري بشار الأسد لقناة "المنار" التابعة لحزب الله، إن وجود مقاتلي حزب الله في سوريا ليس مبرراً لانضمام مقاتلين أجانب للمعارضين السوريين، موضحاً "هناك فرق كبير .. طلبت الدولة السورية مساعدة حزب الله وهي الدولة الشرعية وكان طلبها من أجل الدفاع عن الشعب السوري".
ولأن النظام السوري لا يرى أن القوات المدعومة من إيران أو حزب الله تعتبر "أجنبية"، فإن أي محاولة لتنفيذ المبادئ التي وافقت عليها الولايات المتحدة وروسيا والأردن -والتي لم تكن دمشق طرفًا فيها- ليست لها أي جدوى، وفقاً للصحيفة.
وتتفهم روسيا القلق الإسرائيلي إزاء وجود قوات إيرانية في سوريا، وذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" في فبراير الماضي، أن نائب وزير الخارجية الروسي أوليج سيرومولوتوف، قال إن حزب الله والحرس الثوري الإيراني سيغادران سوريا "عندما تنتهي الحرب".
وأشارت الصحيفة إلى أن مصطلحات "السلام" و"انتخابات حرة ونزيهة"، هي مصطلحات غامضة يتم استخدمها في سوريا منذ عام 2015 عندما بدأت محادثات السلام في جنيف، وهي لا تختلف أيضاً عن الوعود التي يطلقونها عن مغادرة "المقاتلين الأجانب" للأرضي السورية.
وأوضحت الصحيفة أن إيران سوف تجادل بشأن مقاتليها في سوريا باعتبارهم "ليسوا أجانب"، كما أن إيران تبني المزيد من القواعد العسكرية في سوريا، الأمر الذي لا يشير إلى انسحابها قريباً.
وأكدت الصحيفة أنه عندما يتحدث النظام السوري وحلفاؤه في طهران عن "القوات الأجنبية" فإنهم يقصدون بها القوات الداعمة للمعارضين السوريين وداعش وجبهة النُصرة، أي قوات التحالف والقوات التركية، بل إنهم قد يشيرون إلى عناصر داخل القوات الديمقراطية الكردية والسورية المدعومة من الولايات المتحدة في شرق سوريا.
"أجنبي" يعني كل شيء باستثناء إيران وحزب الله، وهو ما تريد إسرائيل تغييره، بسبب قلقها البالغ من قوات حزب الله وقواعدهم القريبة من حدودها، وفقًا للصحيفة.
أما الولايات المتحدة فهي لا ترفض هذه اللغة الغامضة في الحديث عن حزب الله والقوات الشيعية في الاتفاق المُبرم، لأنها تتعامل معهم في العراق، بعد أن تم دمجهم مع الجيش العراقي في عام 2016 أثناء الحرب على داعش، وذلك بحسب الصحيفة التي أكدت أن الولايات المتحدة لا تشعر بالقلق تجاه التدخل الإيراني في سوريا لأنها تقبل به في العراق.
فيديو قد يعجبك: