بعد 12 شهرًا.. كيف غيّرت سيدة من إدارة متاحف الفاتيكان؟
كتب - هشام عبد الخالق:
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن الرجال يحكمون مدينة الفاتيكان منذ تأسيسها وإعلانها كدولة مستقلة منذ عام 1929، ولكن انضمت سيدة إلى الطبقة الحاكمة في الدولة عندما تم تعيين باربرا جاتا كأول مديرة لمتاحف الفاتيكان.
وتابعت الصحيفة، في تقرير لها اليوم الأحد، أن "باربرا" كان لها بصمة واضحة في تاريخ المتاحف منذ تعيينها قبل 12 شهراً، ورسمت لنفسها طريقاً مختلفاً عن سابقيها، حيث كانت المرأة الوحيدة التي تُرشح للمنصب من أصل ستة مرشحين، واختارها البابا فرانسيس بنفسه للإشراف على ما يقرب من 200 ألف قطعة أثرية في المتاحف والشقق البابوية، وساحات النحت وغيرها من المواقع.
وأشرفت "باربرا" أيضاً على كنيسة سيستين، التي تُعد إحدى أكثر الأماكن الكاثوليكية قُدسيةً، ويتم انتخاب الباباوات فيها، ويحتشد بها الملايين كل يوم للنظر والتأمل في السقف الذي رسمه الفنان مايكل أنجلو في الفترة من 1508 حتى 1512.
وقالت باربرا جاتا: "عملتُ في مكتبة الفاتيكان لأكثر من 20 عاماً، وعندما سمعتُ عن ترشيحي لمنصب مديرة المتاحف، كان الأمر بمثابة صدمة لي أن أواجه مثل هذا التغيير".
وتابعت بقولها "عندما أحضر المؤتمرات أو الأحداث الكبرى، تقول لي النساء نحن فخورون بكِ جداً فأنتِ تُمثلينا بشكل جيد للغاية".
ولفتت باربرا جاتا إلى أن الفن يُمثل عنصراً هاماً في عائلتها، فوالدتها وشقيقاتها كانوا مرممات فنيّات، وجدتِها "الروسية" رسّامة.
ويقول إيك شميدت، مدير معرض أوفيزي في فلورنسا: "تعيين باربرا جاتا له دلالة إيجابية، ففي دولة الفاتيكان التي يسيطر عليها الرجال، تعيين امرأة في مثل هذا المنصب إلهام شيء جيد".
إدارة متاحف الفاتيكان مهمة كبيرة للغاية، فـ "جاتا" مسؤولة عن حفظ وعرض وتبادل المعرفة من جميع الكنوز التي تم جمعها من الباباوات على مر القرون، بما في ذلك المجموعات المصرية والإتروسكانية، ومتاحف الفاتيكان كبيرة للغاية لدرجة أن قصر فرساي في فرنسا يبدو كشيء ضئيل مقارنة بها.
مدير متاحف الفاتيكان السابق، السيد باولوتشي، اقترح أن تُعرض مقتنيات المتاحف بشكل ثلاثي الأبعاد، حتى كنيسة سيستين، للحفاظ على المتاحف من الغبار الذي يعرض مقتنياتها للتآكل مع زيارة ملايين السائحين للمدينة.
من جهتها، ترفض "باربرا جاتا" مثل هذا الاقتراح، على الرغم من أن عدد الزيارات في 2017 قد يتجاوز الرقم القباسي السابق بنسبة 10%، وقالت: "إذا كنت سائحاً وأتيت إلى روما لرؤية كنيسة سيستين، ثم أخبرك أحدهم أنه لا يمكنك رؤيتها ماذا ستفعل؟ وكنيسة سيستين في النهاية كنيسة مثل أي مكان ديني، لا يمكننا التغاضي عن ذلك".
وتقول جاتا، عن مهمتها في إدارة متاحف الفاتيكان: "تتلخص مهمتي هنا أن أجعل زائري المتاحف يروا ما يودون رؤيته على أفضل حال".
فيديو قد يعجبك: