الجارديان: تصرفات ابن سلمان التي تدعمها أمريكا تعرض الجميع للخطر
كتبت - هدى الشيمي:
قالت صحيفة الجارديان البريطانية إن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان شاب صغير السن على عجلة من أمره، وكذلك جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومستشاره لشؤون الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن اجتماع الشابين معاً له نتائج خطيرة.
وقال الصحيفة إنه بحسب أكثر من جهة، فإن ابن سلمان وكوشنر أصبحا صديقين مقربين، ويعملان على تشكيل رابطة تقوية تقوم على صغر السن والقوة.
وكانت آخر زيارة يقوم بها كوشنر (36 عاماً) إلى السعودية في نهاية أكتوبر الماضي، وأفادت تقارير بأنه أجرى محادثات مع سلمان (32 عاماً)، حتى وقت متأخر.
وبعد فترة قصيرة من هذا اللقاء، حدثت ثلاثة أشياء، وهي بداية حملة مكافحة الفساد أو "التطهير" التي يترأسها سلمان، واستقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري والتي تصفها الصحيفة بـ"الانقلاب الصامت في لبنان"، وثالث الأشياء هو منع القوات الجوية السعودية وصول المساعدات الإنسانية إلى موانئ اليمن، ما يهدد بحدوث أزمة إنسانية كبيرة في البلاد.
وأشارت الصحيفة إلى أن البيت الأبيض لم ينتقد أفعال وتحركات السعودية، لكن بالعكس، أشاد "ترامب" بحملة التطهير في تغريدات على حسابه بموقع تويتر.
وترى الصحيفة أن العلاقات القوية بين محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للمملكة، وشخصية مؤثرة ولها نفوذ مثل كوشنر، تشكل قلقاً كبيراً للدبلوماسيين الأمريكيين، ووزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون".
وقال مسؤولون أمريكيون لصحيفة نيويورك تايمز إنهم لم يطلعوا على محادثات كوشنر وسلمان، وأنهما التزما السرية حيال ما دار بينهما.
وبحسب أحد المسؤولين، فإن كوشنر شخصية غامضة، ولا يوجد أي منطق في توليه هذه الوظيفة، وتابع: "السعوديون يتعاملون معه بحرص شديد".
وتقول الصحيفة إن الطريقة التي تتعامل بها الولايات المتحدة في ظل حكم ترامب مع الشؤون الخارجية أمر لا يخص أحداً، ولكن أن ينتج عن هذه السياسات أمور تثير زعزعة واستقرار أكثر المناطق المتقلبة في العالم، فهناك مشكلة كبيرة.
ونوهت الجارديان إلى قيادة "بن سلمان" للحملة العسكرية في اليمن، والتي هدفت إلى التصدي للمتمردين الحوثيين، ومواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة، مُشيرة إلى أنه فشل في إنجاز الأمرين.
وتسبب التدخل السعودي في اليمن في حدوث أزمة إنسانية كبيرة، وكانت الأمم المتحدة قد أشارت الأسبوع الماضي إلى أن ملايين اليمنيين يمرون بظروف قاسية، ما بين المجاعة والمرض.
وأفادت تقارير الأمم المتحدة بأن حوالي 130 طفلاً يمنياً يموتون يومياً، وأكثر من 50 ألف طفلاً وافتهم المنية هذا العام فقط، بسبب نقص الطعام والمياه النظيفة، وسوء الأوضاع في البلاد.
ودعا المتحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية كافة الأطراف لضمان السماح فوراً بدخول الإمدادات التجارية والإنسانية إلى اليمن لمنع خطر المجاعة والأمراض الذي يواجهه ملايين المدنيين.
وقال المتحدث البريطاني، منذ يومين: "علينا مواصلة تقديم هذه المساعدات المنقذة للأرواح، ولهذا السبب ندعو كافة الأطراف لضمان أن يتمكن موظفو الإغاثة من دخول ومغادرة البلاد، والوصول لكافة المناطق المتضررة".
واختتمت الصحيفة قولها بالإشارة إلى أن السعودية تواجه ضغوطاً كبيرة، ولا يتعلق هذا بإيران فقط، ولكن لنقص أرباحها في مجال النفط والبترول، والتي اعتمدت عليها كمصدر للدخل على مدار عقود، مؤكدة أن الإصلاحات التي يقوم بها ابن سلمان ضرورية وهامة، إلا أن سلوكه المتسرع وتأييد صديقه كوشنر لأفعاله يُعرض الجميع للخطر.
فيديو قد يعجبك: