"وول ستريت جورنال" تكشف مصير الأموال المُستردة من الأمراء المحتجزين
كتب - عبدالعظيم قنديل:
قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، الأربعاء، إن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، يسعى إلى "أخذ الأموال من الأثرياء ومنحها للفقراء".
وأوضحت الصحيفة الأمريكية، في تقريرها، أن الشارع السعودي ينظر بتفاؤل إلى ما أسمتها "حملة التطهير" التي يقودها ولي العهد السعودي ضد الفساد، خاصة بعد تفشي مظاهر الفساد داخل النخب الغنية في المجتمع السعودي، وفي ضوء ذلك تصاعدت شعبية الأمير الشاب.
وكانت السلطات السعودية أوقفت عدداً من الأمراء والوزراء السابقين، مطلع الشهر الماضي، في حملة تطهير غير مسبوقة بتاريخ المملكة.
وجرت الحملة بعد ساعات من تشكيل العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، لجنة لمكافحة الفساد أسند رئاستها إلى نجله ولي العهد.
وأجرت الصحيفة الأمريكية مقابلة مع وزير المالية السعودي، محمد الجدعان، الذي كشف عن مصير الأموال التي تستردها السلطات السعودية بعد اتفاقات التسوية مع المحتجزين.
وقال الوزير السعودي إن المملكة تعتزم ضخ مليارات الدولارات جراء اتفاقيات التسوية مع المشتبه بهم فى موازنتها العامة، موضحًا أنها ستندرج في سياق الإصلاحات الاقتصادية التي تهدف إلى تحويل السعودية إلى قوة اقتصادية عالمية، بعيداً عن النفط.
وأضاف: "كل ما سيتم استرداده سيذهب إلى الخزانة، ومن ثم استخدامه في السنوات المقبلة، وكل ما هو قادم سيكون جزءاً من الميزانية العامة".
وأشار إلى أن الأموال المستردة سيجرى ضخها في قطاع التعليم، والإنفاق على الرعاية الصحية، لافتًا إلى أن الحكومة ستدعم حوافز القطاع الخاص، والأسر السعودية الأكثر فقراً.
وقال إن التحقيق في قضايا الفساد لا يزال في مراحله الأولى، لافتًا إلى أن الحكومة السعودية لم تدرج أية مبالغ مستردة فى موازنتها لعام 2018.
وتابع أن الذين لا يريدون الاستقرار للبلاد سيقعون تحت طائلة القانون في السنوات المقبلة، لذلك الأمر سيستغرق وقتا طويلا".
وكانت هناك تكهنات بأن بعض الأصول المستردة من الأمراء المحتجزين ستكون ضمن صندوق الاستثمار العام، وهو الصندوق الرئيسي للثروة السيادية في المملكة العربية السعودية، لكن الصندوق رفض التعليق لـ"وول ستريت جورنال".
ويرى العديد من المحللين والمراقبين خارج المملكة أن حملة التطهير جزء من تركيز السلطة في يد ولي العهد السعودي، حسبما ذكرت الصحيفة الأمريكية، الذي صعد نجمه سريعًا حتي بات "الحاكم الفعلي" للبلاد.
وأشارت الصحيفة الأمريكية، إلى أن حملة الاعتقالات التي استهدفت أمراء ومسؤولين كبار أثارت ضجة كبيرة في الأوساط السعودية، كما ساهمت في تعزيز مخاوف المستثمرين الأجانب داخل المملكة، بينما وصفه مسئولون سعوديون، أنها تحركات إيجابية للمستثمرين الأجانب لأن تخلص من الفساد ويخلق مجالا أكثر تكافؤًا.
وكشفت المملكة العربية السعودية، أمس الثلاثاء، عن موازنة العام 2018 خلال جلسة للحكومة ترأسها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز تتضمّن مجموعة من المبادرات التنموية الهادفة الى تحقيق الاستقرار المالي والاقتصادي الذي رسمت ملامحه رؤية 2030 التي أشرف على وضعها ولي العهد.
فيديو قد يعجبك: